لماذا لم تعتنق والدة جيهان السادات الاسلام؟
حياتي الآن أفضل من حياتي أيام كنت فيها حرم رئيس الجمهورية ونفذت وصية السادات وابتعدت أنا وأولادي عن السياسة ....نعم امى كانت مسيحية ولم يجبرها ابى على الاسلام وكانت جريئة حين تركت بلدها انجلترا لتأتي لتعيش في مصر و والدي كان شجاعاً ليتزوج من أجنبية».
- ـ كنت دائماً أرى في نفسي زعيمة… ولا اعرف لماذا ؟ … وكانت عمتي تخاف علي من أحلامي وتقول لي: احتفظي بأحلامك لنفسك.
- كان السادات بالنسبة لي شخصية خرافية و أقرب الى فرسان القصص والروايات والاساطير بسبب ما سمعته وقرأته عنه بعد مقتل امين عثمان
- في الوقت الذي كان فيه صديقاتي والفتيات يعجبن في مثل سني بنجوم السينما كان انور السادات هو بطل أحلامي.
- كانت جيهان السادات معجبة بجماعة الاخوان المسلمين في فترة صباها و لا تكتفي بالتبرع بمصروفها للاخوان بل كانت تحث اصدقاءها وافراد عائلتها للتبرع ولم تكن تعلم ان نهاية زوجها ستكون على ايديهم
- سألت نفسي سؤالاً واحداً عندما أصبح أنور رئيساً لمصر وهو: ماذا سأفعل؟
- وجدت امامي طريقين، طريقا سهلا، كله حفلات وزيارات، وطريقا آخر انزل فيه للمرأة المصرية في عمق المجتمع وأهتم بالأطفال الفقراء والمعوقين في الريف على وجه الخصوص، وأحاول ان أساعد بقدر استطاعتي، وقد اخترت الطريق الأصعب.
- عملت بالعمل الاجتماعي قبل أن يتولى انور السادات مسؤولية حكم مصر، ثم كثفت نشاطي في فترة رئاسته، وبعد وفاته أحسست انه يجب علي أن أتوقف.
- أعيش حالياً من معاش السادات و استعد لاقامة أول معرض لرسوماتي الفنية
- الزمن كفيل بالرد على منتقدى السادات و بعد سنوات على وفاته ترون من هاجموه، واتهموه بالخيانة، يعملون أقل كثيراً مما فعله هو بعزة وكرامة من أجل السلام وهي الخطوة التي دفع حياته ثمناً لها.
- ثبت بعد سنوات ان السادات كان على حق و اسأل كيف كان سيكون مصير سيناء اذا لم نحصل عليها، وكم عدد المستوطنات التي كانت ستقام على أرضه ؟
- لست من هواة الثروة، وجمع المال والا كنت بحثت أنا عن زوج لديه ثروة، وكل ما تمنيته لبناتي ان يتزوجن من رجال على قدر المسؤولية
هذا حوار مهم للسيدة جيهان السادات اجرته مع جريدة الشرق الاوسط منذ سنوات ونعيد نشره فى مصر المحروسة . نت لوجود الكثير من الاسرار التى لم يلق عليها الضوء كثيرا .. وهذا نص الحوار :
كيف تعيش السيدة جيهان السادات حياتها الآن بعد مرور 20 عاماً على رحيل الرئيس أنور السادات، وما الذي تراه بوضوح من خلال شريط الذكريات، وكيف واجهت خصوم زوجها بعد رحيله، وما هي أهم الأحداث والمواقف التي رسمت ملامح شخصيتها، وأصعب المواقف التي واجهتها؟
أسئلة كثيرة طرحها عمر عبد الحميد على السيدة جيهان في مقابلة خاصة معها فواجهتها بابتسامة هادئة، ونظرات واثقة عكست شخصية قوية متفائلة
ولدت جيهان السادات في جزيرة الروضة، ذلك الحي الذي كان يسكنه ابناء الطبقة المتوسطة،
بينما كان على الجهة الأخرى حي الزمالك الأكثر فخامة، والذي كان يسكنه العديد من الأسر الانجليزية والاثرياء المصريين، وكان ترتيبها الثالثة بين أخوتها، وكانت هي الابنة الأولى لأسرتها، وقد ورثت جيهان السادات البشرة البيضاء والملامح الشقراء ليس فقط من والدتها الانجليزية وإنما أيضاً من والدها الذي كان ينتمي الى صعيد مصر لكنه كان ناصع البياض أزرق العينين.
وتعلق السيدة جيهان السادات على زواج والدها ووالدتها بقولها: «امي كانت جريئة حين تركت بلدها انجلترا لتأتي لتعيش في مصر ولا شك ان والدي كان شجاعاً ليتزوج من أجنبية».
لقد رتبت الظروف لقاء صفوت رؤوف والد السيدة جيهان بوالدتها جلاديس تشارلس كوتريل في عام 1923 بمدينة شفيلد بانجلترا حيث كان والدها يدرس الطب في جامعة شفيلد، وكانت هي تعمل مدرسة للموسيقى، وقد تزوجا بعد قصة حب قوية جعلت والدها يسقط من حساباته ترتيبا سابقا للزواج من ابنة عمه في القاهرة.
تقول السيدة جيهان: «لم تنشئنا أمنا لنكون بريطانيين، بل ولم تتعمد ذلك مطلقاً، ففي بيتنا كنا نتحدث العربية التي تعلمتها والدتي واصبحت تجيدها بطلاقة، ولم تحاول بأي شكل من الاشكال ان تبعدنا عن تقاليدنا الاسلامية، ولكنني لا أنكر انني كنت أشعر أحياناً ـ كطفلة صغيرة ـ بنوع من الحيرة عندما تسقط عيني على تمثال لصلب المسيح كانت تحتفظ به أمي فوق سريرها، وأحياناً كنت أراها راكعة أمامه وتصلي، في إحدى المرات سألتها: لماذا انت مسيحية ونحن مسلمون؟ فأجابتني بهدوء: المهم هو أن نتذكر ان هناك الهاً واحداً لجميع الأديان.
ورغم التحاقي بمدرسة الارسالية المسيحية التي كان جميع الأطفال يلتحقون بها لأنها المدرسة الابتدائية الوحيدة في المنطقة التي اسكنها إلا انني كنت حريصة على عدم المشاركة في الصلاة المسيحية التي كانت تقام يومياً قبل بدء الدراسة.
رغم العقاب الذي كنت أناله يومياً من مدرسة الفصل ولم ينقذني من ذلك العقاب إلا تدخل والدي الذي أخبر المدرسة البريطانية بأنه لا يريد ان تشارك واحدة من بناته في الصلاة المسيحية.
- لماذا لم تعتنق والدتك الاسلام؟
- * هل كان المنزل تسوده روح الصرامة الشرقية التي كانت سائدة في ذلك الوقت؟
- * هل حلمت وانت طفلة بما وصلت إليه؟
- * هل مطالبتك بخروج الانجليز كان مصدر ازعاج لوالدتك الانجليزية؟
![]()
- * وما هي علاقتك بمدينة السويس؟
ـ وقتها كان عمري 15 سنة وكنت اسمع عنه دائماً وعن بطولاته من حسن عزت، واتذكر انني قبل مقابلته مباشرة في منزل عمتي بالسويس لم يكن لنا من حديث سوى عن انور السادات ومحاكمته هو وزملائه في قضية امين عثمان وزير المالية، كانت الصحف وقتها تنشر صورته بصفته قائد المجموعة المتورطة في حادث الاغتيال، وكنت حريصة على قراءة كل كلمة عن أنور السادات، وكنت مهتمة بمتابعة القضية، وكنت أرى ان امين عثمان وقع بنفسه وثيقة موته عندما وصف العلاقة بين انجلترا ومصر بالزواج الكاثوليكي (بمعنى انها علاقة أبدية)، وكان اعجابي بالسادات يتزايد مع قراءة أخبار جديدة تنشرها عنه الصحف، وأتذكر أيضاً انني في تلك الفترة كنت مغرمة بقراءة التاريخ، والشعر، والروايات، وكان انور بالنسبة لي أقرب الى فرسان القصص، وأتذكر أيضاً انني كنت أطلب من حسن عزت أن يحكي لي كيف اختبأ من الانجليز، وكيف تمكن من الهرب من السجن، وكيف تنكر واطلق لحيته ووصل به الأمر الى العمل كبواب عند حسن عزت، وكيف قام بتوصيل الفواكه والخضروات الى معسكرات الانجليز الذين كانوا يبحثون عنه.
وبابتسامة هادئة تضيف: في الوقت الذي كان فيه صديقاتي والفتيات يعجبن في مثل سني بنجوم السينما كان انور السادات هو بطل أحلامي.
وعندما علمت ان انور السادات جاء لزيارتنا في السويس، أو بمعنى أصح لزيارة «اونكل» حسن عزت. كنت سأطير من السعادة، وبالفعل ذهبت إليه وصافحته، وكان اللقاء الأول في مدينة السويس الذي غير بعد ذلك حياتي كلها.
* ما هو أول شيء لفت نظرك في اللقاء الأول الذي جمع بينكما؟
ـ لاحظت مثلا عندما جلسنا لتناول وجبة السحور حيث كنا في شهر رمضان انه لم يأكل كثيراً وكنت أتوقع ان الطعام الرديء الذي كان يأكله في السجن سيجعله يأكل بنهم، كذلك لاحظت انه كان هادئاً لايتكلم كثيراً، كان صامتاً وتقريباً لم يتكلم كلمة واحدة خلال أول يومين قضاهما معنا.
- * وما الذي اعجبك في شخصيته؟
- * لماذا غامرت بالزواج من الرئيس السادات رغم انه لم يكن العريس المقبول بالمواصفات التقليدية التي تتمناها أي فتاة؟
- * هل كنت تتوقعين له ان يجلس في يوم ما على قمة الحكم في مصر؟
- * طموحاتك جعلتك تقومين بدور فعال لم يعتد عليه المصريون، فهل اثار ذلك الدور نوعا من الانتقادات؟
سمعنا انك لم تعلمي بقرار حرب اكتوبر؟
- * نانسي ريجان قالوا الكثير عن سطوتها وعن دورها في ادارة البيت الابيض، ايضاً رايسا جورباتشوف، فهل كان الرئيس يطلب رأيك في الكثير من الموضوعات الهامة؟
- * من المعروف انك أكملت تعليمك والتحقت بكلية الآداب قسم اللغة العربية، فلماذا لم تفكري في هذه الخطوة قبل أن تصبحي زوجة رئيس الجمهورية، والبعض انتقد انك كنت الأولى على دفعتك في كل عام؟
- * بعد رحيل الرئيس انور السادات، هل دخلت ما يسمى بدائرة تصفية الحسابات، وهل دفعت ثمن عداءات وخصومات الرئيس السادات؟
- * لماذا ابتعدت تماماً عن الأضواء واكتفيت بالتدريس في الجامعة ولم تفكري مثلا في المشاركة بشكل فعال في الحياة السياسية والاجتماعية في مصر؟
![]()
- * كثيرون راهنوا على ان السيدة جيهان السادات سترتبط بشخص ما في زمن ما؟
- * أعلن الرئيس السادات انه سيترك الحكم بعد عودة سيناء، ما رد فعل هذا القرار عليك؟
- * لماذا تركت مشروع جمعية الوفاء والأمل، وهل كان مستمداً من مشروع يانصيب أم كلثوم؟
- * قيل ان السيدة جيهان السادات عندما فكرت في زواج بناتها حرصت على أن يكون ازواج بناتها من أصحاب الثروة؟
- * جمال السادات اين هو الآن؟
- * كيف تعيش السيدة جيهان السادات بعد رحيل الرئيس انور السادات؟
- * هل العمل يمثل بالنسبة لك دخلا أم هو قيمة؟
- * هل اليوم المشحون بالعمل وقت ان كان الرئيس السادات موجوداً أفضل من اليوم الآن؟
- * كيف يسير اليوم؟
![]()
- هل اليوم أثناء فترة عملك بالولايات المتحدة يختلف؟
- هل تستمتعين بحريتك الآن أكثر؟
- هل أحسست في يوم ما بالندم على قرار أو موقف، وهل هناك أشياء تتمنين أن يعود بك الزمن لتحقيقها؟
- هل ما زال الرسم شيئا ضروريا في حياتك؟



