شعر .. سعيد شحاته يكتب أمّي اللي باعت عَفْشها .. مصر المحروسه . نت

أمّي اللي شالت عمرها كلّه ف غَلَق ورمت شبابها وفرحها ف "طشت" النحاس

0

أمّي اللي باعت عَفْشها 

 شعر / سعيد شحاتة

دفّيلي قلبي على (الكانور)
واستحضري شِعري ف ليالي البرد
حُطّيني فوق ترابيزه فاظة ورد

ضمّيني عود أخضر كأنّك أرض

واستسلمي قدّامي لمّا اطرح
كلّ المناديل الورق باشت
علشان “أوديب” ما ظهرش ع المسرح

يا خطوه ع الأسفلت بتحاول تزوّد عُمر أقدامها

ماشيه الحياه على قلب خدامها
ماشيه الحياه وانا ماشي قدّامها
ماسك لجامها وبارسمك عصافير
عود الريحان زهّر على المواسير

والقلب طاب م الصهد ع الكوانير

عطشان وناشفه الميّه جوّه الزير
والناس حزينه عشان “أوزير” مظلوم
دفّيلي روحي بحضنك الدّافي
وبوسيني بشويش لمّا اقوم م النوم
.. سعيد شحاته يكتب أمّي اللي باعت عَفْشها .. مصر المحروسه . نت
.. سعيد شحاته يكتب أمّي اللي باعت عَفْشها .. مصر المحروسه . نت

**********

أمي البريئه الطيّبه الطاهره

وانا جنب روحك.. روحي مش ظاهره
شايلك في قلبي وماشي باتعاجب
… وكأني شاعر ماشي في مظاهره
…………..
أمي البريئه الطيّبه الطاهره الصبوره
باعت جناين عمرها من غير فاتوره
أمي البريئه الطيّبه الطاهره الأبيّه
بتؤمّ روحي بدعوه وبتختم بسوره
………………….
أمّي اللي شالت عمرها كلّه ف غَلَق
ورمت شبابها وفرحها ف “طشت” النحاس
سكّت على أحلامها بالتربّاس وزقّت كلّ دا تحت السرير
وقالت لي من تلاتين سنه بالظبط.. مش فاضل كتير
عضّت على قلبي بوجع وخدتني من إيدي ومشينا نعدّ أيّامنا
مش ظاهره حاجه جميله قدّامنا
………………
لكننا ف كلّ الحالات ماشيين
ناكل يومين ونجوع يومين.
نضحك كما طفلين بنهرب من عيون الهربانين
نحلم ونقسم حلمنا تلتين… والتلت مش عارف لمين
أنا نفسي يا امّه “اركب عَجل” زيّ العيال..
آكل وأنام قدّام مسلسل محترم زيّ العيال
ألعب مع عيال البلد زيّ العيال
أنا نفسي……….
لكن……….
…….
أمّي اللي باعت عَفْشها هتجيب منين؟
ما اعرفش دا مذهب على أيتها دين
الدنيا بتضيق ع الخناق وكأنها حبلين لمشنقتين
وانا وامّي فيهم…
……………
إحنا بس لوحدنا متعلقين
والكل ماشي موطّي راسه ومحني زيّ مسيح حزين
وامّي ف جميع احوالها ماسكه ف جتتي بإيدها اليمين
يا ورد ليه الطيّبين ساكتين وقاعدين ع الطرق يتفرّجوا ع الميّتين؟
يا ورد إيه وجه الشبه بين الحياه القاسيه والقلب التخين
………………………………..
واللي قتل سيدنا الحسين؟
أمّي ما تعرفش البكا والحزن والصوت الجبان
لكن بتعرف تتقتل علشان بنصّ جنيه إيمان يحمينا م السقعه
…………………
ويدفّي روحنا من النهار الحاف
…………………
بتحب صوتها وتكره اللي يخاف
وانا ماشي باتكعبل في أشكال نُصّها موجوع
باحسب دموع امّي وباعيّط بارتجاف
العمر عامل زيّ كبّاية الخشاف في الحرّ
وامّي اللي عاقده همومي فوق من كتفها مش لاقيه برّ يكفّي أحمالها
أمّي الفرس شايلاني خيّالها…
ومجمّلاني كأنّي جمّالها
أمّي اللي بتغمّس مرارة صبرها بضحكي اللي في شوالها
وبتبتسم للصبح بجفونها التقال وتنام وتحمد ربّنا ع الستر والرحمه
بتقول لي رغم الزحمه بكره تروق
رغم إننا عايشين على فيض الكريم…
أمّي تملّي عنيها باصّه لفوق
بتقول له حاجه “بكلّ رقّه وذوق”
وتنام في ريحي نشوق وطيف شفّاف
بالليل بتعمل برد روحها لحاف…
………………
وبتغطّيني برموشها الضعاف وتقول لي نام واحلم يا ضيّ العين
احلم بناس من صبرهم طاهرين
شوف الملايكه وقول لهم صابرين
وادعيلي اكمّل ما بقى من دين عشان تقدر تواصل بكره من غيري
أسمع وأعيّط بس من غير عيني ما تدمّع
واقعد في ريحها واغنّي واتقمّع
تقعد تجمّع روحها وتسمّعني بُكْره كلام
أكتم بكايا ف بقي وابدأ انام
يا رب أشوف سيدنا النبي وصحابه في الأحلام

عندي كلام يامه

قدّ الجبال العاليه في تهامه

عندي دعاوي كتير ما تتعدّش
وامّي قالت لي إنّ الدعا الصادق ما يتردّش
وانّ البيبان الواصله لبيوت السما
مهما حصل م الناس ما تنسدّش
وانّ اللي عاش يبني بضمير قادر

إذا حضر الطوفان يصمد ما يتهدّش

وانّ اللي مدّ دراعه ما اتمدّش
 .. سعيد شحاته يكتب أمّي اللي باعت عَفْشها .. مصر المحروسه . نت
.. سعيد شحاته يكتب أمّي اللي باعت عَفْشها .. مصر المحروسه . نت
وانّ اللي طالب حدّ ما اتحدّش
وانّ اللي صاده الظلم ما اتصدّش
مولد حبيب طاهر وما اتفضّش
وامّي ما تتعدّش من المريدين ولا م الأصفيا
أمّي اللي حطّت عمرها ف طشت النحاس
……………..
عندي ف مقام الصدّيقين والأوليا
شالت جميع الألويا فوق من كتافها وهلّلت لله ولاحبابه
ولا دقّ كفّ إيديها غير بابه
دفّيني يا امّه بحضنك الدافي وخديني لسكّة العارفين ولرحابه وبوسيني بقلبك المتحنّي بكتابه وسيبيلي النور يجوز اعرف هيكمل بكره بينا إزّاي
وهنكمّل لغاية فين وانا وانتي..
…….
مافيش ويّانا حقّ الشاي
أمي اللي راهنت باللي جاي
سابت ضفاير شعرها تقصر عشان أطول أنا
واستحملت ويّايا أيام عكننه قدّ السنين
كانت تشوفني حزين تبوس راسي بأسى وتشدّني جوّاها فاتحوّل جنين
تولدني لمّا اشتدّ

وتمدّني بطول السرير واتمدّ

وتبص لي لحظة ما انام وكأنّي سدّ منيع
تحضنّي فاتحول مطيع ووديع
………. تفتح جناين حضنها روضه
أنا نفسي يا امّه البس على الموضه
تضحك وتستنّى امّا انام… وتقوم تعدّ النمل في الأوضه
وتسمّي ع الحلم اللي مش واضح… وتضرب في الهوا بفستان فرحها وتقفل الشبّاك علينا من الوجع.. علشان عيون الصبح ما تشوفناش
كانت في عزّ البرد تقعد جنبي وتكمّل غطايا بشالها وبحتّة قماش
وتقول لروحها تعبها مش هيروح بلاش
مش خايفه من حاجه
انا بسّ عايزه الواد يقف على رجله ويكمّل
وانا قادره اشيل القصعه واتحمّل
وشويتين تسكت وتتأمّل وتتصعب بشكل غريب
وتبص لي وعنيها فيها سؤال عصيب ودموع عصيّه وكلمه مكتومه وغُنا وإصرار
“أُمي عبايه وحشوها إعصار”

أمّي فنار قايد

أمّي قصايد طَمْيها أشعار
فدادين غنا وهزار وليل ونهار
وبلاد بتغسل قلبها بالنّار وتتباهى بملامح روحها وتغنّي
وانا غصب عنّي ضعيف ومش عارف أجيب الشمس قدّامها ف طبق لولي
لكنّي قادر أقول آمين وحيطان أوضتنا وراها نُصّ الليل بيدعولي

بكره اللي جَيّ علينا زيّ امبارح اللي ما فاتش

كلّ الولاد في المدرسه طايرين من الفرحه
وانا ماشي بينهم اقول ابويا ما ماتش
انا مش يتيم وانتي اللي واقفه ف ضهري بتزقّيني للأيام بإيد أجمد من الأيّام وأشرس من حماس العسكري في الحرب
أنا مش غريب وزمايلي يا امّه بأبّهاتهم غُرْب

جايز تكون الدنيا كَرْب وبكره تتعدّل

انا عارف انّ دراعك اللي ساندني في بلاد ربّنا خَدّل
وانّ السنين الندله بتندّل
وان الحياه اصعب من النوم في الشتا من غير غطا ع السطح
الدنيا بتميّل علينا بجسمها وبيتنا الضئيل في الزحمه نازل شطح
مع كلّ هزّه من الحياه باصرخ
………. لو كنتي يا امّه تعلّميني النطح.. كنّا نفوت
كان يجرى إيه لو كنتي سيبتيني امشي بالنبّوت
مش كان زمان التوت
طرح في قلوبنا ورد
مش كان زمان البرد
خبّى عنيه
مش كان زمان الظلم
لمّ إيديه وخد خطوه لـ وَرَه

مش كان زمان هذا الزمان المسخره

………… روّق مع عنيكي الوساع وضفايرك النيلي الطوال السّمر
مش كنّا دُسنا بحلمنا ع الجمر حوّلناه غنا وأناشيد
يا تمر قلبي ونخلتي الطارحه البلح يشبهني في العناقيد
الفرن والع وانتي بتلمّي الوقيد وتطبطبي على روحي بالراحه
وبترسمي ويايا بكره نهار وتفاحه وقصايد عشق ومطبّات بسيطه عشان عيون البصاصين تهمد

جسمي اللي أضعف م عيدان القش أجمد م الحديد

روحك قصيد في الضلمه بيونّس خُطايا الخايفه م التّوهه
روحك معاني بتنفخ الدقّات في قلبي اللي اتقتل م السقعه في السّوهه
يا ضحكتي المندوهه من جوف السما
……….. المُلْهَمه ربّت قصيدة حُبّ في الكواليس
…… الورده خلّت عود حطب يصبح لها أخضر سريس
…… الشمس لمّا اتمخّضت حزقت عشان تولد عريس
ربّت “فريده” “سعيد” على الحنيّه مش ع الكدب والتدليس
وداست فرحة الأباليس برجليها الشداد بالليل وصلّت ع النبي وغنّت
ودعت لي طول العمر واتمنّت
أمّي اللي شالت عمرها كلّه ف غَلَق
ورمت شبابها ف طشتها اتبنّت قصايدي وكمّلت رايه
كانت غطايا من الشتا والطلّ
……. كانت لروحي براح وضلايه

أمّي اللي ويّايا ف ساعات الفرح وف وقت النزيف

حطّتني طول العمر فوق راسها الشريف
وعشان ما تقراش في الخطاوي الخايفه خوف
غطّت عنيّا بفرح أيامها الشفيف

ومشت تراهن بيّا وبعودي النحيف

وان هدّها مرّه التّعب تضغط على جسمي الضعيف
وتبصّ في عنيّا بقلق عاصف كما الريح في الخريف
وتقوم تبيع فردة حلق وتجيب رغيف
وتغنّي وتبسمل وتتمنى النهار يطلع في عزّ البرد صيف فاطلع معاه للضيّ م العتمه
الدنيا رغم النور هنا كاتمه

وامي اللي باعت عمرها خاتمه الدعا ومآمنه بالخواتيم

قاعده بأملها ف حجرها ومعلّقه شمّاعة الصبّار على باب الكريم
مرعوبه من شكل الفيران القلقانين م الجوع ورا الكرسي اليتيم
بتبص للسقف المعلّق ع الحديد اللي الصدا واكله
واللي السحالي مبوظه شكله
وتقول له خد بالك..
خلّيك يا سقف الدّار على حالك لحدّ ما ربنا يفرجها من عنده
وتقول لروحها بصوت ضعيف
……………………… سقف الغلابه وربّنا سانده
  أقرأ وشاهد

الشاعر محمد أبو دومة مع يسري السيد وحوار مهم عن الشعر الصوفى على هواء مصر المحروسة

اقرا

الشاعر محمد فريد ابو سعده يكتب : امرأة وتركَ الصورةَ ومضى

Leave A Reply

Your email address will not be published.

Verified by MonsterInsights