أسامة داود يكتب : الحقيقة الغائبة في قضية تراي اوشن ومحفوظ الانصاري
كان نموذجا فريدا لكل من يعرفه او تعامل معه ويصفه البعض بالشخصية الساحرة .
ومثلما كان للجنسية الهولندية التي حصل عليها الانصاري من مزايا كثيرة ، التصفت أيضا بعيبا خطيرا وهو ان ثبت ضلوع الانصاري في تسرب شحنات البترول لسوريا فسوف يخضع لعقوبات الاتحاد الاوربي التي لا تمتد فقط لتجميد امواله ، بل تصل الي تقييد حريته أي السجن باعتباره مواطنا اوربيا !.
وهنا تكون الاسئلة هل تحول الانصاري الي كبش فداء ليس لكونه متورطا في الاستيلاء علي مليار دولار في 3 سنوات من تراي اوشن التي لم يتجاوز حجم اعمالها خلال نفس المدة الي 226 مليون دولار فقط ؟!! .
هل تواطئ الانصاري مع الوكيل التركي لتحويل الصفقات البترلية من مصر وغيرها الي سوريا ؟
لماذا تم الاعلان عن تورط الانصاري في الاستيلاء علي اموال تراي اوشن باتهامات من ملاك القابضة الكويتية بينما هي نفس الشركة التي تنصلت من ملكيتها لتراي اوشن ؟
ونظرا لحالة الهياج الغير منطقي وعمليات الرجم التي تتم دون رحمة ودون قراءة متأنية للقضية ، ودون البحث من خلال المنطق والمعقول ، فإننا ننقل من خلال المتخصصين في هذا الملف عملا بقوله تعالي “واسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون ” .
وهنا لجأنا الي المهندس مدحت يوسف نائب رئيس هيئة البترول الاسبق للعمليات .
ليقول من واقع المعلومات المنشورة في الصحف علي لسان المسئولين عن شركة تراي اوشن إنرجي أن تلك الشركة تمتلك حصة في شركة الخليج للبترول تعادل ٨٠٪ من حصة الشركاء الاجانب البالغ اجمالي إنتاجها اليومي ٨ آلاف برميل/ اليوم ، وتمتلك شركة “بيرينكو” للغاز والواقعة في امتياز شمال سيناء البحري وتنتج حوال ٦٠ مليون قدم٣ غاز/ اليوم .
وهنا فان اجمالي الإيراد السنوي ل “تراي اوشن” يبلغ الآتي
من الزيت الخام وبافتراض انه من النوعية المتوسطة ٢٧ API وبسعر متوسط خلال الأعوام الثلاث السابقة ٣٠ دولار للبرميل وعلي مدار ثلاث سنوات وعلي اعتبار ان حصة الشركاء ٥٠٪ والباقي للدولة ، يساوي ١٠٥ مليون دولار فقط
أما بالنسبة للغاز الطبيعي فان انتاج “بيرينكو” بإنتاج ٦٠ مليون قدم٣ في اليوم وعلي اساس المتر ٣يساوي ٣٥،٣١٥ قدم٣ والمليون وحدة حرارية تساوي ٢٦،٤ متر٣ وبسعر المليون وحدة حرارية يساوي ٢،٦٥ دولار طبقا للاسعار خلال تلك الفترة ونصيب الشريك وتكاليف الاسترداد ٦٥ ٪ من اجمالي الانتاج فيصبح اجمالي الإيراد خلال ٣ سنوات يكون ١٢١ مليون دولار فقط
وهذا يعني ان اجمالي ايرادات الشركة خلال الثلاث سنوات لا تزيد عن ٢٢٦ مليون دولار دون خصم العديد من النفقات الضرورية .
والسؤال كيف لشركة كل انتاجها لا يساوي اكثر من 226 مليون دولار يتم الاستيلاء منها علي مليار دولار ؟!
اليس من المنطق ان نقرأ ونفهم اولا قبل ان نلقي بالاتهامات جزافا ؟
هذا ليس تأكيد علي تبرئة محمد الانصاري الذي لانعرفه ، ولكن نريد أن نعرف الحقيقية وبالتالي فعلينا ان نبحث عنها ونقدمها بأمانة للقارئ .
