عبد المنعم رمضان ل على عطا : الخصومةُ حول أشكال الشعر غرضُها نفي الآخر
لبيروت حقُ أن تزهو بأنها تقيم على البحر، وترى ما وراءه، وتتجدد وتغير ملابسها يومياً، وللقاهرة حق أن تزهو بأنها تقيم بين النيل والصحراء وتنظر إلى أقدامها، وتصرُّ على حماية ماضيها.
- بدا حضور أدونيس الندوة التي نظمتها دار «العين» احتفالاً بصدور ديوانك «الهائم في البرية» وليد مصادفة، لكنه مع ذلك أثار جدلاً لجهة أنه تحدّث في حضور الناقدين جابر عصفور وشاكر عبدالحميد عن قناعته ببؤس الجانب النقدي المواكب للشعرية العربية… كيف تنظر إلى ذلك الأمر؟ إلى أي مدى يمكن أن تشعر بالرضا أو عدمه، إزاء المواكبة النقدية لمجمل تجربتك الشعرية التي انطلقت قبل نحو أربعة عقود؟
- وجود قصيدة «مرثية مينا» التي نشرتها جريدة «الشروق» في 13 تشرين الأول (أكتوبر) 2011 في ديوانك الجديد، هل يمكن اعتباره مرثية لثورة تحمّستَ لها في حينه ومعك أحمد عبدالمعطي حجازي وحلمي سالم وحسن طلب وشعراء آخرون من أجيال مختلفة؟
- قرأتُ حواراً مع الشاعر جمال القصاص نشرته أخيراً جريدة «أخبار الأدب»؛ جاء فيه على لسانه أن جيل السبعينات هو آخر جيل للشعر… هل تتفق أو تختلف مع هذا الحكم؟ وما هو في تصورك الإنجاز الأهم لشعراء جيلك؟ وما هو الذي ما زال يجمعهم حتى الآن في ضوء أن السبل تفرّقت بهم على ما يبدو، وربما أيضاً الرؤى والانحيازات سواء كانت جمالية أو أيديولوجية؟
- في رأيك: إلى متى سيستمر جدل قصيدة النثر في الشعرية العربية، بين مُقرٍ بمنجزها وبين مَن لا يراها شعراً، وأولئك الذين كتبوها بانحياز مشروط إذا جاز هذا التعبير، وأنت واحدٌ منهم وكذلك الراحل حلمي سالم، على سبيل المثال لا الحصر؟
- كنتَ أحد الذين أقروا نشاطاً شعرياً موازياً لنشاط وزارة الثقافة في مصر، عبر ما أُطلِق عليه «الأمسيات البديلة»، التي واكَبت إحدى دورات ملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي، وبعدها أقيمت ملتقيات عدة في ذلك الإطار «الاستقلالي»، ثم ما لبث أن انقسم منظموها على أنفسهم… ما هو تقييمك لأنشطة كهذه الآن، علماً أنك قلتَ سابقاً إنك مع الوقوف على مسافة من المؤسسة الرسمية بدلاً من القطيعة معها؟
- منذ سنوات طويلة تحرص على «جلسة الجمعة» في مقهى «زهرة الستان» في وسط القاهرة… هل يمكن القول إنها تحولت مع الوقت إلى مفرخة لأدباء جدد، وساحة نقاش لقضايا أدبية ما يجعلها أقرب إلى الصالون الأدبي، أم أنها لا تزال مجرد جلسة أصدقاء من أجيال مختلفة تتخذ طابعاً اجتماعياً؟
- تصر على التعامل في أضيق نطاق ممكن مع السوشيال ميديا، وترفض أن تكون لك مثلاً صفحة على «فايسبوك»، فما هو السر وراء ذلك، علماً أنه يندر اليوم أن نجد مَن يتخذ موقفك هذا في ظل سطوة العالم الافتراضي حتى في إنتاج الشعر وتداوله، على سبيل المثال؟
- عقب الدورة الأخيرة لملتقى القاهرة الدولي للشعر العربي، علِمنا أنك كنتَ ضمن المرشحين للفوز بجائزتها، وتناثرت أقاويل عن أن اسم الفائز يحدد سلفاً، وأن قائمة المرشحين شكلية، خصوصاً أن منظمي تلك الدورة أعلنوا صراحةً أن الجائزة ستذهب إلى شاعر مصري، ما يعني تضييق أفق التوقع باستبعاد أسماء غير المصريين… كيف ترى ذلك الآن؟
- هل تنوي العودة مجدداً إلى «متاهة الإسكافي» لتواصل سرد سيرتك الذاتية نثراً؟ هل ستكرر تجربة العمل المشترك مع نجاح طاهر علماً أنها أهدتك غلاف ديوانك الأخير؟