يسرى السيد يكتب : أين العرب الآن ؟!
تعاد تشكيل خارطة العالم الآن .. ونحن نتفرج !!.
وياليت الفرجة تأتى من منطلق “لاتتدخل فيما لايعنيك حتى لاتصبح مالا يرضيك ” ،
لكن الكارثة اننا صرنا خارج المشهد بحق وحقيقى ، ولا نملك حتى المشاركة فى تقرير مصير أنفسنا ، فما بالكم بالمشاركة فى تقرير مصير الأخرين !!
-
والسبب ببساطة اننا وصلنا لحالة من الضعف جعلتنا خارج المشهد ، و”سيبك” من الجمل الحماسيىة ، والخطب العصماء من عينة ان الشمس لا تشرق على العالم الا بعد المرور على منطقتنا أو اخذ الأذن والتصريح منا !!
-
وحتى لا يكون الكلام فى العموم .. أطرح معكم الأسئلة وبصوت مسموع من عينة :
-
من يحدد مصير سوريا الآن ؟
-
ماهى القوى الموجوده على الارض ولها اليد العليا والكلمة الفصل هناك ؟
الأجابة : باختصار روسيا وايران وتركيا.. والعرب غائبون !!،
حتى سوريا نفسها كنظام حكم لا تحضر الاجتماعات التى تخص مصيرها .. والامر متروك طبعا للحلفاء والشركاء ، سواء صدقت النوايا او ساءت !!
المهم ان العرب غائبون فى تحديد مصير بلد عربى !!
حتى الجامعه العربية غائبة بعد ان غيبت سوريا عن مقعدها الدائم بفعل فاعل !!….
ولم يكن الأمر هكذا فقط ، بل ساهمت بعض الدول باموالها وعتادها فى الخراب الذى حاق بسوريا!!
-
فى العراق .. لمن الكلمة العليا هناك؟
… اعتقد لايران واخرين ليس من بينهم العرب بعد ان شاركوا فيما وصلت اليه العراق الآن !!
-
فى ليبيا … الكل موجود الا العرب ، والتدخلات العربيه غير حاسمة ، والكارثة الكبرى ان العرب اذا تواجدوا تقاطعت اهدافهم واغراضهم بالشكل الذى يسبب سرطانا جديدا يضاف الى سائر الامراض الأخرى فى هذا القطر او ذاك !!
-
وفى اليمن … الوضع لا يحتاج الى تعليق .. اموال عربيىة لسفك دماء عربية .. اموال عربية لتخريب بلد عربى مثلما حدث فى سوريا والعراق وليبيا …
يعنى تعددت الأسباب والخراب والدمار وبحار الدماء واحدة ، باموال وايادى عربية !!
-
وخارج المنطقة العربية وعلى حدودها تقف ايران والغرب يتربص بها ومعارك دبلوماسية واقتصادية وضرب تحت الحزام …ونحن خارج المشهد حتى لو تناوشنا بالجمل الرنانة او التصريحات المسيئة لعروبتنا وقوميتنا واسلامنا بأعتبار ايران العدو الأول ، وتحول اسرائيل الملتهم لقطر عربى بالكامل اسمه فلسطين الى صديق نتوحد معه لضرب ايران !!
-
واذا كان الحال هكذا ، فيكون الكلام التالى ضربا من الاوهام اذا قلنا:
-
واين نحن من الاحداث فى كوريا الشمالية ؟! …وهل نحن فى اى معادلة هناك ، سواء بين التقارب الذى حدث بين الكوريتين او القمة المرتقبة بين كوريا الشمالية وواشنطن؟!
-
طبعا الاجابة معروفة
-
علينا ان نخجل من انفسنا لاننا خرجنا كعرب .. ليس من المعادلة الآنية فحسب، لكن من المستقبل كله ، لان المستقبل لا يصنعه الا الاقوياء اقصاديا وعلميا وعسكريا .. الخ ، ونحن ولله الحمد الذى لا يحمد على مكروه سواه خارج هذه المعادلات بملايين السنوات !!
-
ماذا يحدث فى كوريا ؟!
مايظهر على السطح من قمة جبل الثلج -اقصد فى الجزيرة الكورية- قليل جدا .
لا أحد يعرف ما سر التغير المفاجىء فى موقف زعيم كوريا الشمالية الذى كنا نقف وراءه مثل حرافيش عاشور الناجى فى رائعة نجيب محفوظ ونقول جميعا فى نفس واحد ” اسم الله عليه .. اسم الله عليه ” وهو يقف كالغضنفر امام ترامب وواشنطن ويهدد بتدميرها اذا فكرت فى ضرب بلاده ! ، ويصر وبلغة حاسمة على عدم الاستغناء عن الأسلحة النووية، وعلى مواصلة التجارب لتطويرها وتعزيز قدرات بلاده النووية.
-
صحيح قوته له وليست لنا ، ونحن ك “القرعة” التى تتفاخر بشعر بنت أختها ،
لكننا كنا سعداء به لانه يفعل مالانفعله ويقول مالم نستطع قوله !!
ويزداد فخارنا به ونحن نسمعه وهو يرد على دعوة اسرائيل للعالم بالاعتراف بالقدس عاصمة لها ، فيقول ساخرا : وهل توجد دولة اسمها اسرائيل أصلا حتى يكون لها عاصمة أسمها القدس !!
-
وفجأة نصحو جميعا على تصريحات منسوبة له – “(أصر على كلمة منسوبة له – رغم ان الواقع قد يكون غير ذلك ) يعلن عن تخليه فى الاستمرار فى برنامجه النووى وطلب لقاء الرئيس الامريكى دونالد ترامب …والغريبة ان ترامب يرحب ولا يفرض شروطا علنية ويختفى الصلف والغرور الذى كان يتحدث به معه !!
-
نعم هناك انباء تفيد بأن ترامب قبل اقتراح كوريا الشمالية لإجراء محادثات في مقابل وعدها بالتوقف عن تطوير صواريخها الباليستية العابرة للقارات والقادرة على الوصول إلى الولايات المتحدة، أو السماح بتفتيش منشآتها النووية لتفكيك الأسلحة النووية وبرامج الصواريخ.
-
فيما يرى الخبراء أن هناك العديد من الأسباب التي ساعدت على تغيير كوريا الشمالية لموقفها، أهما الضغط الذي مارسته أمريكا على العديد من الدول من أجل إقناع رئيس شبه الجزيرة الكورية على الجلوس معه على طاولة المفاوضات.
-
نعم هناك أدوار خفية دارت فى الكواليس :
من الصين يمكن،
من كوريا الجنوبية يمكن ،
من روسيا يمكن ،
من اليابان يمكن … الخ
كل هذه تكهنات لا نعرف مدى صحتها وحقيقتها ان وجدت ، لكن ما يحدث هناك يطرح العديد من الأسئلة اكثر من الاجابات :
مثلا :
-
هل ما حدث هناك يعيد تشكيل الخريطة هناك لصالح الكاوبوى الامريكى؟
-
هل اتفقت المصالح الروسية الصينيىة اليابانية الامريكية فى هذه القضية ؟…ام ان هناك صراعات اخرى لا نعرفها ؟
-
هل ما يحدث انتصار للصين التى لا تريد اضافة قوى نووية جديدة بالقرب منها تخل بموازين القوى وتسحب من رصيد تأثيرها الأقليمى ؟
-
ام اتفاق مع واشنطن لمواجهة التهديدات الامريكية بفرض الضرائب على الواردات الصينية وغيرها من سياسات تضر بالاقتصاد الصينى ؟
-
هل التغير فى موقف كوريا الشمالية وزعيمها يأتى بسبب قيام بكين بلعب دور كبير بدفع بكيم جونج أون زعيم كوريا الشمالية إلى طاولة المفاوضات، بعد موافقتها على العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية، مما يعني أنها لن تدافع عن بيونج يانج في ظل استمرار تطويرها لبرنامجها النووي. ، بل وقيام الصين بإيقاف إمداد النفط لكوريا الشمالية، مما أثر على الأوضاع في كوريا الشمالية بشكل لم تتوقعه.
وبحسب التقارير، فإن صادرات كوريا الشمالية إلى الصين، أكبر شريك تجاري لها، هبطت خلال 10 أشهر، ما بين مارس وديسمبر العام الماضي، بعد إصدار مجلس الأمن بفرض عقوبات مشددة على بيونجيانج، ووافقت عليه بكين.
-
يعنى حصار امريكى غربى ثم حصار صينى !!
وتبقى الاحتمالات والتساؤلات قائمة بان الأمر جزء من مناورات من زعيم كويريا الشمالية الذى لم تظهر عليه علامات الخضوع او الانكسار فى المشاهد التى نقلت الينا اثناء القمة مع كوريا الجنوبية
-
ويبقى السؤال :هل يمكن ان تكون بعض هذه التكهنات صحيحة ومفادها ان المسؤولين الكوريين الشماليين كانوا يخططوا للأمر طوال الوقت، ويعملون وفق خطة زمنية معينة، فهي في البداية رغبت في تقوية ترسانتها العسكرية، ثم تعمل الآن على التخلص من العوائق الاقتصادية”. و حان الوقت المناسب لجلوس كوريا الشمالية على طاولة المفاوضات، لتحقيق أهدافها”.
-
وتبقى الاسئلة مشروعة هل ستؤثر نتائج القمة المرتقبة بين واشنطن وكوريا الشمالية على مجريات الاحداث بشأن الاتفاق النووى بين ايران والغرب وواشنطن ؟!
-
وتظل الأسئلة مشرعة فى الوجوه :
-
هل تخلى الروس والصينيون عن حليفتهم ام ما يحدث جزء من مناورة جديدة ؟
-
ومااثر ذلك على شكل خارطة العالم الجديد ؟
-
وماذ يحاك للعرب فيها اكثر من النيران المشتعلة فينا ؟!