د. جهاد عوده يكتب : العلاقات الأسرائيليه الروسيه
قضية السلام في الشرق الأوسط إلى قضايا الأمن والتسلح والتعاون في مجالات البحث والتطوير. ثم أخذ منحنى تطور هذه العلاقات في التصاعد،
طائرات نقل عسكرية. كما وافقت روسيا على تشكيل فريق عمل مع اللجنة العسكرية بالاتحاد الأوروبي من أجل تحديد الخطوات المشتركة بشأن الأمن الأوروبي الروسي المتبادل. إضافة إلى مبيعات السلاح إلى كل من بيرو واندونيسيا والبرازيل وفيتنام والجزائر وليبيا، ناهيك عن تعاونها التاريخي مع سوريا. وهناك بالفعل إقبال وطلب كبير على منتجات السلاح الروسي، ولاسيما الطائرات والسفن والغواصات الحربية، وجدير بالذكر أن حجم الطلبات على الأسلحة الروسية قد بلغت 45 مليار دولار في الأعوام السابقة، وقد بلغت المبيعات عام 2010 حوالي 9 مليارات دولار.
ويكشف الاتفاق الروسي-الإسرائيلي والمفاوضات السابقة له أيضاً عن مجموعة من المؤشرات.; أولها، أن إسرائيل تبدو في علاقتها هذه نداً لدولة عظمى مثل روسيا الاتحادية، ولعل هذا بسبب ما تحوزه; إسرائيل من حظوة فى العلاقات الدولية، تفرضها الولايات المتحدة على دول العالم من أجل مصالح أمن إسرائيل. وثانيها، أن قدرات إسرائيل العلمية وتفوقها في مجال تكنولوجيا المعلومات ونظم التسليح يضعها في مصاف الدول المتقدمة والمصدرة للتكنولوجيا. وثالثها، نجاح إسرائيل في التأثير على ما يدور من صراعات في آسيا الوسطى والقوقاز. وغير خاف أن حجم التعاون العسكري بين كل من جورجيا وإسرائيل قد أقلق روسيا. ولعل من أبرز ما تستفيده روسيا من هذا الاتفاق هو ضمان عدم اختراق إسرائيل حديقتها الخلفية كما حصل مع; جورجيا، عندما وجهت روسيا نقداً شديداً إلى إسرائيل بسبب تزويدها بسلاح وطائرات استطلاع “بدون طيار” إلى نظام سكاشفيلي عام 2008. ورابعها، نجاح إسرائيل في التفوق على خصومها (دول جوارها الجغرافي وإيران)، وأصدقائها (تركيا) بالحصول على فرص تعددية مصادر التسلح.
وفي النهاية ينبغي الإشارة إلى أن خطورة هذه الدلالات والمؤشرات في مجملها تصب في صالح إسرائيل إقليمياً. وقد جنت إسرائيل أول ثمار تطور تعاونها العسكري مع روسيا، عندما أعلنت الأخيرة، في 22 سبتمبر/أيلول، حظر تسليم منظومات صواريخ الدفاع الجوي من طراز إس 300 (S-300PMU-1)، إلى إيران التي كانت قد أبرمت مع روسيا اتفاقاً في العم 2007 لتصدير بعض هذه الصواريخ إليها، وهو الاتفاق الذي قوبل بمعارضة إسرائيلية وضغوط أمريكية لإلغائه منذ البداية. يذكر أن الرئيس الإسرائيلي كان قد أشار، خلال زيارته إلى موسكو العام الماضي، أن عدم تزويد إيران بصواريخ إس 300 قد يؤدي إلى “اختفاء قضية واحدة من القضايا الشائكة بين روسيا والولايات المتحدة”، والمتعلقة بالخطط الأمريكية لبناء نظام دفاع صاروخي في أوروبا.; وإن كانت روسيا قد حاولت إدارة التوازن في علاقاتها الإقليمية الشرق أوسطية من خلال إعلانها الالتزام بإتمام صفقة عام 2007 الخاصة بتوريد منظومة صاروخية حديثة من نوع “ياخونت” المضادة للسفن إلى سوريا. ولطمأنة إسرائيل، ومن ورائها الولايات المتحدة، أكد وزير الدفاع الروسي، سيرديوكوف، خلال زيارته إلى واشنطن، في 21 سبتمبر 2010، أن روسيا اشترطت على سوريا ألا تعيد تصدير هذه الصواريخ إلى دول أخرى، أو تسلمها إلى تنظيمات إرهابية (يقصد حزب الله في لبنان). ومع ذلك، لا يجب أن نغفل أن إسرائيل قد حققت العديد من المكاسب على المستويين العسكري والسياسي من اتفاقها العسكري الجديد مع روسيا. ومن المؤكد حصول إسرائيل على نظم تسليح عالية التقنية تفوق ما يحصل عليه خصومها بالشرق الأوسط. وهو ما ستكشف عنه الجولات الصراعية المحتملة. 