د.نعمان جلال يكتب ل " مصر المحروسة . نت " : لماذا انتخب الرئيس السيسي لدورة ثانية (1 من 2)

0
في عام 2003 عينت لمدة 6 سنوات أي لفترتين كل منها 3 سنوات لعضوية المجلس المصري لحقوق الانسان بموافقة الرئيس الاسبق محمد حسني مبارك نتيجة خبرتي في مجالات حقوق الانسان التي الفت عنها ثلاثة كتب ومارست العمل بها كعضو وفد مصر في الامم المتحدة بنيويورك  وكمدوب دائم لمصر لدي جامعة الدول العربية لمدة عامين ونصف ولذا كتبت بالأهرام عام 2005 عن برنامج من اكثر من عشر نقاط بمناسبة اعادة انتخاب الرئيس الأسبق حسني مبارك وبعد الانتخابات كتبت اطالبه بالبرنامج الذي اقترحته ولم يتحقق معظم تلك الاهداف التي تمنيتها وقطاعات عديدة من المجتمع وبخاصة المثقفين وهو ما أشعرني  بالإحباط وكان من بين تلك البنود هي موضع المرأة وضرورة اعطائها كامل الحقوق وخاصة في القضاء ووضع الاقباط كمواطنين بكامل العضوية وبناء الكنائيس مثل بناء المساجد بنفس الشروط والغاء قانون الطواري والاهتمام بالصعيد لانني وجدته مهملا مقارنه بمدن ومحافظات الوجه البحري  وهكذا واليوم أنا أكثر تفاؤلاً بمستقبل مصر وهذه هي الأسباب: الأول: إن عبد الفتاح السيسي أنقذ مصر من مؤامرة داخلية وإقليمية ودولية، ولهذا حاربته الجماعة المتأسلمة كما فرضت عدة دول إقليمية ودولية مقاطعة وحرباً إقليمية غير معلنة وفي مقدمة تلك الدول تركيا وقطر وإيران، أما القوى الكبرى ففي مقدمتها الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية، ومع مضي الوقت أدركت تلك الدول خطأ موقفها فتراجعت تدريجياً ولكن للأسف القوى الإقليمية وبخاصة قطر وتركيا ما تزال ترفض اعادة النظر في موقفها واخطائها لطموحات خاصة بها.في المنطقة وفي مصرالفاطمية والعثمانية بوجه خاص متناسين ان العالم تغير تغيرا كاملا ومصر بوجه خاص لن تقبل خداعا باسم الدين  او باسم فكر معين غير صحيح  وإن قبلت ذلك فانه كان احتلالأ وغزوا استعماريا ايا كانت الاسانيد التي روجت لهذه الدولة و الاخري ومن ثم فان طموحاتهم غير واقعية ومرفوضة مصريا ودوليا واقليما فمصر دولة عربية وعليها مسؤلية ترتبط بالامن القومي  المصري اولا والعربي ثانيا ولن تلدغ  مصر من جحر مرتين  باسم الدين بل هي تؤمن باله واحد يعبده المسلم والمسيحي واليهودي وغيرهم بما في ذلك الاديان والعقائد غير السماوية فالله رب العالمين ولم يقل انه رب اصحاب دين او عقيدة واحدة .  ومصر شعب متسامح منذ القدم وفي حالات الضعف الحضاري سيطرت عليها قوي باغية كما هو شأن مناطق أخري في التاريخ ولكن سرعان ما كان ينقشع الظلم ويتدهو الاستعمار وينجلي الليل كما ذكر الشاعر العربي التونسي ابو القاسم الشابي : اذا الشعب اراد الحياةفلا بد أن يستجيب القدر ولليل ان ينجلي      وللقيد ان ينكسر وهو ما حدث مع ثورات بقيادات عسكرية مؤمنة بوطنها وبعراقته وبسادته مثل أحمد عرابي وسعد زعلول وجمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك وعبد الفتاح السيسي. وكل من هؤلاء كانت له مزاياه وعيوبه انجازاته واخفاقاته فالقوي الاقليمية والدولية تحالفت ضد هذا الشعب البطل الثاني: انقاذ تحرك السيسي الشجاع وهو وزيرا للدفاع ا وقائد الجيش المصري فانقذ هذا الجيش لجيش المصري وانقذ البوليس المصري والشعب بأسره من مؤامرة كبرى كانت تحاك له لكي يصبح تابعا لإيران أو لتركيا بتحويل مصر إلى إيران أخرى وإيران ذاتها تعيش اجواء لا تمت للديموقراطية الحقيقية بصلةوتعيش في وهم كبير منذ ان سيطر الصفويون عليها عام 1501 ثم ازدادت خضوعا لحكم ولاية الفقيه باسم الدين وازداد الوهم طغيانا في سعيه للسيطرة علي مصر باسم اعادة  الدولة الفاطمية وتسعى لتحويل الجيش المصري الي حرس ثوري والشرطة إلى باسيبج إيراني والسيطرة على مسجد الحسين والسيدة زينب وغيرهما من آل بيت الكرام ،بإدعاء حماية اضرحة  من اعتبروهم من الشيعة وهم ليسوا كذلك  فآل البيت النبوي لم يكون شيعة ولا سنة وانما هم من سلالة النبي عليه الصلاة والسلام وهل كان النبي شيعة او سنة وهلي كان احفاده كذلك  هذه اسماء سميت وانتشرت في عصور ابتعد المسلمون عن الفكر الديني الصحيح وظهرت المذهب وما اطلق عليه المفكرون المسلمون في العصور اللاحقة باسم الملل والنحل والاسلام دعا لوحدة المسلمين ورفض ان يتفرقوا باسم الدين وهو براء من جميع تلك المذاهب الا مذهب واحد هو ما فعله النبي الكريم واصحابه الاربعة الخلفاء الراشدين. اما من تمسح في هذا المذهب او ذلك فهذا شأنه وحسابه عند الله. ومصر تخلت عن حكم الفاطميين لأخطائهم القاتلة ولم يتحول شعبها للمذهب الفاطمي وانما حافظ على فكره الديني العقلاني وعلى الأزهر الشريف الذي أنشأه الفاطميون وتخلى عن حكمهم  المتطرف وغير العقلاني لمصلحة الاعتدال والحكمة الاسلاميةالمستمدة من القرآن الكريم الذي دعا المسلمين لعدم الفرقة باسم الدين كما تفرق من كانوا  قبلهم من اصحاب الاديان والجيش المصري هو أكبر دعامة لاستقرار مصر ووحدتها وأمنها والبوليس شريك له في هذا الموقف. والتاريخ يشهد علي الدور الوطني للجيش المصري وقادته من أحمد عرابي فجمال عبد الناصر فعبد الفتاح السيسي وما بينم من سياسين عسكريين او مدنيين حكموا مصرأو من كانوا قبلهم  بما في ذلك حكم المماليك وغيرهم فالجيش يحرص علي حماية الوطن وهي المهمة الاولي ويرفض استغلال الشعب باسم الدين او نتيجة الاستبداد السياسي فيتدخل وتدخل  قادة مثل عرابي وعبد الناصر والسيسي من الشواهد علي ذلك بل تدخل الجيش المصري الاصيل في عهد احمس لتحرير مصر من الهكسوس  وتدخل رمسيس الثاني صاحب اقدم وثيقة ومعاهدة دولية  وتدخل محمد علي باني نهضة مصر الحديثة ولكن القوي الاستعمارية حاربته واستخدمت الدولة العثمانية ضده لانه كان قاب قوسين أو أددني من القضاء علي الدولة العثمانية واوربا كان يهمهما الابقاء علي الرجل المريض وترفض اية دولة قوية أن تظل تحت حكم ضعيف الثالث:المشروعات الوطنية القومية الكبري وهي كثيرة ومنها قناة السويس الجديدة. والعاصمة الإدارية ومشروع زراعة 1,5 مليون فدان ومشروعات المحافظات المختلفة بالتوسع وانشاء ظهير لكل محافظة في الصحراء لتوسيع رقعة العمران والانتاج ومشورع البرنامج االنووي المصري في الضبعة وكذلك الصناعة في كل ظهير لكل محافظة بدلا من تكدس الشعب المصري بالملايين في شريط ضيق حول نهر النيل . وكما ذكرت جري ويجري التوسع في الصحراء ومشروع إصلاح التعليم والتأمين الصحي الشامل، لاشك ان كل هذه المشروعات العملاقة وغيرها أدت إلى رفع الأسعار بصورة كبيرة وهذا أضر بالطبقة الصغيرة والطبقة الوسطى خاصة موظفي الدولة وهم عماد العمل والانتاج والادارةالرشيدة.   الرابع مقاومة الإرهاب بلا هوادة وإذا كانت النتائج لم تتحقق بصورة كافية وبالسرعة اللازمة فالتقييم الصحيح هو أن الارهاب ظاهرة دولية ومدعوم بقوة من دول اقليمية وقوي دولية وهي معروفة ولذلك لست  بحاجة لذكرها وهي تعلن عن نفسها. بطموحاتها ومشاريعها الماضوية فهي تفتقد التفكير السليم إذ أنها تعيش في الماضي بدلا من تنظر للمستقبل او حتي الحاضر ولا تفهم في لغة السياسة الدولية سوي مفاهيم التوسع والعدوان والتدخل في الشئون الداخلية للدول الاخري. ++++ مساعد وزير الخارجية الاسبق خبير في الدراسات الصينية والاسيوية والعربية والدولية  
Leave A Reply

Your email address will not be published.

Verified by MonsterInsights