"مصر المحروسة .نت" تفتح الملف : جنود عرب فى جيش العدو الاسرائيلى (1)
محمود كاشو: انا عربى ومسلم واقسمت على القرآن للولاء لااسرائيل ...زعبي : ضد الشعب الفلسطينى وتجاوز الخط الاحمر فى الوطنية...مواطنون: خونة
كاشو :ارد الجميل لاسرائيل والفلسطينيون ينظرون لى بازدراء ويتهموننى بالخيانه !!
كان الوقت فجرا في صحراء النقب عندما أخذ محمود كاشو، وبندقيته إلى جانبه، يؤدي صلاة الصبح. ومحمود من عرب إسرائيل الذين اختاروا خدمة الدولة العبرية من خلال التطوع في الجيش الإسرائيلي، وأصبح عددهم في تزايد مطرد. يقول محمود”اعتبر نفسي عربيا ومسلما، لكني أعتبر نفسي أيضا جزءا من هذا البلد”. وأضاف محمود قائلا “إنها دولتنا ويتعين علينا أن نرد إليها فضلها، وأن نقدم مساعدات على قدر الإمكان إلى الدولة ال تي توفر لنا الحماية”. يعتبر محمود واحد من عدة مئات من العرب الذين يشكلون الوحدة العسكرية “غادسر” وهي وحدة عربية خالصة تضم 500 عنصر داخل جيش الدفاع الإسرائيلي. وأخذ عرب إسرائيل سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين يقبلون على التطوع في جيش الدفاع الإسرائيلي عشر مرات مقارنة بما كان يحدث قبل ثلاث سنوات. العقيد سرحان، رئيس وحدة الأقليات في جيش الدفاع الإسرائيلي : “مهمتنا ضم كبر
ينظرون إلي بازدراء،
.تعتبر وحدة غادسار أول وحدة عسكرية تتكون من عرب إسرائيل في الجيش الإسرائيلي وتعمل في الضفة الغربية التي يسكن بها 1.7 مليون فلسطيني. ويسود توتر كبير في المنطقة إذ قتل 37 إسرائيليا في موجة من هجمات نفذها فلسطينيون أو عرب إسرائيليون مستخدمين السكاكين، والبنادق، أو سيارات تتعمد دهس الراجلين الإسرائيليين. وقتل أكثر من 200 فلسطيني، معظمهم هاجموا إسرائيليين كما تقول إسرائيل، خلال الفترة ذاتها. وعند نقطة تفتيش تقع ما بين مستوطنتين اثنتين، أوقف محمود عياشي وهو جندي مسلم في الجيش الإسرائيلي سيارات يقودها فلسطينيون. يقول محمود “أحيانا يكون الوضع صعبا لأنني عربي مثلهم وينظرون إلي بازدراء، لكن في نهاية المطاف أنا أقوم بعملي وعلي القيام بذلك”. ويضيف محمود قائلا “يتضح من طريقة إجابة بعض الفلسطينيين على أسئلتنا أنهم لا يطيقوننا- إنهمتتجاوز خطا أحمر في الوطنية”. ويقول أحد السائقين إنه يدرك أن محمود يقوم بعمله لا أكثر، وهو حر في القيام بما يرغب فيه لكن شخصا آخر عبر بكل وضوح عن غضبه. يقول هذا السائق “نتمنى ألا يقوم جندي من عرب إسرائيل بهذه المهمة- نحن كلنا عرب. نعتبره فلسطينيا، وهو يخدم جيش الاحتلال. لا أعرف كيف أبرر هذا الوضع”.يقسم على القرآن للولاء لااسرائيل !!
في قاعدة غادسر، يؤدي محمود ومجندون آخرون قسم الولاء لإسرائيل. والداه وخطيبته كانوا هناك لمشاهدته وهو يؤدي اليمين على القرآن ويتسلم بندقيته. يقول أبوه، جميل كاشو، “أنا فخور به- هذا اختياره ونحن ندعمه. نحن سعداء وهو سعيد”. في منزل العائلة ببلدة تقع شمالي إسرائيل، نُظِّم حفل شواء على شرف محمود. لكنه لا يرتدي بدلته العسكرية إلا عندما يكون في داخل المجمع السكني التابع للعائلة. يقول محمود “رآني قلة من الأشخاص أرتدي البدلة العسكرية وقالوا لي إنني خائن. قلت لهم هذا موضوع يخصني ولا يهم ما يقوله آخرون”. ويضيف قائلا “إذا كنت خائنا، فلماذا يعيش في هذه الدولة؟” وعلى عكس أوضاع الكثير من زملائه، يحصل محمود على راتب شهري جيد بصفته جنديا في الجيش الإسرائيلي. كما أنه على عكس المجندين اليهود، يمكن له أن يقدم طلبا من أجل الحصول على قرض مالي لشراء أرض يقيم عليها منزله
رشاوى واستغلال للفقر
يتهم بعض السياسيين من عرب إسرائيل الحكومة بتقديم رشاوى (لعرب إسرائيل). تقول حنين زعبي “تتصيد إسرائيل أشخاصا فقراء وعاطلين عن العمل من أجل حملهم على قبول الخدمة في الجيش”. وتقول زعبي “ما بين 52 و54 في المئة من الفلسطينيين في إسرائيل يعيشون تحت خط الفقر- إن سياسة الحكومة القائمة على تفقير الناس ترغمهم على قبول الحل الوحيد المتاح أمامهم”. و يبدو أن عملية السلام لا تراوح مكانها إذ لا يزال الحل القائم على دولتين احتمالا بعيدا. والكثير من الشباب العرب يرى الاندماج في الجيش الإسرائيلي الخيار المستقبلي الوحيد المتاح أمامهم. يقول محمود “عشرة أشخاص من بلدتي يخدمون في الجيش الآن. عندي أصدقاء يرغبون في الانضمام إلى الجيش. أشجع كل شخص على الانضمام وتحسين وضعه المعيشي والتطلع إلى المستقبل”.لم تعد عليهم بالخير
هذه بعض لمحات من الوضع داخل اسرائيل حول العرب الذين يخدمون فى الجيش الاسرائيلى فمنذ منذ قيام دولة الإحتلال الإسرائيلي سنة 1948، وحتى قبل ذلك عندما كانت تعمل بإسم الوكالة اليهودية، وبضع عصابات عسكرية تابعة لها أو متمردة عليها، تضم في صفوفها عربا يتعاونون معها ضد شعبهم. نتيجة هذا التعاون، مثل كل تعاون مماثل، لم تعد عليهم بالخير. ففي أحسن الأحوال تم إبقاء المتعاونين في وطنهم ولم يتم تشريدهم إلى الخارج. ولكن حتى هذا البقاء، ما فتئ أن تحول إلى كابوس في مراحل عدة. فقد تم نهب أراضيهم لمصلحة اليهود. ومورست ضدهم سياسة تمييز عنصري بشعة. ويعانون من الاضطهاد. ولذلك، فإن دولة الإحتلال الإسرائيلي لم تثق بهم في يوم من الأيام. وظلت وما زالت تخشى أن ينتقموا منها يوما ما. وفي بداية نشوئها لم تقم بتجنيدهم في الجيش. ولم تسند إليهم أية خدمة عسكرية. وأخذت منهم بعض الشبان فقط من الخبراء في قص الأثر وخدمات أخرى. من هنا جاءت الفكرة لتجنيد الشبان العرب في الجيش. وبعد نقاشات طويلة ودراسات متشعبة، توصلت القيادة الإسرائيلية إلى قناعة بأن تكون الخدمة إجبارية فقط لأبناء الطائفة العربية الدرزية. وأما بقية العرب، من المسلمين والمسيحيين، فتقرر أن يفتح المجال لهم للتطوع في الخدمة بشكل اختياريالشباب البدو
تتفاخر إسرائيل بدمج الشباب البدو في جيشها، بل تعتمد عليهم سواء كانوا من سكان النقب، جنوب فلسطين، أو من سكان المثلث والجليل شمالاً، في مهمات قتالية نوعية في معاركها المختلفة ضد العرب والفلسطينيين. واستغلت مهارتهم في اقتفاء الأثر لمنع تسلل المقاومين. وتحاول إسرائيل بذلك إيصال رسالة إلى العالم والعرب والفلسطينيين تحديداً، مفادها أن جيشها هو “جيش الشعب” الذي يضم عرباً وبدواً مسلمين ودروزاً ومسيحيين إلى جانب اليهود. لكن هل حقق البدو هدفهم؟ فالبدو لم يتجندوا في جيش الاحتلال حباً في إسرائيل أو إيماناً بها رغم كونهم على الأوراق مواطنين إسرائيليين، بل رغبة في تحسين أوضاعهم المعيشية والحصول على فرص عمل جيدة بعد انتهاء فترة التجنيد، علماً أن البدو يتجندون بنظام التطوع وليس الخدمة الإلزامية.