د.مصطفى رجب يكتب : "عامية" وزير التعليم … " فلسفة" للتعليم ؟ !!!

0


قيل لي إن وزير ” التربية !! والتعليم يتحدث بالعامية إلى الصحفيين ، وليته وقف عند حدود العجز عن استخدام الفصحى ، واكتفى بالعامية ، بل قيل لي إنه بين كل ثلاث كلمات من العامية يدس لفظا بالانجليزية ، كأنه يشعر بالتميز حين يظهر لمستمعيه أنه ” جاء بالذئب من ذيله ” !! حين ” رَطَنَ ” لهم بكليمات من لغة عالمية كأنه لم يجد لها ترجمة عربية !! غير أن خلاصة حديثه أنه يريد ” نقل” تجارب التعليم الغربي ، جاهلا ، أو متجاهلا ، أن وراء كل تعليم غربي فكرا تربويا أنتجه وتوصل إليه فلاسفة تربية غربيون انطلاقا مما يعايشون في مجتمعاتهم .
وزمااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااان !!!
كانت مصر تُنتج “فكرًا تربويا ” حين كان عندنا : طه حسين ، واسماعيل القباني ، ثم عبد العزيز القوصي ، وحامد عمار ، ثم سعيد اسماعيل علي ومحمد نبيل نوفل وابراهيم عصمت مطاوع والجيل التالي لهم ، كان هؤلاء جميعا [ بدرجات متفاوتة ] يُفكرون ، ويُنتجون فكرا تربويا ، له منطلقات فلسفية واضحة ، ومن ثم ، له أهدافٌ إنمائية / إنسانية / مجتمعية … بناءة .
ثم خَلَفَ من بعدهم خَلْفٌ موظَّفون قادوا مسيرة التعليم مثل السيد يوسف ومصطفى كمال حلمي ومنصور حسين [ ولكل منهم كل الاحترام والإجلال ] كانوا لا يفكرون كما كان أسلافهم يفكرون ، بل كانوا ” يكتبون ما يُمْلَى عليهم ” وكانت شخصية ” المُمْلي ” غير معروفة لهم ولا لمن هم دونهم في السلطة !! ولم يكن أحد يعرف كيف – ومن أين – ينزل الوحي إلى هذا ” المُمْلي ” ، أيهبط إليه من السماء؟ أم يَصَّعَّدُ إليه من تحت الأرض ؟ أم تفيضُ به أسلاك الهواتف من هذه السفارة أو تلك ؟
ثم خَلَفَ من بعدهم خَلْفٌ من الشياطين ، فلا هم موظَّفون كأسلافهم ، ولا هم مفكرون كأسلاف أسلافهم ، ولا هم عَوَانٌ بين هؤلاء وأولئك ، بل هم مُسوخٌ لها أجسام بشر ، وقُرونُ خراتيت ، وعقولُ معيز .
وهكذا … تحول التعليم من ” حق ” من حقوق الإنسان [ تضمنه الأديان والمواثيق الدولية ، وعلى الدولة أن تتكفل به مهما تكن مواردها ضيقة لأنه السبيل الأوحد لنهضتها ] ، إلى ما يسمونه ” مسؤولية مجتمعية ” !! تتحملها الأسر البائسة مع الدولة الأشد بؤسا ..
وتحول القائمون على شؤون التعليم من مفكرين رائعين ، أو حتى موظفين أكْفاء ، إلى سماسرة أشبه بتجار الرقيق الأبيض ، غايتهم أن ” يزفوا ” الخريجين إلى ما يسمونه ” سوق العمل ” !! وكأن عندنا أعمالا لها أسواق !!
قد يصح ذلك لو كان عندنا ” صنايعية ” ومصانع صغيرة تنتج الأحذية والملابس والطرابيش وأدوات المنزل ومواد البناء …وما شابه ذلك كله ، لكننا نستورد كل ما نحتاجه حاليا حتى أمواس الحلاقة ودبابيس الورق ، فما سوق العمل نفسها إلا نوع آخر من السمسرة !!
إذن … خلاصة ما أراه الآن [ والأرزاق على الخلاق !! ] أننا افتقدنا فلسفة تحكم تعليمنا ، وأصبحنا أمام سماسرة يخرجون سماسرة …
وانزل بالينسون ع الناس اللي منورة الصفحة يا عبصبووووووووور

Leave A Reply

Your email address will not be published.

Verified by MonsterInsights