مختارات من قصائد الشاعر الراحل محمد ابو دومه
“(عن بالكم غبنا وما غبتم
وما زالت منازلكم
تبدلتم
فمازلنا كما كنا
وأنتم لا كما كنت.)”
أو .. ألقى مَن يُغني ..
أو .. أَتناسى .. كي أَنْسى
فتيقَّنتُ بأني .. حال الترحال بها
كانت .. كُنتُ
وَوُجِدَتْ .. فَوجِدْتْ”
― محمد أبو دومة, تباريح أوراد الجوى
“بَـــرْح وِرْدِ الحَـــــورَاء
ماذا لو كلُّ بنات أبينا آدم, أطيب ما أسبغتَ على كونك من
نبض نوراني .. , .. حوراً كن إلهي .. , .. حوراً يا رب
كما يهوى عبدك , وابن صعيد أمّ بلادك , هذا الأسمر , منهبة
الفتنة والمدعو بمحمدهنّ ..!!? .. , .. وماذا لو هُجّرن
بُعيد تشكلهن .. , .. ونفخك من روحك فيهن .. , .. من
المسكونة وأقمن بأحياء أضالعه , دفئاً أنّاسا لشتاه .. ; وبرداً
مؤتمناً للظاه .. ?! .. .. أما كان بهياً ذا, بل أبهى..?
وجميلاً ذا , بل أجمل ..? وأرحت لهاث فؤاد شرِهٍ بين زوارق
ليل تتهجد في نهر حليب
ورسا … !!? .. .. .. .. .. .. , يا ويل المسكين ـ
أنا ـ من حورك يا رب .. , .. العارف أنت بضعفي حيث
يكنَّ .. , .. أُصادفهنّ .. , .. فإما أن تمنح لي مَنْ ألقى
منهن حلالاً .. وبلالاً وتُريحنّ .. , .. وإما عن عبدك وابن
صعيد أم بلادك تصرفهن .. !!, أَوَ لست الأرحم .. والأعدل ..
والأخبرَ .. والأعلم?! .. كيف أبحت إذن للحور .. نبال
الحور .. رهافة لغة الحور .. المسك الفواح بخصلات
الحور .. اللمز الهامز عند جفون الحور .. قدود تعزف صرختها
تحت ثياب الحور .. تراقص رمان صدور الحور .. تحفز
وردات خدود الحور .. وبرقوق شفاه الحور .. .. محمدهن
أنا.. !!?? .. أو ترضى , يا باري أن أتفتت بي فيّ? إذن..
من يخلفني في عشقي حورك يا رب الهلكة بالحور ..?..
وكيف وأنت الأعطى .. , .. مني تحرمهن ليكسدن ..? ..
وهن الماء .. الملح الكوني .. ولأكون بِلا هُنّ ..! , .. ..
خلاصة ما أرجوه إذا شئت ـ أقول إذا شئت !! ـ ..
بأن تُلبسني مرحمة .. , مُرْهنّ الحور بألا يتوددن , فينظرن,
ويغمزن فيتلفن .. , .. ! وألا َّيتبسَّمن فيعصفن ويقصفن .. ,
فقد بلغ الذوبان بهن عتياً .. وبلغت مع الشوق إليهن
عتياً .. !! …
بــــــــــرْحُ وِرْدِ النَّجْــــــــلاء
يا ذا المنّ المنان .. , .. وبالتحنان المغدق , من أقباس
حنوّك يا حنان .. رُمينا بالنجلا .. , .. ذات الخد المغموز
بنقطة سر النون الخجلى .. , .. والكحلا من غير مساس
لجَلا .. , .. خبز عطائك لصعيد بلاد أم الدنيا , يا جل عطاك
إلهي .. جلا .. , .. من في هجس البسمة في مبسمها أمنح
منَّاح للمنح . تجلّى.. , .. وإذا انفرجت شفتاها, حدَّث
لؤلؤ فمها.. برفيف ضياء .. أسفر عن مخبوء الوجه
الأجلى .. , .. وإذا نغمت الحرف بِرَدّ .. تتأنى .. , .. لا
كبرا تياهاً .. لا.. ! .. لا وجلا .. ! .. ناعمة طيبة
مصغية .. ومحدثة شائقة الإلماح .. , .. وليست عجلى..
تتمشى .. إذ تتمشى ـ يا ويلي إذ تتمشى ـ ..! تتمشى ..
هوناً .. وكأن خطاها للمشي , تَتَهَجّا ..!! .. نصل
نواظرها.. ! .. يا نصل نواظرها .. ! .. نصل نواظرها..
لو سلته وَجَا . !! .. يا سبحانك يا رب النجلاوات.. ! .. نسيمُ
سخائك في نجلا نجلاواتك . نجلاي .. أذاب من المهج
المهجا.. , .. ماذا بعد .. ? .. وثبج البحر النجلائي
المرمي عبدك فيه ـ أنا ـ ماجَ .. اهتاجَ .. فهاج بريح عاتية
هوْجا .. , .. أنت رميت ـ تقدّس رميك ـ بالنجلا..!
والمرمي بالنجلا .. لا لوم عليه لو القلب اختلجا..,!!..
ما مج العشق .. وما مج العشق به مجاً.. فتبدل إصباح الناس
بعينيه دجى .. , وتغير من حالة من يرجى .. للسان رجا .. , ..
يا لفؤادك يا بن صعيد بلاد أم الدنيا, نهج الترحال
انتهجا .. يا لفؤادك طير الأسفار .. وكان إذا باح أراح.. , ..
تجرع شجناً .. فشجا .. , .. يا لفؤادك حبس غراماً في عيني
نجلائك .. أجَّا.. , .. كن عوناً يا رب وهييء رشداً ..,
.. ما نجلائي سلمى .. وأنا ما جئتك بذنوب أجا .. , ..
يا من أنت الملجا .. يا من غيرك .. لا ملجا .. , ..
يا من غيرك .. لا .. ملجا .. يا من غيرك .. لا ..
ملجا .. .. .. , .. أو ليس ببحر النجلاء .. شطوط نجا
.. ??!”
“هَذِه عَبلُ..
تميمة كل التمائم..،
ريش النسائم…،
يرتَبكُ الكونُ حين تهم..
ويشكو إذا اتَّشَحَتْ بالنقاب..
فكيف وقد سكنت بين دمعي وجفني..!!
فكيف وقد سكنت بين جلدي ولحمي..!!
فكيفَ وقد سَكنتْ بين لَحمي وعظمي..!!؟
فكيف وقد سكَنَتْ بين عَظْمي وعظْمي..!!؟
فكيف وقد سَكَنَتْ بدمي أن أطاردها
ولمَ..!؟”
“لا دجلة دجلة يا مأمون..
ولا بَرَدى يا أبناءَ أميّةَ بَرَدى..!
بينهما حَسَرات وقفَتْ..
لن تتَرقّمَ عدَدا أو تُحصى عَدّا..”
“لكَ الويلُ حين تُطِيعُ.. فَتُعْصَى..، وتَلْقى.. فَتُقْلى، تَروُم.. فُتْرمى، تَفي.. فخُّان..، فَلا أنتَ تُكسى.. ولا أنْتَ تعْرى.. فقدتَ أُنْتُبِذْتَ..، لكَ الويلُ يا مَنْ تعَلقْتَ عَبْلَك مِثْلي.. سترميك من غمزة القوس بالنبْل حتى إذا أيقنت أنه قد تَمَكَّن وَلَّت شعاعاً تَقُص لجاراتها كيدها بزدهاء لمن كبَّلتهُ..”
“بَـــرْحُ وِرْدِ الكَـــــحْـــــلاءْ
عن عينيهارائشة الكحل , بلا مِرْوَدِ كحل .. , .. والأنعم من
كل بِثَان الدنيا .. , .. لو .. حن عليك العمر الموقوت ببرق
المحظوظين .. فحوصرت ببأسهما .. وزِّعتَ .. خطفتَ ..
بهتّ .. تنبّهت .. إليك رددت .. نطقت كما هو حالي,
.. قل : ما شاء الله ..!! هي البلحية .. وهي الزيتونية ..
وهي الكمونية .. وهي الخروبية .. وهي قِطاف بساتين الكرم
اعتصرت.. , .. ـ يا عشاقَ النشوة .. بهما سكبت ..
سكنت .. فمن اشتاق نبيذاً صِرفاً كفتاه .. وخدراً سيظل ولو عمِّر
.. حتى يلقى رباً .. لذَّذ هذا الكون بكحلائي .. هبة
صعيد الوطن الوهاب..; .. السوهاجية .. حافظة الود ..
البسامة للقاء .. , .. والبكاءة لوداع .. والأراقة لغياب ..
والتواقة لمجيء .. , .. سَمْرا , إذ تستنشق بشرتها شمساً ..
قمر إذ تتهادى في مفرق ظلماء .. وإذا زارت بيتاً ليلاً .. , ..
خفق حياء قلب سراج البيت..!! وحين تحدث يسكن تغريد
الطير ..!, .. فخلوا أي عتاب عني .. لو سمَّيت كُحَيْلائي : .. عَبِلَ ..
لويَلَ .. بثينة .. نادية .. رشا .. شوكار .. لبينة .. عفراء .. نجيلا ..
غادة .. مرفا.. عزة.. ديانا .. هيدي .. كاتي .. فالي …. أحلام ..
سهير .. منال .. خديجة .. سلوى .. ريم .. شذى .. كل الأسماء ..
فهذا سري ..!!, وأنا إن لم أحفظه .. فكيف لمن أسررت إليه به أن
يرعاه .. ? .. !! وكيف أكون صعيدياً آنئذ لو أقرأت الناس الاسم
المكنون بصُحُف شغافي..?.. ونصبت فخاخي كي أصطاد بها ..?!
.. فأبحت دمي?!.. وأنا خازن أسرار الأرض ومن حط عليها أو
أخرج منها..?! آه .. يا بنت أبي .. يا هبة صعيد بلادي .. لو لم أُرم
أنا بشواظهما عينيك .. , .. بكحلهما الرائش عينيك ..? لبدل حال
ابن أبيك..!! وعاش كما يحيا خلق الخلاق .. ببلدان .. لا ..
كصعيد أرومتنا .. ناعمة .. راضية تفتح أبواب العشق .. ولأترجم
أفئدة العشاق .. , .. فيالك من مغترب يا من تتدفق أتراحاً بين
ضلوعي يا قلب ..!.. أتسمعني ..? يالك من مغترب .. مغترب ..
مغترب يا قلب..!!”
“والْوجْه إذا هَشَّ.. وعسل العينين وما قُدِّسَ.. وَالأْنَفِ النَقْش.. وفمها البرْعُم إما يَهْمِسُ.. والغمزة في نونِ المشْمِش… والجيد الأَمْلَس…. والرُّمَّانِ إذا وشوشَ.. وأنامل تتوقى دغدغةَ اللَّمسِ.. وخِصْر غَلَبْتهُ النَّشْوَةُ داعب طيَّات الثوبِ السُّنْدس… ومضاربٍ عَبس،.. وقلب القلبِ وما وسوسَ.. ما حادَ وما غَشَّ..،
.. عُبيل أو الرمسْ.. عبُيلُ أو الرَّمس..”
― محمد أبو دومة
1 likes Like
“ما بالُكِ يا سيدةَ النَّاس مع الحلم تُطِلِّين إذا الحُلمُ هَطَلْ..
ما ذنبُ الْيقظَةِ إذ تتماثلُ لي.. غصنك يتثنىَّ.. يَمْثُلُ.. يَمْثُلُ..،
وأنا في كل حروبِ هواكِ الحى الطامع في أن يُقتَلَ.. يُقْتَلَ..
والمقتول النازف بالعِشْقِ.. هنيئاً لك.. وهنيئاً يا رَمْلْ..”
“وَحَيَاتِك أسمَعُّه الآنَ.. اسْتَمِعي..، يُنْشِدُنيِ ما يُشْعِلُني
ندماً في أني مذ أعوامٍ لم أقُتَلْ..
ها هو ذا الصوت المنشِدُ:..
بالزمانِ المُبقَّع كم شاغبتي التجاريب، ابتَنَتْ وَطَناً من أخاديدهَا -يا ابنة العَمَّ- فيَّ.. قُسِّمْتُ غصباً.. تبددتُ عند ابتداء البشائِر.. يالي مني.. ويالي يا قَلْبنَا المُبْتَلى بالتذلل للأعين النمريَّة.. للأعْيُنِ الألْيليَّة للأعين الأسْيَفيَّة.. إن جَرَّدَتْ بأسها خلَّفَتْك جِراحاً.. تنز ضَمائِدُهاَ وَجَعاً مُسْتَلَذَّاً.. وإن أسْبَلَتْ هُدْبَها خِلسَةً تسَتَبيكَ شُجونُ العُبودَةِ..، لا أنْتَ من ذا سَلِمتَ.. ولا ذاك روِّى اشتعالَ صداك..، حِداداً عليكَ الجوارحُ تبكي.. وحتى يتم شِفاكَ..!! تراه يتمُّ!.. فيبردُ وخْذُ الجوارح.. تَنْجو..! لأنت عجيب التساؤل.. هَل لشدوخِ القلوب بلأسِمُ عند المدَاوين..! كيفَ إذَنْ رَاحَ مَنْ رَاحَ يا مُسْتَهامُ..! فلائِم بلاءَكَ أنت المبيحُ المُباحُ المُضيعُ المضيَّعُ.. ضِعتَ.. ازدرد زَرْعَ سَقْيكَ ذُقْ سُمَّ شهدك.. لا تَدْفِن الرَّمْلَ بالرَّاسِ.. عِشْ عارياً في زحام الحجيج.. انْغَمِسْ فَرَحاً بلظى الاحتمال المطوِّق رُبَّ بِهِ جُزتَ حَد اغترابِكَ.. فارتفَعت جنَّتك…؟
أجل…جزت… وأسأل من يومها
لمسةً من مراوِد عينيك عدْت القتيلَ المحدِّث…،
عُدْتُ الفُتىّ…
آه عُبيل.. كسَرتِ ابنَ عَمِّك.. وهو الذي ما كُسِرْ
واهِ.. رمْحان عيناكِ..، مُهجتنُا المستقر…..،
…… نَعَمْ:-
للصَّحَارى مَهالِكُها
جُوُرهَا..
بَحْرُهَا الغُول..
دَيدُنُها اللاَّرَهيفْ
عيشُها الفَظْ
خوفُ عَواقبها،
والجحود الفَسيح..
.. ولكنها حين تَلْبسُ عِشْقاً،
ترقُّ كعطر الحضر”
“الصَّحَارى مَفَاتنها
حجرُها الملتفي لشرود الظباء
قَيَظُها الخَمْرَةُ البكرُ.. مسكوبة في خدود الكواعِب.
ما إن رَفُلْنَ.. الصَّبَا غيَّرتْ صوبها نحوهن،
اقْتَفَتْ هَمْسَهُنَّ.. فغارت بناتُ الحَضرْ..”
“- للصَّحَارى ضُروبُ هوىً.. ولُغَاتْ
للصحارى.. غِناء..،
ولا كُلُّ من نَعَّمَ الحَرْفَ بين الشفاهِ..،
سَحَرْ..!!
- الصحارى.. جيادٌ.. وجودٌ إذا أغضبوها
سيوفٌ.. وصرعى.. وجدْآن،
وعنِد التباسُط،
عُنْقودُ ودَّ..،
وبستان كَرْمٍ مُقَطَّرْ..”
“أنا بالصحارى وُلِدْتُ،
رُبيتُ.. استويتْ
دَرَبتُ بها..
وارتديتُ عبوسَ مغَاراتِها
وحَدَجْتُ بسهمي.. أوابدها
كنت أغشى.. فأُغْضِى
أذِيع انتسابي إلى النوق،
صراً.. فَحَلْبا
وبالغزوِ أشُمخُ،
لي تنتمي الأَحْصِنَةْ..!”
“أنا مِنْ شِغَافِ الصَّحَارى.. أنا
وهي تسكُنني،
.. أمهرُ الأَمْهَرينَ.. وَما ضَرَّنيِ مِنْ
أُخَية عمري..، إذا داعبتني
بـ قٍنى..!
إيهِ.. لكنُهم ألها بالصحارى
أطمعهم أنني،
قِنُّها.. باختياري
.. أضمروا خيفةً
عطلوا نسبي
أبدلوني عصاة رعاة بسيفي
وقالوا:
حرامٌ عليكَ الحروبْ
حرامٌ عليكَ القلوبْ
حرام..
وخَلَ البلادَ
ومُت
بحقِكَ يا نخلُ،
يا بيدُ.. كالمُتهم..
ووسطتُ تيجانهم
ما رُحِمت
- (تصيح زبيبة.. شدَادُ.. يا سيدي.
هو طرحُ صباكَ المُنَمَّق
صُنْه
جمِّع شتات انحنائه
لكنه هاب كيد العشيرة
داس جوى الكِبْدِ
جارى.. فأومأ..
ثم صَمَتْ
رويدك أم..، فشدَّادُ،
أذكر ذات نهار على كتفيَّ رَبت..!!)”
“وأنتم أهَيلَ العروق..!
ما الذي.. يا أهيلُ.. تعقَّرْته مِن هِنَهْ.؟
لأني عَشِقْتُ،
انصهرت افتتاناً..
غيّرها اهاجني
كي أُمَخْمِلَ بين الضُلوعِ له الأمكِنَهْ..!؟
مَنْ غيرُها سَقْسَقَتُهُ البوادي..!؟
ومن غيرُها حين تمشي،
خطاها على راحتي تمتمة!؟
.. ما الذي.. وأنا مَنْ أنا
ما الذي.. وَهي، مَنْ هِيْ
جئته من هِنَهْ..!؟”
“أنظروا..
تشرق في حَبَب الصبح من خِدْرها، ابنة عَمِّي..، تنفَلِت الشمس مذعورةٌ…. علَّ ديمة ليل تؤمنها.. ريثما يرجع الطيبُ ثانية للخباء..بالضحى.. ربتى تتهادى على هجعة التل،كيما تريح ذُكاء
<< ووقت الليالي الشحائح حين تضل القوافل.. أفجاجها في جيوب الرمال.. ويفسُد حَدْس الأدلاء..، كل العشائر توفد أفواهها النجُّبَ سائلة ثغرها قمراً للبوادي وماء..
<< نسيت أقولُ بأنَ المساءَ تخيَّرَ مِنْ شَعْرِها
وطناً.. .. .. .. وارتداء..”
“وكيف تجرَّأَ من لامني أَنْ يُبثَّ..؟
إنه العم مالك
أنجَبها..،
أولى بِكم أن تشدُّوا إليه
رحال الملام”
“عرشي قلب حبيبي
عرش حبيبي قلبي
بيتي عَينُ حبيبي
بيت حبيبي عيني
دمعي فرش حبيبي
دمع حبيبي فرشي
حرسي هدب حبيبي
حرس حبيبي هدبي
حزني أرق حبيبي
حزن حبيبي أرقي
حبيبي مَنْ! كُلِّي
وأنا من!
في كل الحالات حبيبي”
“وحين تكونُ الأشارةْ مِن لَحْظ مَنْ علَّموُك الهوى يا شَتيتُ فَجمّعْ نَثارَ هواك..، وحين تكُونُ التَّكَاليف مِن حال مَنْ زقَّقوك الهوى.. لا عَلَيكَ إذا أنْتَ لَبَّيتَ يا مصطفى مِن جميع الجُموع..، وحين تكون الارادات يا فاقد الشَّيِءِ فوقيَّةً، سُكِبت مِنْ دَلالَ مَهاً.. أو عيون ظُبَيَّة.. أو مِنْ تأوُّد ريمٍ خليَّ.. فنافحْ سَموُمَ التلكوِّءِ إنْ فيكَ شبَّت فزمَّت.. أطعْ يا مُغنى.. تقرَّب.. وكُنْ؛ لا يريد سوى ما أرادوا.. تهيَّا وداداً.. أجب وامَتثِلْ بانكسار المُريدين طوعاً.. ..، .. هو العز -لا ريب- فاغْنَمْ..، وإن رُمْت فيضاً.. فَخُضْ في شهود المَذَلاَّت ما ظَلْ غُمْرُك..، غُصْ.. ذُبْ.. واتَّحدْ قَطْرةُ طي موج..، حُبَيبَة رَمْل بشَطٍّ..، ودُمْ مذعِناً لَنْ تؤَاخَذَ.. كُنْ خاشعاً كَثَرى سَتُغاثُ..، انطرحْ لن تَضار.. فساعَتُها أنت.. لا أنتَ.. أو؛ قل: أنتَ.. أنتَ..، .. حقيقة عين القُبول.. تجوْهرتَ بين أتون الرِّضاَ والتَّمِنيَّ لِمَا عِشْتَ تصبو إليه..، أَطَعْتَ فيَّمْمتَ شَطْرَ بريق صفاك..، قَبلتَ ارتضيتَ..، قُبلتَ أُرْتُضِيتَ، فأعلنتَ فيكَ الأياب إلى نَبْعِكَ الطَّفْلِ.. ثُمَّ زِمامَ فؤادِك أسْلَمتَ دون التَّحَرُّز مِنْ مهلكات بِدَربك.. دون تَرَقُب رىٍّ بغاية قصدك..، كل المهالك وَجَدُكَ.. مهد خُطاك المُحَبَّب.. ياذا الذي نُطْقُ «لا» لم يَغَبْ عن ردودٍ مُسمَّرَةٍ في ملامحه اللاتهادن إن سِيمَ ضيماً.. ويا أجْمَح الرَّافضين وجُلْمُدهم لو يُحاق.. مريئاً دخولك حَضْرةَ من رَبَّبَتْهُمْ دماك الرَّحِيق، شجون شجاك..، مريئاً.. مريئاً.. مريئاً..، .. .. .. ..، .. ولكنْ إذا ما تَحرَّد عَنْكَ الذي صاغ وردة قَلْبِكَ مِثْلي.. أودَتْ بِلُبّكَ عَبْلُ بنيَّة عَمِّكَ مثلي.. تداويت بالدَّاء مثلي..، فأنت الذي قد خبرت البوادي.. وأنت الذي قد خَسِرتَ الفيافي.. وأنت الذي قد خَسِرت الشُّمُوخَ.. وأنت الذي قد خَسِرتْ التَّدَنيِّ..، لكَ الويلُ حين تُطِيعُ.. فَتُعْصَى..، وتَلْقى.. فَتُقْلى، تَروُم.. فُتْرمى، تَفي.. فخُّان..، فَلا أنتَ تُكسى.. ولا أنْتَ تعْرى.. فقدتَ أُنْتُبِذْتَ..، لكَ الويلُ يا مَنْ تعَلقْتَ عَبْلَك مِثْلي.. سترميك من غمزة القوس بالنبْل حتى إذا أيقنت أنه قد تَمَكَّن وَلَّت شعاعاً تَقُص لجاراتها كيدها بزدهاء لمن كبَّلتهُ..، وهَاكُم عُبَيلُ.. وهاكُم أنا.. فانظروا أيُّنا يَسْتَحِقُّ التَّأسِّي.. مُكادٍ له.. أم مُكيد..، عبيل الرجاء.. والندى.. والقذى.. فانظروا.. وانظروا عن كثَبْ.”
“مَهْرُ عَبْلِ التَّغَرُّبُ والكد
مَهْرُ عَبلِ.. النَّصَبْ
غِب..
زودتني بأدمعها المُسْتَحِثّة،
فاشْتَغَبَ البَرقُ فيَّ.. ..
تفيأتُ سيفي وأسرجت عمري..،
اقتفيت الرياح المجاهيل.. ..
وبنفسي تدثرت بالصهد..،
رُحت..!!
أُشال.. أُحَطُّ
أُجَارُ.. أُجير
أعف وأبطُش
وكان الذي لم أرده
وكان الذي آنس الاغتراب
وها أنذا..، جزت هول المفازات؛
جئت بالنوق من كل حدب.. ..
حُمْرها البيض
سودها الخُضر
زرْقها الصُّفرْ
يا.. كَمْ تَكَبَّدْتُ قولاً وَقَلْباً..
سقتها في بلادٍ تَرى الله عِشْقا،
لبلادٍ تَرى الله قَتْلا..،
لبلادٍ لا ترى الله قَطْعا..،
ها هي النوق ذي..
.. بعبعات تسُد انفراج المدى
عصافيرها ما راودتها الجمّالُ،
.. وما سُحِبَتْ بالرَّسَنْ
حَمَّلْتها بالبَخُور.. بالعشب.. بالملح
.. بالماء.. حتى شكت من كَكَلْ..
ناجيتها بالحداء..
ولا طفتها بالبكاء..،
.. وكان إذا الليل أرخى السُّدولَ،
أُجَمَّعُها حول نار.. دمي..
آهِ.. أذكي تأججها بالحكايا..،
لكي لا تَمَلْ
أُمَلِّسُ أوبارها..،
بَكْرةً.. بَكْرَة..
ثم أعقلها بحبال التودد واللّين،
نَذُهَبُ في سَكْرةٍ للكرى.. لِسَنَامِ الصَّبَاح
لبلادٍ..،
تُعِدُّ قرابينها للإله الذي امتهنته
النبوءات دهراً إلى أن تخلىَّ،
ولكنها ترتجي لو يعود يخفِّفُ
عَنها الكُرَبْ
نفيق على غاقِقات الرَّخَمْ
نُجَرِّرُ جرُ ما ظل فينا مِنْ العَزْم،
نَرْكَبُ أوجَاعنا مِنْ بدايةْ
هي النُّوق.. والملح.. والبيد.. والقَرُّ.. والصبر
حُلْم بشهقة ليمون صدرك
حُلْم ببسمة عينيك عَبْلُ..،
يُنسِّمُ شأو المخافة..،
يكْسِر جذع الوَجَلْ
كيفك بنت اشتياقي.. ..!
وما حال خُطَّابك الآن
مَنْ أغرقوا رَيْعكم بالهدايا
وأي صداق تشرَّط.. مالك.. عمي..!
وأي حديث تنقَّلْ بالحيَّ عنك.. وعني..!
كيف تحايلتِ حتى..
يطولَ التساوم فيك،
وحتى يغيب افتقادك ليْ..،
الظنون التي خَرَّمت مهجتي بامتداد الرّحيل،
تُكَرِّهني في الأباب
الظنون التي جَلَّلَتني خرابْ..
الظنونُ.. الظنُّونُ.. الظنُّونْ..!”
“خُطِفت مراراً عُبَيلُ..
شَربَتَ وَجْهَكِ الرَّغد.. عين وقوم عيون
تشهَّاك.. حتى الذي لا يُجيد امتشاق الذكورةْ
تسحَّب تحت خمارك،
سُرَّاق رَشْفَاتِنا دون خوف
يا شرنقات البكارة..،
كل الشكوك نَعَت سِحْر عَبْل
تَعَرَّتْ.. لذا..
أو.. تراخَتْ.. لذا..
أو.. عانقت كفَّها.. كفُّ.. ذا
أو.. أحَسَّت بلسعة ثغر.. لذاك..،
الأليفة.. يا أجمح الرَّافضين المسافر.. لا..،
لم تَعُدْ لكَ
عُدْ.. حَيثُ كُنْت..
.. فتى العاشقين.. أجَلْ.. أنت،
فتى الصادقين..،
فكيف تقابلها والظنون المريضة لنَّتْ يقينك..!
هَبْ.. أنها لم تَخُنْك..
هب… إنها تاجرت بارتحالك
سيان..،
لا خيمة بالمرابع تحنو عليك..،
فتمتص هَمَّكْ.. ..!
عُد.. فالديار التي امتدحتك تذُمُك..
عُد.. وانحر النوق..
غِب..
ربما في بلاد سواها تجد منزلك،
أو تجد مأربك.. ..!
غِب
تشَذُر..
وداعاً بلاد الأحبة يا من بقلبي تَظَل،
وإن أمْعَنَتْ في التنائي
وداعاً بلاد هواي.. وسيفي
وداعاً
عُبَيلُ..!!
إقْبَلي قبلي..
واقبلي غُضبي..
واقْبلي أسفي..”
“وحين تكونُ الأشارةْ مِن لَحْظ مَنْ علَّموُك الهوى يا شَتيتُ فَجمّعْ نَثارَ هواك.”
― محمد أبو دومة
1 likes Like
“زينب ..
إذا دق بابك يا صاحبي مرة
واحد من رعايا يهود الذين
هنا-دون سابق وعدٍ-يريد
مصاهرتك…
بماذا تجيب ..؟
تفكر ..ولاتندفع ..
تفكر..
فحتفك تحت لسانك يقبع..
اتصفق في وجهه الباب -يا واسع الباب-
..كيف وأنت فَتَحْتَهْ.. .. .. !!؟
أتتركه واقفاً بعد أن أرهقته الطوابق..،؟
..وهوالذي لايبدد وقته . .!
أتدخله باسماً ثم تنكر زينب أختك ..؟
تدعي -مثلاً- أنها خُطبت لابن عمِ طواه التغربُ،
في فلوات الزمان المجرثم،كي يجمعَ المهر،
ثم يباغتها بالبشارة لكنه لم يعد……………،؟
فظلت تهس ………….تهس،
إلى أن أتاها وباء فَتَكْ..،!
أقمتم لها مأتماً ذائع الصيت..،!
لحداً جليلَ المحُيَّا…
ولكن….
جُثَّتها بالمساء اختفت !!
تُشَكِّل تقطيبة لتُغلِّف إعصار كذِبك!
كن فطناً..
واعياً بالحروف التي تستشيطُ بحلْقك..!
كن…
هو أخبر منك بما تواري بصدرك..
المدبّرهو..
والمُسيِّج فكرك..،!
هو السقف والأنف..!
يحفظُ عن ظهر قلبٍ مواليد بيتك ..،
يعرف أين ينام أبوك ..،
وفي أي وقتٍ يغافلكم كي يعانق ُ امك..
لديه عناوين زواركم…
وأسماء جيرانكم…
ويملك قائمةبالذي تحتويه الغرف…
سجاجيدكم…والثياب التي بالأجل…
..بقول الموائد…زيت المعونات …
..ملح الطعام المشع ..،
وسعرُ الدقيق المكلِّف……..،؟
…..يعرفُ…يعرفُ….يعرف….
ولذا………دق بابك يا صاحبي سائلاً يد،
زينب …أوطالباً لحم زينب ..!
تفكَّر ولا تندفع
أي مهر..،
بأي صنوف التعامل يدفع
فله ملكه،
وله بنكهُ،
وهو يضمن للأهل والبيت ،
أنّ الجميع سيشبع..
-بماذا إذن تتقي ورطتك!؟
..تصرخ..، تحتج بالعم،بالخال،
رؤوس العشيرة..،….لوم الفروع..،
رواة المثالب …!؟
حيلة فقدت طعمها
أنت تعلم ان الجميع إليه سعوا
خلسة خلسة سايروه
خلسة خلسة ساروره
جالسهم كلهم
وآخرهم..،
أب زينب!!
-فأين مفرك!؟
….تقول بأن العقيدة تمنع!!؟
يغيرها عند شيخ..
يوثقها بالشهود..
يذيلها بالنسور…الصقور التي تشتهيها…
فإن تم عقد القران..،
رجع…….
-أترفع مظلمة للقضاء،
تشكك فيما وقع..!!؟
إرفع..!!
من صاحبي سوف يقرأ،
أو ..من..سيسمع ..!
تفكر ولا تندفع..
تعود إلى دمك الرعشة المستكينة،
تستل سكينة ..،
ثم تدفنها في فمه..!!؟
تدُس شروط التغاضي لك،
الصمتُ في لقمتك..
تروح كمن راح قبلك
نذرف-نحن الأحبَّة-بعض الأناشيد،
حول اعتراض تسجيَّ،…،
ونبكيك وقتاً ..
وننساك..،
حتى يهل عريسٌ جديدٌعلى باب زينب ،
يدري بأن العقيدة تمنع ..!!
-فماذا يكون !؟
أترفض..!!؟
هذا الذي يبتغيه،
هي السقطة المشتهاة ليعلن:
أنك تطعنُ بالظهرِ كل بنود التقوقع..
تحيَّرتَ يا صاحبي
تحيَّرْتَ،
أدري…
فأنت بأي الإجابات بُحت
بأي الإجابات لَمْ
يظل يدق..يدق..يدق..إلى ،
أن توافق زينبْ
ولكن زينب…
هل..!؟
هل تفرِّط زينب ..!؟”
“يا صحاب الزمان البخيل
أناشدكم ..
اسرقوا ورقاً ..
انحتوا قلماً ..
اذكروا ..
أُسائلكم بالذي بيننا كان ،
أن تكتبوا ..
إنني هاهنا ..،
كلما شق ضوءٌ قتامَ الغمام أقول :
ربما أرسلوا ..!!
لا ..،
إنهم أرسلوا ..
إنهم عاهدوك عهود الصحاب الصحاب
إنهم أقسموا ..
إنهم أقسموا ..!!”
“قالوا يا ابنْ ” سوهاج ” العَشَقَةِ كيفَ ونقباءُ ..؟! ..
فَقَهْتَ ملامحها وتَلَمَّسْتَ تَضَاريسَ بِنَاها .. ترجمتَ لُغاتِ نواظرها ورسمتَ قصصتَ كشفت تلبَّسْتَ هواها ..
صرتَ الآسر والمأسورَ وجدرانَ الأسرِ الدافعَ أجرَ الأسَّارين المُجزي للأسرى ..؟
سامحهم يارب ..؟”
“هوناً يا قلبُ ..، فلستَ بأولِ من ظنَّ بأنَّ المحبوبَ سلاهُ فأسرفَ عنتاً..، فَهْوَ .. وإن أفْجَرْتَ مُلاقيكَ وأنتَ .. ، وإن أصبحتَ مُلاقيكَ وأنتَ … وإن أظهرت ملاقيكَ وأنت .. وإن أعصرتَ ملاقيك وأنت ..، وإن أمسيتَ ملاقيكَ وأنت ..، فحِلمُكَ .. مهلاً ..!! ، إياكَ وأن تتجنَّى ..، حِبُّكَ منكَ .. وفيكَ … حواليكَ وإن كانَ نَتَا … ليس لفرعاكَ سِواكَ .. ولا يَصْلُحُ عِشقُكَ إلا للفرعا .. حتى .. حتى .. حتى …”
“والوجهِ إذا هشّْ
وعسلِ العينين وما قُدِّسَ
والأنفِ النقشْ
وفمِها البرعمِ إما يهمسْ
والجيدِ الأملسْ
والرمان إذا وشوشْ
وأناملَ تتوقَّى دغدغةَ اللمسْ
وخِصْرٍ غلبَتْهُ النشوةُ
داعبَ طياتِ الثوبِ السندسْ
وقلبِ القلبِ وما وسوسَ
ما حاد وما غشّْ
عُبَيْلُ أو الرَّمْسْ … عُبَيْلُ أو الرَّمْسْ”
― محمد أبو دومة