يسرى السيد يكتب: لسنا عربا أو مسلمين ولا بشرا أصلا!!

0
هل أصبحنا اسما على غير مسمى وأمة بلا جذور؟ الإجابة للأسف تكاد أن تكون نعم تحول الإسلام عندنا الى مسميات وظواهر ومناسبات نتبادل فيها التهانى فى اغلب الأحيان بجمل باردة…لاحياة فيها ووضعنا غشاوة على عقولنا حتى لا ندرك اى معنى فيها · نقول كل سنه وانت طيب فى الأعياد …وكل مشاعرنا غير طيبة !! · نقول مبروك اذا اشترى احدنا شيئا جديدا .. ونحن نتمنى ان نخطفه منه !! ابو بقرة عندنا بلغة الفلاحين اى الذى يملك بقرة يحسد الذى يمتلك عنزة !! · ووصل الأمر كما يصور المثل الشعبى ” بيحسدو الغجر على ضل الشجر ” !! يعنى حين لم يجدوا لدى الغجر” الرحل” من مكان الى مكان بلا مأوى او ثروة حسدوهم عل ضل شجرة يحتمون بها من شمس الصحراء !! · ونقول رمضان كريم ونحن ابخل خلق الله عن قيمه ومعانيه !! باختصار تحولنا الى جمل وكلمات فى احسن الأحوال نرددها كا الببغاوات وبأ ختصار اشد .. العرب الآن لا يعرفون قيم الاسلام بل تمتد جذورهم بعمق الى قيم الجاهلية السيئة قبل ان يغيرها الأسلام · كيف ؟ على سبيل المثال لا الحصر كان العرب فى الجاهلية رغم قسوة الحياة والقلوب قبل ظهور الاسلام يقسمون شهور السنة إلى قسمين: أشهر اعتيادية هي ثمانية أشهر، وأشهر أربعة حرم مقدسة خصت بآلهتهم، لا يجوز فيها قتال ولا ظلم ولا بغي ولا انتهاك لحرمات، وكانوا يقاتلون في الأشهر الثمانية يغزو بعضهم بعضا، ثم يتوقفون عن القتال في الأشهر الحرم الباقية. للاسف الشديد يعرف الأحفاد ماكان يفعله الأجداد ويفعلون عكسه رغم ان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حين حين قدم الى المدينة المنورة بعد الهجرة من مكة وجد اليهود يصومون عاشوراء فسئلوا عن ذلك فقالوا هذا اليوم الذي أظهر الله فيه موسى على فرعون ونحن نصومه تعظيما له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن أولى بموسى منكم وأمر بصيامه. فهل نحن عرب أو مسلمون ؟! · فاذا كان الرسول اتبع اليهود فى صيام يوم من أجل واقعة حدثت منذ سنوات ، ونحن نرفض ان نقلد “الكفار والمشركين ” بلغة السينما فى تحريم قتل بعضنا وتشريد بعضنا الآخر فى اربعة اشهر اطلق عليها الجاهليون (!!) الأشهر الحرم هي أربعة: ثلاثة أشهر متواليات، وهي: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، وشهر منفرد هو شهر رجب، فهي ثلث السنة، وكان العرب في الجاهلية يعظمونها، ولا يستَبِيحون القتال فيها. فهل نحن عرب أو مسلمون ؟! · واذا كان الكفار يمتنعون عن القتال بل ويحرمونه لدرجة إنَّ الرجل يلقى فيها قاتل أبيه وأخيه فلا يفعل معه شيئا، استعظاما لحرمة هذه الأشهر التي هي هدنة بالنسبة للعرب؛ حيث تستريح فيها القبائل العربية وتنصرف إلى البيع والشراء والذهاب إلى النوادي والأسواق وهي آمنة لا تخشى على نفسها اعتداء ولا هجوما. اما نحن فالقتل ر يتوقف والمؤامرات لا تعرف هدنة ، وكلما هدأت فتنه اشعلناها بفتنة أشد !! فهل نحن عرب أو مسلمون ؟! · وأذا كانت الأشهر الحرم ضرورة استوجبتها طبيعة الحياة العربية في البادية؛ فما اشبه اليوم بالبارحة فى كثير من البيئات الفقيرة التى تدفع الثمن الباهظ من القتال هنا وهناك فأذا كان أهل البادية العربية في الجاهلية يعيشون على السلب والنهب والإغارة على غيرهم من القبائل ويتقاتلون على الماء والعشب وكانت حياتهم متقلبة تدور فيها الأحداث وتتنوع فيها الملاحم فلابد لها من هدنة، ومن فترة تستريح فيها من عناء الاقتتال، وفيها تتم تسوية المشكلات ودفع أثمان الديات والدخول في مناقشات ومفاوضات. · واليوم الملايين من العرب والمسلمين يعيشون يومهم مثل العصافير ، يأتون لأولادهم قوت يوم بيوم .. فاذا توقفت الحياة وحدث كساد للتجارة واشتعلت الحروب هنا وهناك … تحولوا الى لا جئين واصبحت الاوطان تلال من الخراب · فعل الاجداد وحين جاء الأسلام عظم هذه الفضيلة لكننا لم نعظمها … فهل نحن عرب أو مسلمون ؟! نعم ظلت الأشهر الحرم باقية في الإسلام وقال الله تعالى في كتابه الكريم: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ..} ( التوبة:36) لكننا نحفظ القرآن ان حفظناه ولا نعيه ولا ندركه !! ونقرأ القرآن كالببغاوات ولا نعمل به!! ونقرأ سير الأجداد ولم نرث منهم الا قسوة القلوب وجلافتها وظلامها قبل ان يدخلها نور الأسلام !! فهل نحن عرب أو مسلمون ؟! تعالو نطبق الواقع والحاضر على الماضى والأثر كانوا يحرمون القتال فى اشهر بعينها ويعودون بعده الى القتال ونحن نتقاتل ونتأمر طوال العام فى سوريا والعراق واليمن وليبيا ومصر وتونس .. الخ كانوا يتقاتلون من اجل غريزة الحياة احيانا .. يعنى من اجل بئر ماء او مرعى للاغنام والجمال … أما نحن فنتقاتل من اجل الفناء والطمع فى السيطرة على ابناء العم وثرواتهم رغم اننا نملك اكثر منها … كانوا يتقاتلون من اجل ثأر ….ونحن نتقاتل لخلق ثأر !! فهل نحن عرب أو مسلمون ؟! · بصراحة لا أعرف كيف ينام البعض منا الليل أو حتى بعضه بعد ان تسبب وخلق ومول وشارك فى شلالات دم وتشريد بشر لا يعرفهم… وتحويل اوطان كانت تعج بالحياة والناس الى خرابات تقف على اتلالها البوم والغربان !! لا أعرف كيف يصوم هؤلاء ” رمضان ” الذى شرع ليشعر الغنى بجوع الفقير ، فاذا بهؤلاء يتحولون الى قتلة وادوات لافقار اوطان بأكملها وتحويل ما تبقى من شعوبها الى جوعى ومشردين ولاجئين !! فى لحظة الأفطار و بعد يوم صيام ( كما نظن اننا صمناه ) ، على مؤائد بعضنا كئوس واطباق واصناف واصناف ، لكنها من دماء وآنات ودموع ودعوات من مكلومين ويتامى وثكالى ومشردين واطفال وشيوخ ونساء … ومع ذلك نقول لبعضنا صوم مقبول !! فهل نحن عرب أو مسلمون ؟! · بصراحة لسنا عرب ولسنا مسلمون بل لسنا بشر من الأساس !! للتواصل مع الكاتب yousrielsaid@yahoo.com
يسرى السيد يكتب: لسنا عربا أو مسلمين ولا بشرا أصلا!!
Leave A Reply

Your email address will not be published.

Verified by MonsterInsights