Sign in
Sign in
Recover your password.
A password will be e-mailed to you.
جدار من نار ودخان واسلاك شائكة فصل بين الحق
والباطل ، بين انتفاضة الكرامة والتحرير والعودة وبين
الاحتلال ، فانعدمت الرؤية ولف المشهد ضباب من سواد
في قطاع غزة ، فلا نسمع سوى حشرجة ارتقاء الشهداء ،
وصراخ الجرحى ، وصليل قيود الحصار في تفاصيل
المذبحة.
حرق الغزاويّون اطارات الكاوتشوك في غياب الضمير
العربي ، وحضور ضمير الشرعية الدولية الذي تحول الى «
كاوتشوك « لا حياة ولا احساس فيه ، فاصبح عاجزا عن اتخاذ القرار ، بسبب هيمنة الولايات
المتحدة التي وضعت اسرائيل فوق كل قوانين الأمم المتحدة والقرارات الدولية ، ومنعت
ادانة جرائمها او شجبها أو فرض عقوبات عليها.
على مدار الساعة تمارس اسرائيل القمع والقتل والاغتيال والاعتقال في الأراضي المحتلة ،
ويتصدرالأطفال قائمة ضحاياها، حتى صار الموت عادة يومية فلسطينية ، وفي ذات الوقت
هي أكثر من يتحدث عن السلام بهدف الدعاية فحسب، ولكنها تحشد للحرب، وهذا
يذكرني بعبارة كتبها الأديب البريطاني المشهور ديفيد اتش. لورنس :«دعاية السلام
الصاخبة تجعل الحرب تبدو وشيكة»، وقد ثبت أن الحكومة الأسرائيلية المتطرفة ترفض
السلام وتخشاه ، وتسير على درب الرواد من قادة الصهيونية ، الذين خرجوا من حرب
ليدخلوا اخرى.
وعندما لاحت فرصة حقيقية لحل الدولتين واحلال السلام «غير العادل طبعا» الذي قبل به
العرب ، بسبب حالة العجز واليأس ، وانسحاب الزمن العربي الى الوراء ، راينا حكومة
اليمين المتطرف في اسرائيل تتحرك بسرعة لتشطب هذه الفرصة وتنسف حل الدولتين
، وطرحت مشروع الاستيطان والتهويد وتنفيذه بدعم اميركي مطلق ، اضافة الى وعد
ترمب باعلان القدس عاصمة لليهود ، وانهاء الصراع العربي الأسرائيلي ضمن الصفقة
الكبرى ، التي سيواجهها ويفشلها الشعب الفلسطيني بصموده وثباته وارادته.
قد تكون اسرائيل مرتاحة للوضع العربي الراهن الذي يسوده الصمت ، كما هي مرتاحة
للخروج من عزلتها الدولية ، رغم تجاوزاتها المنافية والمخالفة لكل القيم الأنسانية
والأخلاقية ، رغم ذلك لن يستطيع نتنياهو الاستمرار في الرهان على الزمن الى الأبد ، ولن
ينجح بايقاف حركة التاريخ ، أوالسيطرة على مسار المستقبل ، لأنه في مجتمع تكوّن من
شتات ديني يهودي جاء من الخرافة والتاريخ المهزوم « نتيجة خطأ جمعي وهمي خرافي «
حسب ما كتبه الموسيقي والأديب اليهودي جلعاد اتزمون الذي تمرد على الواقع
الاسرائيلي المصطنع ، وتخلى عن جنسيته الاسرائيلية وعاش في لندن ، وشبه
الفكرالصهيوني بالفكر النازي ، كما وصف ممارسات اسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني
بانها ابادة جماعية.
هم ، واعني الاسرائيليين ، يعرفون انهم يحملون هوية الغزاة ، لذلك يستفزهم وجود
الشعب الذي يذكرهم بهذه الهوية التي تحولت الى ازمة وجودية دائمة. هذه الحقيقة
جعلتهم يخشون السلام ويلوحون بالحرب دائما ، باعتقادهم ان جنازير الدبابات هي التي
ترسم خطوط قلعتهم وحدود دولتهم المتحركة التوسعية ، يقابلهم شعبنا الذي يعرف
وطنه جيدا ولكنه يكافح من اجل قيام دولته ، وهو اليوم يرسم حدود مستقبله
واستقلاله ومصيره بدمه ، عبر تحقيق مشروع الوعد الكبير بانتفاضته الشعبية وقيامته
الجديدة ، وبالتالي مواجهة الصفقة الأميركية الكبرى المنتظرة وافشالها.
أمام كل هذه التطورات المتسارعة يبقى السؤال الكبير: اذا كانت الحرب هي الخيار
الاسرائيلي الأوحد ، فالى اين سيقود نتنياهو المنطقة ، وهل سينجح في جر الولايات
المتحدة الى حرب في الشرق الوسط لا احد يعرف نتائجها ؟!
مصر المحروسه . نت صوت العرب فى كل مكان .. موقع مصرى مستقل وشامل.. سياسى واقتصادى ورياضى واجتماعى وثقافى وفكرى
- Comments
- Facebook Comments