تونس / مصر المحروسة. نت
أكد محافظ البنك المركزي التونسي، مروان العباسي، أنه لا اختلاف اليوم بين السياسيين والخبراء والمتابعين للوضع في تونس، على أن مؤشرات الأزمة الاقتصادية والمالية بالبلاد ارتفعت كثيرا، وأن الانقاذ مازال ممكنا شريطة تنفيذ الاصلاحات والحلول المطروحة.. وقال إن أول تحد يجب ان يعي به الجميع هو ضرورة عودة التونسيين، أفرادا ومؤسسات، إلى العمل لاسترجاع -على الاقل- مردودية وانتاجية سنوات ما قبل 2011 .
وعبر «العباسي» عن استغرابه من وجود مظاهر سلبية عديدة تختص بها تونس ضمن بقية دول العالم في وقت تعاني فيه البلاد من صعوبات، على غرار وجود آلاف الأشخاص خاصة في القطاع العام يتقاضون أجورا دون ان يعملوا تماما ( وهو ما كشفته بعض التقارير الأخيرة) أو دون أن يعملوا بالشكل المطلوب.
وأشار إلى ظاهرة «الوقت الضائع» في تونس، مستغربا من عمل البلاد طيلة أكثر من 4 أشهر ( خلال الصيف وشهر رمضان) بنصف الوقت وربما أقل .. وقال إنه من غير المعقول أن لا يعمل التونسي والادارات والمؤسسات طوال ثلث السنة سوى ساعات معدودات في اليوم مع افراط في استهلاك الطاقة في الادارات دون موجب مقارنة بدول أخرى تعمل ليل نهار.. داعيا إلى أن يتواصل توقيت العمل في الصيف ورمضان الى الساعة الخامسة،وأن تعمل بعض القطاعات في الليل، وأن تتحمل الحكومة ومجلس النواب المسؤولية والشجاعة لمواجهة هذه المظاهر.
وقال محافظ المركزي التونسي: إن ما بلغناه من دين خارجي أمر طبيعي نظرا للمشاكل العديدة التي عطلت الاقتصاد والانتاجية وتسببت في العجز، لكن الدين لم يعد ممكنا اليوم لأن الممولين الخارجيين رفعوا أمامنا علامة «قف» ولم يبق أمامنا إلا التعويل على أنفسنا وذلك بالعمل فقط اقتداء بتجارب أخرى.
وأشار الى ان دول العالم لم تعد تتحدث عن التجربة التونسية كمثال يحتذى به بعد أن أثبتنا فشلنا خاصة في المجال الاقتصادي، وأصبحت تتحدث اليوم عن تجارب أخرى أفضل منا .. مشيرا في هذا السياق إلى أن الوضع في ليبيا اليوم أفضل بكثير من تونس على الصعيد المالي والاقتصادي، ولا خيار أمامنا غير مزيد من الضغط على التضخم ، والتحكم في سعر صرف الدينار للخروج من الأزمة الخانقة الحالية.
