احمد مراد يقول ان ايقاع روايات نجيب محفوظ لم يعد يناسب العصر. وبالطبع فإن من حق اي شخص أن يقول رأيه في اي حاجة وفي أي أديب وفي أي سياسي، هذا صحيح بشكل عام، ولكن عندما يتمسك البعض حتى الآن بان الكرة الأرضية مسطحة فهذا ليس رأيا بل جهل، وعندما يسب أحد كاتبا أو شخصية عامة سبابا واضحا فهذا ليس رأيا لكن شتيمة. وما قاله مراد لا يدخل في باب الرأي لأنه ينم فقط عن الجهل، فقد قال ان ايقاع روايات محفوظ بطيء ومن ثم لا تناسب العصر، وهكذا جعل الايقاع هو الفيصل في الأدب! وبذلك المعيار يتعين علينا أن نسقط من الأدب رواية دون كيخوت وانا كارنينا والجريمة والعقاب وأيضا كل أعمال شكسبير التي انقضى على كتابتها نحو خمسمئة سنة ولم يعد إيقاعها يناسب العصر!
ما قاله مراد جهل وليس رأيا، ولا يجوز لأحد أن يطالبني باحترام الرأي القائل بأن الكرة الأرضية مسطحة، لأن ذلك ليس رأيا بل افشاء الجهل. بالطبع فان الاراء والأذواق والأفكار تختلف وبالطبع من حق اي شخص أن يقول رأيه في اي شيء، لكن الرأي موضوع وتعميم الجهل بصفته رأيا موضوع يجب التصدي له. في زمن نجيب محفوظ كان ثمة أديب اسمه عزيز ارماني، كان يكتب روايات من نوع ” خذني بعاري” تتحول على الفور إلى افلام وكانت رواياته تكتسح السوق من حيث المبيعات بينما كان محفوظ يوزع على الأكثر ثلاثة آلاف نسخة! لكن أحدا لا يذكر الآن ولا يعرف ارماني! ويبقى الأدب الذي لا يناسبه الآن ايقاع المبيعات والبست سيلر!
