د. جهاد عوده يكتب : جدل الحرب المحتملة في المنطقة و آفاق العصر الأمريكي
آفاق العصر الأمريكي
1- آفاق العصر الأمريكي: السيادة والنفوذ في النظام العالمي الجديد وتدعيم دور أسرائيل فى أى نزاع قادم المنطقة العربية، هي مركز أحداث، ونقطة تماسّ تضم كثيراً من الملفات الاستراتيجية ذات الصلة الوثيقة بـ “آفاق العصر الأمريكي”، فهناك الأزمة السورية وما حدث من تدخل أخير سوف يغير مجرى ومسار الأحداث في بعض الدول العربيةالتي شهدت في السنوات الأخيرة تغييرات سياسية أطاحت أنظمة سياسية تعود إلىحقب تاريخية تسبق قيام النظام العالمي الجديد؛ مثل: مصر وليبيا واليمنوتونس. ونرى أن كثيراً من الدول العربية، وفي ضوء ما تعانيه من واقعتنموي صعب في المجالات كافة، لن تكون في وضع أفضل خلال المدى المنظور،ولاسيما في ظل تفاقم الأزمات الداخلية في دول عربية رئيسية؛ مثل: مصروسوريا والعراق، والتمدد الاستراتيجي لقوى إقليمية غير عربية لملء الفراغالناجم عن تراجع الدور الإقليمي للقوى العربية التقليدية، فضلاً عن تدعيم مكانة إسرائيل، التي باتت في أفضل وضع استراتيجي منذ نشأتها، من حيث غيابأي مصدر تهديد حقيقي لها من الدول العربية، وانشغال الدول المجاورة، إمابمعالجة أزماتها الداخلية وإما باحتواء مصادر الخطر والتهديد الخارجي. وتركز الخاتمة أيضاً، على أن الاقتصاد سيكون المحرك الفعلي لآليات التغيرضمن مراتب القوى، سواء على قمة النظام العالمي الجديد، أو على مستوى القوى المتوسطة والصغيرة. 2- وعلى الرغم من تصريحات العديد من المسؤولين الإسرائيليين التي تحمل تهديدات مبطنة وصريحة بإمكانية استهداف البرنامج النووي الإيراني، وتأكيد الرئيس الإيراني نفسه في الشهر الماضي أن إسرائيل تستعد لشن حرب في الربيع أو الصيف، دون أن يوضح ضد من، فإن الاتجاه الغالب بين المحللين يستبعدون فكرة أن تهاجم إسرائيل إيران للأسباب نفسها التي تمنع واشنطن من القيام بذات السلوك، وهو ما أكده صراحة دان حالوتس، رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، خلال مقابلة أجراها الشهر الماضي مع التلفزيون الإسرائيلي شكك فيها في قدرة بلاده على توجيه ضربة استباقية إلى المنشآت النووية الإيرانية، مشيراً إلى أن دولة إسرائيل “يجب ألا تحمل نفسها مهمة حامل الراية للعالم الغربي بأكمله في مواجهة التهديد الإيراني”. كما أن إسرائيل لو كانت تستطيع القيام بذلك لكانت نفذته بالفعل منذ فترة. وأقصى ما يمكن أن تقوم به إسرائيل في الفترة الراهنة، بحسب بعض المحللين، هو شن حرب على القوى الموالية لإيران المحيطة بها، ولاسيما حزب الله، والتي يمكن أن تستخدمها طهران كمخلب قط لشن عمليات هجومية ضد إسرائيل. 3- لا شك في حقيقة أن التفكير العقلاني في التبعات المحتملة لأي حرب جديدة بالمنطقة، والحسابات البراجماتية للمكاسب والخسائر المتوقعة ستقود إلى نتيجة واحدة وهي استبعاد فكرة الحرب أو العمل العسكري المحتمل، ولكن إذا ما وقعت هذه الحرب بين أي طرفين، فإن احتمالات تحولها إلى حرب إقليمية شاملة ستكون حاضرة وبقوة، بكل ما قد يترتب على ذلك من تهديد خطير للأمن والاستقرار ليس فقط في المنطقة ولكن في العالم برمته، الأمر الذي يفرض على كل أصحاب العقول والمصالح أن يعملوا بقوة على تجنيب المنطقة والعالم ويلات حرب جديدة، وأن يتم الضغط على كل الأطراف الساعية إلى إشعال المنطقة للتوقف عن سياساتها الخطيرة، فالحروب من السهل إشعالها، ولكن من الصعب جداً وقفها أو السيطرة على نطاقها وتبعاتها.