لأول مرة في تاريخها .. «مورتانيا» من سطوة الانقلابات إلى تداول سلمي للسلطة
رئيس موريتانيا :غير مترشح للانتخابات الرئاسية المقررة 2019، وأنه لن يغير المواد المحددة لولايتي الرئاسة، وأنه «سيلتزم بالدستور»
ويقود حزب التناوب الديمقراطي ـ إيناد ـ الفريق الأكثر تشددا برفض الثقة في قرار الرئيس ولد عبد العزيز عدم الترشح لولاية ثالثة.. وقال بيان الحزب: « لا فرق بين مأمورية ثالثة لشخص ولد عبد العزيز، ومأمورية ثالثة لنظامه.. لقد كان الهدف الأساسي من مهزلة التعديلات الدستورية الأخيرة هو اختبار شعبية الجنرال ولد عبد العزيز وجس نبض الشعب الموريتاني قبل العبور إلي المأمورية الثالثة، وقد جاء رد الشعب الموريتاني الواضح والصريح من خلال مقاطعته الشاملة لتلك المسرحية العبثية التي تعني له ببساطة استمرار النظام الحالي في الحكم وبالتالي استمرار الظلم والفساد ونهب الثروة» بحسب نص بيان حزب إيناد.
ويواصل حزب التناوب الديمقراطي، معارضته، مؤكدا أن تصريح الرئيس ولد عبد العزيز، نيته دعم مرشح للرئاسيات القادمة تكشف النقاب عن مخطط آخر يسعي من خلاله النظام إلي فرض مأمورية ثالثة لنظامه برأس جديد.. وطالب الحزب الشعب الموريتاني وكل القوي السياسية إلي التصدي لهذا المخطط «الخطير» الذي يسعي من خلاله النظام إلي تثبيت نفسه بطريقة جديدة عبر عملية استخلاف يتم الإعداد لها بعد رحيل رأسه وذالك للهيمنة المطلقة علي السلطة وحصر التداول عليها في محيطه الضيق.
ويرفض السياسي والمفكر الموريتاني، محمد الشيخ ولد سيد محمد، ما وصفه بتحركات «نخبتنا المريضة حتى النخاع ، والمرتبكة ملء الجراب»، والتي ستظل أبواق منها تردد سفسطاتها عن تخميناتها.. وقال: لقد بيّن الرئيس مرارا، وأكد في هذه المقابلة جهارا، أن مشروع التغيير الذي حلم به ملايين الموريتانيين ، وناضلت من أجله أجيال وحركات وطنية ذاقت في سبيله البأساء والضراء، ومنها من قدم إلى ربه ، طاوي البطن ومكدود العظم، لا يمكن أن يتساهل فيه.
ومن جهة أخرى..اعتبر المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة (أهم تجمع للمعارضة السياسية في موريتانيا) أن هذه الخطوة تبقى ناقصة المفعول إذا لم تصاحبها الإجراءات الكفيلة بضمان عبور البلاد لهذا المنعطف الحاسم.. وقال أكبرتجمع للمعارضة: إنه يسجل «الموقف الذي أعلن عنه رئيس الدولة محمد ولد عبد العزيز مؤخرا، والمتمثل في نيته احترام المواد الدستورية المتعلقة بعدد المأموريات، وعدم عزمه الترشح لمأمورية ثالثة. إن المنتدى، الذي سيبقى يقظا تجاه كل المناورات، يعتبر هذا الموقف خطوة إيجابية على طريق تكريس التناوب السلمي على السلطة.
وترى الدوائر السياسية في موريتانيا، أن المهم الآن بدء تنظيم تشاور وطني يمكّن القوى الحية والفاعلة من التلاقي والحوار لتحديد قواعد ترسم مسارا يضمن تنظيم انتخابات توافقية مفتوحة وشفافة وحرة، توفر الضمانات الكافية لتكافؤ الفرص بين الفرقاء السياسيين، وتضمن حياد السلطة وعدم توظيف الإدارة وهيبة الدولة ووسائلها لصالح مرشح ضد الآخرين، لأن الإصرار على نهج الانفراد بالسلطة، والأحادية في تسيير المسلسل الانتخابي، والاستمرار في اختطاف الدولة لصالح فريق سياسي ضد الآخرين من شأنه أن يفرغ هذه الخطوة من محتواها ويحيدها عن المغزى الذي ينتظره منها جميع الموريتانيين، والذي هو التبادل السلمي والديمقراطي على السلطة.
