يسري السيد يكتب : محفوظ الأنصاري صاحب التوزيع المليوني ل الجمهورية وليس محسن محمد
يسري السيد يكتب الجمهورية والاسبوعي ...عشق لا يموت

الارقام تعكس القدرة
• هذه الارقام تعكس القدرة الكامنة فى الجمهورية وأولادها و تحتاج فقط لمن يعرف مفاتيحها فقد نجح الاستاذ محسن محمد ان يضع المفتاح فى “الكونتاكت” لينطلق بقطار التوزيع وبرؤي مختلفة عن السابق ليصنع قاعده شعبية حتى يصل طبقا لهذه الدراسة فى عام 1984 قبل ان يترك رئاسة التحرير ( متوسط عام1983 كان 378 الفا و 712 ) ليتولي القيادة الاستاذ محفوظ الانصاري ليصل بهما حتى نهاية 1985 الي 570 الفا و896 نسخه
• وتوالي ارتفاع معدل التوزيع الى ما حول 700 الف والاسبوعى ليجاوز المليون في عهد الاستاذ محفوظ النصارى ،
مما اثار حفيظة المنافسين داخل الجريدة وخارجها لتبدأ مراحلة العرقلة وشد الفرامل التى شارك فيها اسم صحفي شهير من جريده منافسة وأخرين من الداخل والأسباب مختلفة ، ولدي خطاب علي سبيل المثال يمثل احدى ملامح وأليات هذه الخطة بالحد من التوزيع المليونى بتحجيم النسخ المطبوعة الى نحو ال200 وال 250 الف نسخة ،
والنتيجه معروفة ، فاذا كان المطبوع 200 الف نسخة فهل سيبيع مليون نسخة ؟!
وبعيدا عما دار فى الكواليس وأنا أعرف بعض تفاصيلها والتى مازال بعض أطرافها أحياء وهي تهم الدارسين وانا واحد منهم عن مراحل الصعود والهبوط فى الدول ..والمؤسسات نموذجا
اقول لدينا القدرات لنتفوق فى السوق الصحفي
فيكفى اننا كما يقول الاستاذ سيد عباس مدير شركة التوزيع اثناء فترة الدراسة الاكاديمية ان العدد الاسبوعى اقترب من المليون فى المتوسط فى عهد محفوظ الانصاري وليس محسن محمد كما يعتقد البعض ( بل و فاق المليون بكثير فى بعض الإعداد )
لكن المهم ان الجمهورية أرتفع نصيبها في سوق الصخف الصباحية الثلاث من 9.2 % عام 1977 الى 28.2% عام 1985 فى عهد الانصاري ,ليس محسن محمد كما يعتقد البعض وطبعا زادت هذه النسب أكثر بكثير بعد 1985 حتي بدأت العرقلة والحرب على الانصاري
وطبعا النجاح لم يكن منسوبا للتحرير والصحفيين فقط ، ولكن معه كل قطاعات المؤسسة إعلانا وتوزيعا وطباعة .. الخ
يعنى نستطيع ، وما أذكره ليس تاريخا للتسلية او لمعارك وهمية ، لكنه تأكيد اننا نقدر ونستطيع الآن .
• وفى كتيبة العدد اليومى كان المايسترو ناجي قمحة مدير التحرير الذى عاصر فترات الازدهار وشارك فى صنعها يقود الحرب اليومية لاصدار العدد اليومى مع عبد الكريم سليم والسيد عبد الرؤوف وصالح ابراهيم ود. لطفي ناصف ومحمد الحيوان زاسماعيل الشافعي وقدري عزب وعبد اللطيف فايد … الخ
الجمهورية جامعة فكرية
الجمهورية منذ تأسيسها 7 ديسمبر 1953 بأسم الزعيم جمال عبد الناصر وكانت صوت الشعب وثورته على كافة المستويات .. لم تجد ثورة يوليو فى الصحف القائمة نفسها فأصدرت الجمهورية بعد حوالي 4 شهورمن قيامها وضمت اليها قمم العمل الصحفى والثقافى واستمر النهج على مدي تاريخها وفى ظاهرة نادرة تجد التنوع الثقافى والسياسي والفكرى من اقصي اليمين الى اقصى اليسار لتشكل حامعة وليست مدرسة للصحافة والوطنية، لاأريد ان انسي احد ..القائمة تتجاوز عشرات الالاف لكن منهم جمال عبد الناصر وانور السادات وصلاح سالم وطه حسين وكامل الشناوي و مأمون الشناوي وعبد الرحمن الخميسي وفتحي غانم ومصطفى بهجت بدوى وسعد وهبه ويوسف ادريس ورشدى صالح وحافظ محمود وكامل زهيرى وموسي صبري وطوغان وقائمة لا تنتهي حتي الآن .. حين أسير فى طرقاتها أتحسس موضع اقدامي لأتجنب السير فوق مكان سار فيه أحد عظماء الجمهورية .. أحدثهم ويحدتونني ، أتعلم منهم وأشكوا اليهم، يعنفونني أحيانا ، ويطبطبون علي كتفي وينصحون فى أحيان أخري
اقرأ
https://misrelmahrosa.net/2023/11/22/%d8%a7%d8%b3%d8%b1%d8%a7%d8%a6%d9%8a%d9%84-%d9%8a%d8%b3%d8%b1%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%af-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%b9%d9%88%d8%af%d9%88%d8%a7-%d8%a5%d9%84%d9%89-%d8%af%d9%8a%d8%a7/ يكفى الجمهورية انها منذ انطلاقها كانت كثيرا ما تكون صوت الناس ، وتأثيرا لا محدود فى الحياة الثقافية والرياضية والتحقيقات ومدرسة للرأي من مختلف الاتجاهات التى أثارت حفيظة الصحف الأقدم منها بعشرات السنينبيت العائلة الكبير
• و من بيت العائلة الكبير الذى يضم الجمهورية وباقى اصدارات دار التحرير جاءت مرحلة الخروج من المبنى العتيق على يد الأستاذ سمير رجب ليشيد المبنى الضخم علي هيئة كتاب مفتوح ، وخاض في سبيل ذلك الكثير من المعارك ، ولولاه ماأقيم هذا المبنى • فيها كانت رائحة الحبر والورق هي العطر الرسمي لمكتبي وملابسي وأحب لي من اغلي البرفانات …
عقارب الساعة في مبنى “الجمهورية” العريق لم تكن مجرد مؤشرات ودلالات زمنية،
بل كانت تتسابق وتتسارع مع دقات قلبي.. مع اقتراب موعد “تسليم الصفحة” الأولي ، وهي اللحظة التي تتجمد فيها الأنفاس وتتركز فيها العيون على أدق التفاصيل…
وفي نفس الوقت تصرخ فينا المطبعة لتنطلق سيورها مستجيبة لسارينة القطارات الواقفه فى محطة مصر قبل انطلاقها الى الصعيد والاسكندرية والوجه البحري
وكلاكسات سيارات التوزيع التى تسد شارع زكريا احمد وشارع رمسيس
وصيحات مئات الباعة الذين ينطلقون بها الي ميادين وشوارع القاهره ومقاهيها وأتوبيساتها وترامها ..
لا أزال أتذكر تلك الأجواء بكل وضوح، كأنها تحدث الآن ..
ما زلت أذكر تلهفنا علي احتضان اولي النسخ المطبوعه ( الدشت ) التى تستعد فيها المطبعة لطباعة النسخ فى أزهي صورة التى تنزل السوق للقراء العشاق المتلهفين ،
نحتضن مافيها من احبار سائلة على الصور والكلام ..كانت لكل منا مثل لحظة استقباله لطفله الأول
الجمهورية هي العشق والمعشوق
• الجمهورية هي العشق والمعشوق والرحاب المقدسة وقدس الأقداس ..كنا ندخل فى محرابها من العاشرة صباحا ولا نغادرها الى بعد منتصف الليل بساعات تصل أحيانا الى فجر صباح الخميس ، وفى الأزمات الكبرى كنا قبيلة .. أذكر حرب الخليج الثانية حين علم أعضاء الإسبوعي بالخبر حتى جاء الجميع مهرولا بعد دقائق ليمتلأ الديسك بالجميع …هذا يقطع تيكر الوكالات الاجنبية ، وهذا يتابع الإذاعات الأجنبية وذاك يقلب الفضائيات الدولية حتى طبعنا أكثر من 5 طبعات لنتفوق على الصحف المنافسة
كانت سنوات عملي التى أمتدت الى نحو 40 عاما في رحاب هذه المؤسسة الصحفية العريقة، “جريدة الجمهورية”، فصلاً ذهبياً في كتاب حياتي… لم تكن مجرد وظيفة، بل كانت محراب عباده وساحة عشق ومدرسة لتعلم الوطنية، ودقة الملاحظة، وسرعة البديهة في التعامل مع الخبر العاجل. وكافة فنون العمل الصحفي
كم قضينا ليالٍ طويلة بلا نوم، نراجع كل حرف ونتحقق من كل مصدر، ونشرب أكواب لا حصر لها من الشاي و القهوة التي لا تُحصى، فقط لنضمن أن القارئ سيجد في صباح اليوم التالي معلومة دقيقة ومكتملة وكل ذلك فى مناخ لا يخلو من الكوميديا والسخرية .
لم تكن الجمهورية مجرد مبنى، بل هي تجمُّع لأرواح وشخصيات… أحتفظ في ذاكرتي بصور لزملاء عمل كانوا بمثابة أسرة ثانية لي..تعلمت أن “الخبر ليس ما تراه، بل ما تثبته”… وأتذكر كيف كنا نتشارك فى رسم أحلامنا وطموحاتنا وتحقيقاتنا وصفحاتنا فوق صفحات الجريدة بالاخراج الفني ل محمود أمين وأحمد بيومي وسيد عبد الحفيظ… مع رسوم محي احمد على وسمير وفرماوى وفرج وطوغان
… كانت هناك دائماً روح تحدٍ ومنافسة شريفة، تدفعنا لتقديم الأفضل، كانت الصحيفة المطبوعة هي السلطة الرابعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وشرف ..
واليوم، ونحن نشاهد الصحافة وهي تخوض معركتها ضد سرعة إنتشار الأخبار الزائفة على منصات التواصل وهوس الفيس بوك وتويتر .. الخ ، أدرك الكثير من أي وقت مضى قيمة الأرشيف الذي تركناه.. وما يمكن أن نفعله
الذكريات ليست مجرد حنين إلى الماضي، بل هي تذكير دائم بـ “ميثاق المهنة”. وللجيل الجديد من الصحفيين أقول : إستمروا في طرح الأسئلة، كونوا مصدر ثقة، وتذكروا دائماً أن مسؤولية الكلمة المطبوعة ثقيلة وعظيمة..
بإختصار الإنتماء لـ “الجمهورية” كان وساماً نضعه على صدورنا.
أخيرا شكراً “الجمهورية”، وشكراً لكل قارئ منحنا ثقته وما زال يمسك هذه الجريدة صباح كل يوم ، فأنتم الذاكرة الحية التي لا تموت.
يسرى السيد : إسرائيل تحاول الهروب للأمام!!
