د. نعمان جلال يكتب : شهادة جديدة على تماسك شعب مصر ضد الارهاب
لمرة جديدة وقع حادث آخر من اطلاق النار علىحافلتي ركاب بمحافظة المينا وأسفر الحادث عن إستشهاد عدة اشخاص وكذلك عدد منالمصابين من المواطنين الابرياء . استنكرت السلطات الرسمية والدينية في مصر بكافةانتماءتها الدينية الحادث الارهابي الذي يتنافى مع كافة الشرائع والاديان السماويةوجميع الأعراف والقيم الإنسانية ، وتلقت السلطات الحكومية والبرلمانية المصرية فيشتى المواقع برقيات عزاء من نظرائهم من مملكة البحرين الذين استنكروا الحادث البشعاللاإنساني الذي يتعارض مع ابسط المبادئ و لقيم الانسانية ناهيك عن انه لا يمت للاسلامالصحيح بصلة بل إن مرتكبيه هم إرهابيون ومجرمون يستحقون أشد العقاب.
وتوعدت السلطات المصرية المتهمين بأقسي العقوبة وأن ترددت إشاعات بأن المجرمين قد لا يكونون مصريين وأن مشكلة مصر من المتوقع أن تزداد تعقيداً مع حل المشكلة الإرهابية في سوريا وهجرة داعش لليبيا وغيرها من دول شمال افريقيا ثم إلى مصر عبر الحدود الغربية.
ونستذكرأن المواطنين المصريين من مسلمينومسيحين يدينون عن بكرة أبيهم وبلا تردد هذا العمل الارهابي المجرم والجبان الموجه لمواطنين أبرياء وهم في مكانومناسبة دينية مقدسة ولم يسبق أن دعا الاسلام إلى مثل هذا الأعمال البشعة وليسهناك أي تفسير أو مبرر له ومصر بشعبها يد واحدة ولن تتفتت أو تتجزأ كما يطمح لذلكالارهابيون ومحرضينهم.
ونعبر عن العزاء للإخوة المسيحيين في مصر، وأنا لا أقول الاقباط لأن أصل كلمة قبط مأخوذة من كيمت الفرعونية التي اخذت منها اللغة وطورتها إلى إيجيت. وكلمة كيمت الإغريقية تعني الأرض السوداء أي الخصبة ووصايا نبي الإسلام خصت بالتحديد أهل مصر لأن له منهم نسبا (السيدة هاجر) وصهراً (السيد ماري القبطية) أي أنها من أهالي مصر الذين كانوا يدينون بالمسيحية آنذاك. واللغة القبطية هي أحدث تطورات اللغة الهيروغليفية التي هي لغة المصريين الاصلية واستمرت اللغة القبطية بعد الفتح الاسلامي عشرات السنين رغم تحول بعضهم للاسلام.
ما أريد قوله أن فريقاً من أقباط مصر أصبحوامسيحيين، ولكن صحيح اللغة وتطور المصطلح أنها تمثل المسيحيين والمسلمين من أهالي مصر الذين اعتنقوا الاسلام.
ولهذا نجد أن المسلمين والمسيحيين كانو وظلوا وسيظلون يداً واحدة ضد الارهاب والارهابيين الذين لا صلة حقيقية لهم بالاسلام الصحيحوليسوا من أبناء مصر الاصلاء الذين بنوا الحضارة.
كما أن هذا العمل الجبان لايمت بالقيم الإنسانية على عمومها وينبغي إدانة هؤلاء المجرمين ومعاقبتهم بالردع حتى يكون ذلك عبرة لمن يعتبر. والقرآن الكريم قال عن المسيحيين موضحاً علاقة المسلمين بالمسيحين بقوله “وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ “(82). كما أوضح خطورة قتل النفس البشرية أياً كانت عقيدتهم بقوله: “أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ