عبد الرحمن فهمي يكتب : ما لم يُكتب عن مبارك منذ اعتزاله
أين السيدة الفاضلة سوزان مبارك وأين الابنان الكبيران علاء وجمال مبارك؟!! كيف ولماذا يتركون رب البيت الكبير الرئيس الأسبق حسنى مبارك فى هذه الحالة؟؟
لقد كانت محض صدفة أن رأيت آخر صورة له فى موبايل قريبتى!! الرئيس الأسبق لا أقول: زاد وزنه كثيراً جداً.. بل يمكن أن أقول إنه انتفخ بطريقة غير مسبوقة حتى وجهه والرقبة.. السمنة غير عادية بالمرة.. وبجواره شابة جميلة مبتسمة يبدو أنها أجنبية. وبعد الصورة وما أحدثته من مفاجآت لكل الحضور.. سمعنا القصة من الأول.. قولى يا ست صاحبة الموبايل: (….). بعد أن خرج الرئيس الأسبق من دوامة المحاكم وعاد إلى منزله كان قراره الأول البعد عن الإعلام بالذات وكثرة الكلام الذى لا داعى له الآن.. ثم يبدو بمرور السنوات أنه كان يسمح للإعلاميين بلا تصوير.. ممنوع التصوير.. بأى شكل.. وكانت هذه هى آخر إعلامية مهذبة مثقفة طلبت صورة خاصة لها بالموبايل فوافق الرئيس الأسبق.. لإعجابه بكفاءة وذكاء الإعلامية الشابة الصغيرة.. وكان الاتفاق على العموم أن انتشار الصورة سيكون فى أضيق أضيق الحدود.. وهو ما حدث. ■■■ بصرف النظر عن الصورة بالذات وغيرها فقد أثارت الكثير من الأسئلة: – أين هذه الأحاديث الهامة للغاية مع رجل غير عادى.. أطول مدة لرئيس جمهورية «٣٠ سنة» ومن قبله كان رئيس أهم قطاع، جيش مصر وصاحب أول ضربة فوز مبكر فى أخطر حرب خاضتها مصر.. ثم نائب رئيس جمهورية فى فترة خطيرة بعد مقتل السادات فى وقت غاية فى الأهمية وما جرى بين الدول الكبرى فى هذه الفترة بالذات؟؟. – أين أحاديث أخطر رجل فى أخطر وقت بمصر؟؟ – إذا كان هذا مستحيلاً على الصحف القومية!!.. فأين الصحف الخاصة والصحف الأجنبية مثلاً!!. ■■■ هناك لغز آخر.. أحد أقرب أصدقاء الرئيس الأسبق يملك أحد أكبر مستشفيات مصر وفى نفس الوقت له نشاط إعلامى وذات يوم رشح نفسه رئيساً للنادى الأهلى.. بل أكثر من هذا كله.. كان مع مبارك فى لحظة تنازله عن السلطة!! أين هذا أولاً إعلامياً وطبياً؟؟!!. ■■■ ثم اسمحوا لى أن أقول لكم شيئاً جديداً مهماً فى سياق هذا الموضوع. والشىء الذى قد يكون أكثر غرابة.. أننى أنا الذى أكتب هذا الشىء المهم جداً. اسمحوا لى أن أقول إن الرئيس الأسبق يتمتع بخلق بل بدماثة خلق عن معرفة أكيدة رغم كل ما فعله – بل أقول ما «ارتكبه ضدنا وضدى أنا بالذات» وسبق أن كتبت قصص محاربة الرئيس الأسبق لأسرتى بل شخصى فى مسلسل طويل لمدة شهر فى جريدة «الوفد»، ثم صدر فى «كتاب الجمهورية». وفى جريدة «الأخبار»، كلف رئيس التحرير ياسر رزق الزميل الكبير حنفى المحلاوى يعاونه الأخ عصام السويفى بكتابة صفحتين فى الأخبار عن نفس الموضوع بتفاصيل أكثر.. فقد كانت حرباً شرسة ضدى شخصياً وضد الأسرة.. مثلاً كنت مرشحاً لأعلى وسام فى الدولة بعد أكبر انقلاب صحفى فى أبواب الرياضة ثم شطب اسمى فى آخر لحظة!! وتم إلغاء عيد الرياضة لأول مرة فى مصر حينما ذهب زكريا عزمى إلى الرئاسة لعرض برنامج اليوم التالى على رئيس الجمهورية كعادة كبير الأمناء كل مساء.. ولما علم مبارك أننى سأنال أكبر وسام ثم أقف بجواره لأقدم المكرمين واحداً بعد الآخر قرر فى آخر لحظة إلغاء الحفل!! وطلب من زكريا عزمى إخطار الصحف بسرعة.. وكانت مفاجأة كبرى لرئيس الوزراء أحمد نظيف الذى أراد أن يعوض المكرمين فقام بتنظيم أغرب حفل ولكنه رائع.. أقام مباراة طريفة للغاية بجوار منزله بين المكرمين الأحياء منهم طبعاً وأعضاء اتحاد الكرة بقيادة سمير زاهر ثم فى المساء حفل للجميع!!. وغير ذلك كثير… ولكن الذى قصم وسط العائلة فعلاً أن اكتشفنا وجود أرض شاسعة بمنطقة اسمها دير النحاس ملكنا وبدأنا إجراءات بيع هذه الأرض – ولما وصلنا إلى النهاية وكدنا نوثق العقد صدر قرار بملكية دار الشعب للأرض دون أى سبب وضاع شقاء عمر أسرة فلم نملك سوى دعاء «حسبنا الله ونعم الوكيل» فى الفجر!! ولم تمض أيام إلا وانتقل الرجل من القصر إلى السجن!!. ■■■ ومع ذلك.. ورغم ذلك.. أؤكد أن الرجل الكبير على خلق رائع. كيف.. ولماذا؟؟ هذا ما رواه لنا المرحوم عبدالمجيد نعمان أحد أفراد بعثتين إلى موسكو تحت رئاسة الرجل الكبير.. بعثة لمدة سنة وبضعة أشهر وبعثة لمدة عامين كاملين. موعدنا العدد المقبل إذا كنت من أهل الدنيا وسمح لى الأطباء وغير الأطباء!!.