د. احمد النجار يكتب :هل تكرم مصر ابنها العظيم ومؤسسة الأهرام كاتبها الراحل د. سمير أمين ؟!
رحل المفكر والإنسان الرائع الدكتور سمير أمين أحد رموز الفكر الاقتصادي المصري والعالمي.. عرفته كاتبا ومفكرا مبدعا ومتجددا منذ ما يقرب من اربعة عقود، لكنني لم أعرفه بصورة شخصية مباشرة إلا عندما اختارني للحصول على جائزة الاقتصاد السياسي التي تحمل اسمه في دورتها الأولى عام 2012، وأذهلتني روحه الكبيرة والآسرة وبساطته الإنسانية وقدرته الاستثنائية على الاستماع والتفاعل مع الأفكار سواء اتفق أو اختلف معها، وربما كان ذلك هو سر قدرته على التطور والتجدد النظري متفاعلا مع تطورات الواقع الموضوعي بصورة يندر أن تجدها في مفكر كبير مثله. أعلم أن فرنسا لها الحق في اقتسام انتمائه مع مصر بعد أن خرج هاربا من القمع الفكري والسياسي في مصر التي تعرض للسجن فيها لمجرد انتمائه الفكري ليجد حاضنة تحترم العلم والعقل والحرية في فرنسا التي أصبح من خلالها أحد رموز الفكر الاقتصادي العالمي، لكن وبما أن النهر يحن لمنبعه فإنه كان مصريا حتى النخاع وكانت علاقته بمصر تجسيدا حيا لبيت الشعر : بلدي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام، فقد كان يحمل لمصر أرضا وشعبا وتاريخا وحضارة عشقا يفوق كل ما عداه. ومنذ عام 2014 أصبح أحد كبار كتاب الرأي في جريدة الأهرام ليطل منها على الرأي العام المصري والعربي.. الآن وقد رحل وهو قيمة علمية عالمية عظيمة آمل أن تكرمه مصر ومؤسسة الأهرام فقد رفع اسم مصر عاليا أينما حل وأكد دائما على مصريته وجذوره الحضارية التي كانت مصدرا لاعتزازه مثلما هو مصدر فخر واعتزاز لنا