يسرى السيد يكتب: هوامش بالشيزوفرينيا والملوخية ايضا !!
وحتي لايكون الكلام في العموم تعالو نذكر بعض الامثلة التي تفضح هذه الممارسات..
-
نتشدق في الصحافة والاعلام والفكر والثقافة باننا مع حرية الفكر والابداع.. مع حرية الاختلاف في الرأي ونتشدق ونستدعي كل ما يؤيد ليبراليتنا مثلا : يضجع الواحد منا وينظر كالعالم ببواطن الامور ويضغط علي كل حرف من كلامه قائلا: الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية…. وبعد برهة يفضح نفسه بنفسه وتتهاوي مزاعمه بعد ثوان وتتساقط ورقة التوت من عورته حين يقول له محاوره: اسمح لي ان اختلف معك ..فتنط الدماء من شرايينه وتنفجر شلالات في وجه المختلف معه بمجرد ان يظهراول حرف من الجملة …والغريبة ان الامر لا يختلف عند الجميع .. الليبراليين منا والمتمسحين او المرتدين رداء الدين . اي دين. الاسلام او المسيحية او اليهودية.
-
· يتشدق مثلا المتمسحون او المتخفون وراء عباءة الدين بقول الامام الشافعي رضي الله عنه: “قولي صحيح يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب”.
-
وحذاري ان تختلف مع هؤلاء..
· فاذا كان الفريق الاول يتشدق باسم الانسانية او القانون او غيره من اشياء لا يؤمن بها في اعماقه .
· فان الكارثة الاخري التي تنتظرنا ان هؤلاء يتحدثون باسم الرب.. واياك ان تقترب.. فالكفر في انتظارك وازدراء الدين سيف علي رقبتك .. باختصار أخذوا توكيل الرب ومنعوا الكل من الاقتراب.. تغافلوا وتعاموا عن ان الله يرزق المؤمن به والكافر في آن واحد . يجزل العطاء للاثنين ولم يمنع يوما الرزق او اسباب الحياة عن احد من خلقه حتي لو جهر بمعصيته … لكن هل يمكن ان نتعلم شيئا من الخالق وهو يقول: “فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر”. هل يدركون ان حساب كل منا عند خالقه .. ؟! الاجابة عندهم: لا.
-
باختصار نرفع رايات التكفير والتحقير والتخوين.. الخ من مصطلحات لكل من يخالفنا في الرأي.. وللامانة المسألة لا تقتصر علي جيلنا فقط بل متأصلة عند الاجداد وجدود الاجداد … ويبدو ان العرب لم يتربوا علي فقه الاختلاف .. لن اتناول الامم الاخري طبعا فالذي يهمني هنا الآن.. نحن اولاً:ـ
-
لايفسد للود قضية.. بعض المصريين نسبوها الي امير الشعراء احمد شوقي انطلاقا من مقطعه الشعري الشهير في مسرحيته الشعرية مجنون ليلي:
ما الذي أضحك مني الظبيات العامرية
ألأني أنا شيعي وليلي أموية؟
اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية!
كما نسبها بعض المصريين الآخرين إلي المفكر أحمد لطفي السيد الذي كان أول رئيس لجامعة القاهرة ووزيراً للمعارف..
-
ولم يصمت بعض السودانيين ونسبوها إلي الشاعر محمد أحمد المحجوب الذي قاد حزب الأمة و رأس مجلس وزراء السودان والمولود عام 1908 وتوفي عام 1976. ولا يقبل الإخوة السودانيون بغير هذا القول رغم ان ابيات احمد شوقي هي الاسبق ورحيل شوقي ايضا هو الاسبق 1932.
-
والمسألة لم تقف عند المصريين والسودانيين بل انتقلت الي الهند .حيث يؤكد محبو المهاتما غاندي أن هذا القول له ويكملون علي لسانه: الإختلاف في الرأي ينبغي ألا يؤدي إلي العداء وإلا لكنت أنا وزوجتي من ألد الأعداء… والحمد لله لم يعش غاندي حتي يري الاختلاف في الرأي بين الازواج الآن وقد اصبح الكلام بالسكين والساطور واكياس البلاستيك!!
-
يعني لم نتفق علي قول يحترم الخلاف فهل نتفق علي احترام مبدأ الاختلاف من الاساس ..نحن امة تعاني من الشيزوفرنيا يا ناس ونحن ديكتاتوريون بطبعنا والغباء يجري في دمنا . والغريبة اننا لا نتعلم من غباوات الاجداد ونصر علي الغرق فيها …
-
لم نتعلم ونقول لانفسنا قبل ان يقولها احد لنا: انتهي الدرس ياغبي…..الغرب تلقف كلمة السر في غباء اهل الشرق …احنا طبعا الاساس الذي لا يتغير مهما تغير الزمن …مثلا بدأوا منذ فترة يساعدهم اعوانهم ممن يتحكمون في مصائرنا.. كلمة السر.. الخلاف لابد ان يشتعل وتظل نيرانه متأججة.. لابد ان تتعدد الاسباب والهدف واحد.. هو القضاء علي هؤلاء الاغبياء الجهلة الذين امتلكوا اكبر ثروة في التاريخ وبددوها بجهلهم وغباوتهم.
-
والله احيانا اعذر الغرب واجد لهم مبررات منطقية حين اضعني مكانهم ..
-
وحتي اقرب الصورة لكم دعوني اطرح عليكم هذا السؤال: ماذا تفعل لو رأيت شخصا يرمي الاف الدولارات علي راقصه في ملهي ليلي؟….بماذا تصف شخصا او امة انفقت اكثر من 400 مليار دولار في حرب الخليج لكي تشعل النار في المنطقة وتمزقها اربا اربا؟….بماذا تصف قوما يلتقطون الطعم لاشعال الحروب بين الشيعة والسنة. بين المسلمين والمسيحيين. بين العرب والاكراد. بين شمال السودان وجنوبه وغربه ..إلــخ
-
لم نتعلم كمسلمين من جدود ماتوا في معارك وهمية علي قضايا وهمية ومصالح دنيئة لحكام وجماعات. لادين لهم لكنهم يرتدون عباءته احيانا حتي يقتلوننا بغبائنا.. تلقف الاجداد الطعم ومازلنا علي الدرب سائرين.. شيعة يظنون ان علي بن ابي طالب هو الاولي بخلافة رسول الله و سنة يقرون بافضلية خلافة ابي بكر وعمر وعثمان. وحتي اليوم وبعد مرور اكثر من 1400 عام يجد البعض ما ينفخ في جهلنا من بقايا هذا الرماد . التي نشأت علي ركامه مئات المعارك وسقط ملايين القتلي ونصبت ملايين منصات الاعدام وانتشرت علي روائحها الفواجع والغزوات والانتهاكات.
-
§ ورغم انني قومي وعروبي بدأت اكفر بعروبتي وقوميتي وانا اري اجيالا جديدة من الشباب العربي في العديد من البلدان يعتبرون العروبة والقومية من التراث البغيض بعد ان سري في شرايينهم كل ماهو غربي …هل نحن امة واحدة؟! .. هل نحن مسلمون بحق ونحن نري من يقتل ويسفك الدماء وهو يقول الله اكبر..؟! هل نحن امة مصيرها واحد لها عقل ونحن نستعدي الغرب وباموالنا لنشرد الملايين منا ونحول دولنا الي اطلال وننفذ مالم يستطع تحقيقه اعداؤنا بدم بارد؟!….من دمر سوريا؟ … من دمر العراق..؟ من دمر ليبيا؟ .. من دمر اليمن؟ .. من يتآمر علي مصر؟ .. من ينظر الينا ونحن نضع رقبتنا تحت مقصلة البنك الدولي ويتفرج علينا … من يضع الاف المليارات من الدولارات في بنوك امريكا والغرب التي ستصادرها يوما ما وان غدا لناظره قريب؟
-
تسريب خطبة الجمعة.
* شيزوفرنيا تصيب حناجر البعض منا .. نهلل مع الرئيس السيسي بضرورة تجديد الخطاب الديني وفي نفس الوقت نهلل لوزير الاوقاف د. مختار جمعة
الذي لم يكتف بان تكون خطبته مقررة علينا كل يوم جمعة في الاذاعة والتليفزيون بل ينتقل الي مرحلة اخري بتوزيع خطبة مكتوبة علي كل المساجد واخشي ان تكون في مرحلة لاحقة خطبة مسجلة بالصوت والصورة تذاع بالفيديو كونفرانس في المساجد … ويكون السؤال الكوميدي كيف ستواجه وزارة الاوقاف اي محاولة لتسريب خطبة الجمعة قبل توزيعها في اظرف مغلقة بالشمع الاحمر علي مشايخ الاوقاف ؟!… وهل يمكن ان تقوم الوزارة بالغاء اي خطبة تم تسريبها علي غرار مافعلته وزارة التعليم في امتحانات الثانوية العامة؟
من الأولي بالخطابة .. الأوقاف أم الأزهر؟
هل آن الاوان لتصحيح اخطاء وقعنا فيها ومنذ سنوات .. اقصد ما دور وزارة الاوقاف الحقيقي وما هو دور الازهر الحقيقي فيما يخص الدعوة والخطابة في المساجد؟!….المفترض ان تكون مهمة الاوقاف ومن اسمها هي الحفاظ ورعاية اي وقف تم وقفه علي اعمال الخير او الدعوة الاسلامية .. يعني تكون حامي حمي الاوقاف !….والازهر هو منارة الفكر والدعوة للاسلام .. يعلم ويفقه وينشر الاسلام والسؤال :من خلط الدورين . وعن قصد ام دون قصد ؟….من جعل الاوقاف تحمل عبء الدعوة والاشراف علي المساجد وتعيين الدعاة .. الخ من امور من المفترض ان تكون في صميم دور الازهر ؟!…..فاذا كان الدعاة يتخرجون من الازهر فالاولي بهم ان يعملوا فيه وتحت اشراف مشايخهم مباشرة وعلي الاوقاف ان تتفرغ لحماية ورعاية الاوقاف هل هذا الامر يحتاج جدلاً ونقاشاَ؟!
· هوامش بالشيزوفرنيا ..
-
حين تكتب رأيا مخالفا للبعض أو مضادا للمجموع. عليك ان تحتمل من الشتائم والسباب والاتهامات ما يشيب له الأصلع !!… المبدأ عندنا الحرية والديمقراطية لك ما دمت تتفق معي والديكتاتورية والسجن لك اذا اختلفت معي …الم اقل لكم شيزوفرنيا.