العراق : الحكم بالإعدام على الخليفة الأموي «هشام بن عبد الملك» بتهمة قتل زيد بن علي بن الحسين!!
منظمة حقوقية عراقية «المركز العراقي لإدارة التنوع»، الحدث بأنه تعبيرا عن « تيه ثقافي وحضاري»في ظل حكم الأحزاب الحاكمة،بالعودة إلى عاشر خلفاء بني أمية، الذي توفى قبل 1275 عاما.
في واقعة أثارت جدلا سياسيا واسعا داخل العراق، ووصفتها الدوائر السياسية في بغداد، بأنها «قضية غريبة ذات مغزى سياسي ومذهبي» أجرت نقابة المحامين العراقيين في مدينة النجف، محاكمة للخليفة الأموي هشام بن عبد الملك وحكمت عليه بالإعدام بتهمة قتل زيد بن علي بن الحسين، وبينما اعتبرت منظمة حقوقية عراقية «المركز العراقي لإدارة التنوع»، الحدث بأنه تعبيرا عن « تيه ثقافي وحضاري»في ظل حكم الأحزاب الحاكمة،بالعودة إلى عاشر خلفاء بني أمية، الذي توفى قبل 1275 عاما.
الدوائر السياسية في بغداد، ترى أن الجكم الذي وصف بالـ «غريب والمثير للتساؤلات» يحمل نمطا من التدين لا يمثل ثقافة المجتمع النجفي، في المدينة المقدسة لدى الشيعة، وفي وقت لم يبق فيه أمويّ واحد في العالم..وأن هذه الواقعة تتجاهل تماما القضايا التي يعاني منها العراقيون، وإشغالهم عن جذور الأزمة الشاملة التي يعاني منها الشعب العراقي، وتفجير الجدل السياسي والمذهبي قبيل الانتخابات التشريعية في العراق، 12 مايو / آيار المقبل.
حادثة نقابة محامي النجف، وإن كانت رمزية فإن مفاعيلها ليست كذلك، فهي تعمل أيضاً على إعادة شحن آلة الطائفية، ولأسباب لا علاقة لها بالماضي بل بالواقع الحالي.
وتساهم محاكمة الخليفة الأموي «هشام بن عبد الملك» في تشويه عدد من الحقائق التاريخية والسياسية.. أول هذه الحقائق هو أن الحوادث التاريخية الماضية جرت في سياقات مختلفة كلّياً عن مفاهيم الحاضر الذي نعيشه، فرؤية الأقدمين للعالم كانت دينيّة بمجملها، ولا نستطيع، بالتالي، أن نسحب الماضي ونحاكمه بمفاهيم الحاضر، فلا صلاح الدين الأيوبي كان يعتبر نفسه كرديا كما يزعم البعض (لأن المفاهيم القومية نشأت في القرن التاسع عشر)، ولا يمكن اعتبار ابن سينا من مواليد أوزبكستان (لأن مفاهيم الجغرافيا والأقوام والدول كانت مختلفة)، ولا تشيّع العصر الأمويّ يتطابق مع تشيّع اليوم الذي تشوبه أفكار السياسة الحديثة وتقلبات الصراعات الداخلية ونفوذ الجمهورية الإسلامية الإيرانية (وهي أيضاً كيان حديث).