Sign in
Sign in
Recover your password.
A password will be e-mailed to you.
اعداد : تامر مشالى
مهما اتفقنا أو اختلفنا على طول الفترة الزمنية التى جثمت فيها الاسرة العلوية (اسرة محمد على باشا) على حكم وولاية مصر بطولها وعرضها..الا أن الماثل للعين والذاكرة معا هو الثراث المعمارى من مبان اثرية وتاريخية فريدة فى انشائها وتصميمها ونوعها..هذه المبانى التى مازالت والى الأن ماثلة بحضورها من خلال عظمة عمرانها..وتألق تصاميمها الاوروبية الخالصة والتى منحث مذاقا خاصا لها حتى وقتنا هذا ..
وأثر حديثنا اليوم هو القصر الملكى بادفينا الذى تحول وبقرار جمهورى قاس وجائر على الحضارة والتاريخ معا..الى مبنى خاص بكلية الطب البيطرى جامعة الاسكندرية ..ليخلع عن القصر حلته الاثرية ..وروعته الاثرية ..وتحوله الى كونه فصولا دراسية وادارية لا تعى قيمته وروعته..أو أنه وجد من يلح فى عودة مجده التراثى..وللحفاظ على ما تبقى من كيان لا يخطؤه العقل اذا ما صافحه مرة..
اختلفت الروايات التاريخية حول نشأة هذا القصر الملكى الذى يسكن أرض ادفينا محافظة البحيرة او القرية الملكية كما يحلو للبعض ان يطلق عليها.
.فبعض الروايات ذهبت الى ان من بدأ فى تشييده هو الخديوى اسماعيل .
.وروايات ثانية تقطع بأن من شيده هو الخديوى عباس حلمى الثانى..الا وأنه بالقول الفصل وبتبع انشاء هذا القصر وجد أنه بديء فى تشييده عام 1892 وكانت هذه هى الفترة التى حكم فيها مصر الخديوى عباس حلمى الثانى فى الفترة من 8 يناير عام 1892 وحتى عزله فى 19 سبتمبر 1914 ..
أما الخديوى اسماعيل فقد حكم مصر فى الفترة من 18 يناير 1863 وحتى 26 يونيه 1879..وقد تم تخصيص مساحة لبناء هذا القصر بلغت ما يقرب من 15 فدانا ..وكذا زراعة حدائق حوله كى تزيده جمالا يضاف الى روعته المعمارية المزمع تنفيذها آنذاك..
فقد بدأ الخديوى عباس حلمى الثانى ببناء الجناح الاول والممتد من الشمال الى الجنوب بواجهة 54 م على نهر النيل مستخدما حجر الجص المنحوت والطوب الاحمر الوردى وارضية من فسيفاء الزلط وكذا راضيات اخرى من الخشب الايطالى ..
ثم تلتها المرحلة الثانية من بناء القصر والتى تمت فى عهد الملك فؤاد الثانى وهى عبارة عن جناح مكون من 3 طوابق خصص الارضى منها كمخازن للمواد الغذائية وسكن للخدم والمشرفين على القصر..ويتميز هذا الجناح بشرفاته العالية المحمولة على أعمدة الرخام التى جلبت خصيصا من ايطاليا ..كما استخدمت فيها بعض الكتل الاثرية الفرعونية المميزة تراثيا..
كما استخدم ايضا قطع من الرخام مختلفة الالوان منقوش عليها العمليات الحسابية لمعرفة مواعيد النوات الشتوية والفيضانات وقياس مناسيب النيل ومواعيد هطول الامطار..ولعل هذا العمليات الحسابية المتخصصة من أهم وأجمل ما يميز هذا القصر..وتجئ المرحلة الثالثة من بناء هذا القصر فى عهد الملك فاروق ليضيف جنا ثانيا ملاصقا لجناح جده الاكبر الخديوى عباس حلمى الثانى من الناحية الجنوبية..فضلا عن انشائه المرسى الملكى على نهر النيل (فرع رشيد) والذى كان يستخدم فى استقبال ووداع اليخت الملكى (المحروسة) والذى كان أخر ما استقله الملك فاروق فى رحلة نفيه الى ايطاليا عقب خروج ثورة 23 يوليو على فساد نظام حكمه عام 1952..وتبلغ عدد حجرات هذا القصر حوالى 84 حجرة موزعة على الادوار والاجنحة الثلاثة المكونة لكيان القصر المعمارى الفريد..
كما يوجد بالقصر برجا يقع أعلى سطحه تم بنائه بالطوب الاحمر الوردى ليتمكن الصاعد الى القصر من رؤيته هو وحدائقه الشاسعة والمرسى الملكى وقناطر ادفينا من جميع النواحى..وتحيد بهذا القصر الاثرى الفخيم مساحات غناء من الحدائق والنباتات والزهور النادرة اهديث الى كل من الملك فؤاد وابنه من بعده الملك فاروق من ملوك ورؤساء العالم آنذاك..
كما يذكر أن حل بهذا المكان الريفى الجميل ذو الخصوصية الواضح عام 1949 الممثلة الامريكية (ريتا هيوارث)(1918-1987) حيث انها كانت متزوجة حديثا من المهراجا الهندى على اغا خان زعيم الطائفة الاسماعلية ..
وكان هذا الزواج حديث الاوساط الفنية آنذاك..فقد اهداها المهراجا يوم زفافهما خاتما من الماس 120 قيراطا..وحلت ريتا هيوارث على منطقة ادفينا فى ضيافة الاميرة فائزة ابنة الملك فؤاد من زوجته الاولى الاميرة شويكار.. وتأتى ثورة 23 يوليو 1952 ..
وبدلا من ان ينال هذا التراث الاهتمام والحفاظ عليه او حتى قدرا منهما..كقيمة اثرية وتراثية تحكى جزءا كبيرا واحداثا كثيرة مرت وحدثت بين ردهاته من تاريخ مصر عقب ازمنتها وعصورها المختلفة..لكن على عكس المتوقع من المسؤؤلين آنذاك نال الاهمال وضرب بجذوره فى هذا القصر مثله مثل اغلب قصور العائلة المالكة فى ربوع مصر المختلفة..فقد تسلمته وزارة الصحة عام 1954 وحولته الى مستشفى ..
حتى جاء القرار رقم 598 لسنة 1956 والذى تضمن مصادرة املاك اسرة محمد على باشا لصالح الشعب ..
وكان من بينها هذا القصر..ليتحول بعدها هذا القصر الاثرى الى المعهد العالى للتعاون الزراعى..حتى جاء القرار الجمهورى القاسى علىأهر أمل لعودة القصر الى تاريخه ومجده ..
فقد أصدر الرئيس الراحل محمد أنور السادات قرارا رقم 542 لسنة 1974 بشأن تحويل قصر ادفينا الى كلية الطب البيطرى تابعة لجامعة الاسكندرية ..
وبدلا من أ يصبح القصر مزارا ووجهة الى الاثريين واساتذة التاريخ تحول الى مكانا وفصولا لطلبة كلية الطب البيطرى.
.ومنذ هذا التاريخ وهن القصر وتبدد شبابه ..فقد تم اهلاك ما كان يحتويه من تحف فاخرة اثرية وكنوز نادرة وتبديل بعض معالمه ومبانيه..
واستقطاع العديد من المساحات الخضراء التى كانت حول القصر بأشجارها وزهورها النادرة وتحويلها الى مبان خاصة بالكلية ..
اضافة الى قدع والتخلص من كثير من الاشجار النادر ذات الطابع الجمالى الساحر..
وكذا ظهور بعض التلفيات الخاصة بالمرسى الملكى..
حيث أن زهرة اللوتس التى كانت تميز المرسى والقصر معا سقطت هى الاخرى منذ أعوام ومازالت تبحث عن أيد متخصصة تعتنى بالجمال والتراث وتقدره..
كما صدر قرارا فى 29 يناير عام 2009 من قبل مجلس جامعة الاسكندرية بنقل تبعية مبنى القصر الاثرى الى وزارة الاثار..ا
لا ان هذا لم يحدث حتى وقتنا هذا..وفى عام 2015 استطاع الدكتور محمد سلطان محافظ البحيرة السابق ان يعيد للاذهان مرة اخرى الفصل فى النزاع القائم بين وزارة الاوقاف وجامعة الاسكندرية ووزارة الاثار وذلك بخطابه المباشر الى رئيس جامعة الاسكندريةبضرورة الاسراع بتسليم قصر ادفينا الى وزارة الاثار للستفادة منه كمتحف سياحة واثرى برشيد..يخدم اقليم البحيرة من عرض لاثارها عقب العصور التاريخية المختلفة..والذى سيحقق رواجا سياحيا واثريا للمحافظة..
مصر المحروسه . نت صوت العرب فى كل مكان .. موقع مصرى مستقل وشامل.. سياسى واقتصادى ورياضى واجتماعى وثقافى وفكرى
Next Post
- Comments
- Facebook Comments