«ترامب » يتحدى ويستفز العرب :«توسلوا إليّ قائلين لا تفعل ذلك، لا تفعل ذلك» ولكني فعلت !!يصف قراره بنقل السفارة  إلى القدس المحتلة في ذكرى تأسيس المشروع الصهيوني…

دوائر سياسية في القاهرة:خطوة استفزازية جديدة، وتحديا صارخا لمشاعر الأمتين العربية والإسلامية

 

 

مع الذكرى السبعين لإغتصاب الجغرافية الفلسطينية، وتأسيس المشروع الصهيوني في قلب الوطن العربي.. يتم تدشين أول خطوة عملية للإعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال، بنقل السفارة الأمريكية إليها، داخل مبنى حديث في حي أرنونا (جنوب القدس)، ضمن مجموعة مبان تضم الأعمال القنصلية الأمريكية في القدس، وأنّ  المقر المؤقت للسفارة في أرنونا ـ بحسب مسؤول بالبيت الأبيض ـ سيحتوي على مساحة مهيأة لمكتب السفير وفريق عمل صغير، وبحلول نهاية العام الجاري، تعتزم واشنطن افتتاح سفارة جديدة في القدس، ملحقة بمجمع «أرنونا» تسمح بتوفير مساحة مكتبية أكثر اتساعا للسفير وفريقه.. وأن استعجال نقل السفارة  جاء « ليتزامن مع الاحتفالية الإسرائيلية بذكرى تأسيس الدولة»؟!

الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لا يلقي بالا لردود الفعل العربية أو الإسلامية على المستويين الرسمي والشعبي، وجاءت تصريحاته لتحمل قدرا من «السخرية والإستهزاء» بمواقف عارضت قراره بنقل السفارة إلى القدس المحتلة .. مؤكدا أن نقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس المحتلة هو الصواب، وأنه فعل ذلك رغم توسلات ومطالبة كثير من الدول له بعد اتخاذ هذه الخطوة. وأضاف خلال كلمة له فى المؤتمر السنوي للمحافظين المنعقد فى ولاية ماريلند: «توسلوا إليّ قائلين لا تفعل ذلك، لا تفعل ذلك» !! مشيرا إلى أن الحملة المناهضة لقراره حول نقل سفارة واشنطن إلى القدس المحتلة بأنها لا تصدق، ولكنه تحدى الجميع، ولم يهتم !!

ومن المصادفات التاريخية ..عندما صدر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بتقسيم فلسطين بين العرب واليهود، كانت رائحة البارود بدأت تفوح على ربى فلسطين وتلالها، وقبل أن تبدأ العمليات العسكرية بين الجيوش العربية والقوات اليهودية ليلة 15 مايو / آيار 1948 والتي توقفت بتوقيع الهدنة في رودس في شهر فبراير / شباط 1949.. وفي تلك الأيام كانت شعوب الأمة العربية تتلقى صدمة الحدث الأكبر، وهو قيام دولة إسرائيل وسط العالم العربي وفي قلبه.

وبعد 70 عاما يعيد ترامب لصدمة الحدث الأكبر، احتفالية نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة وفي وباستفزاز صريح للأمة العربية..

وتؤكد الدوائر السياسية في القاهرة، أن أعلان وزارة الخارجية الأمريكية، مساء أمس، أن الإدارة الأمريكية تنوي فتح سفارة جديدة لها بالقدس المحتلة فى 14 مايو/ آيار المقبل، بالتزامن مع الذكرى الـ70 لإعلان دولة الاحتلال، يمثل خطوة استفزازية جديدة، وتحديا صارخا لمشاعر الأمتين العربية والإسلامية، وكشفت عن زيف تصريحات الإدارة الأمريكية.. وأن  تنفيذ الرئيس الأمريكي ترامب لقراره بنقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس المحتلة، وفي توقيت «محدد ومقصود» في ذكرى اغتصاب وطن عربي «فلسطين» وتأسيس كيان مغتصب «دولة الاحتلال»، هي خطوة يواصل بها ترامب عناده تجاه العرب والمسلمين، ليضرب بكل العهود والمواثيق التي عقدها مع قادة عرب بالمنطقة عرض الحائط.

وأيضا كشف عن زيف وعودٍ قطعها نائبه، مايك بنس، على نفسه والإدارة الأمريكية، خلال جولته بالشرق الأوسط ، الشهر الماضي، يناير/ كانون الثاني، بعدم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس إلا بعد إتمام عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

ربما يكون الرئيس ترامب توصل للإجابة عن سؤال يقول : ماذا يفعل العرب والمسلمون، وفي ظل الظروف الراهنة التي تحاصر المنطقة العربية ؟ ولكن الإدارة الأمريكية لا تستطيع أن تراهن على رد الفعل داخل فلسطين المحتلة والتي قدمت نحو عشرين شهيدا فلسطينيا بعد  قرار الرئيس الأمريكي ترامب الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، وإذا كانت ذكرى النكبة تشهد كل عام اندلاع مواجهات في أنحاءٍ متفرقةٍ من الأراضي الفلسطينية المحتلة، بين فلسطينيين وقوات الاحتلالن فإنه من المرتقب أن تشهد الأراضي المحتلة مواجهاتٍ داميةً في الذكرى السبعين، مع مضي إدارة الرئيس الأمريكي في نقل مقر السفارة رغمًا عن إرادة الفلسطينيين والشعوب العربية والإسلامية.

 

 

Comments are closed.

Verified by MonsterInsights