10 أعراض تسبق الأزمة القلبية و الذبحة الصدرية إنذار مبكر لها

0

إعداد: أشرف مرحلي

النوبة القلبية لا تباغت الإنسان فجأة، بل ترسل إنذاراً مسبقاً عبر آلام في الصدر، نطلق عليها الذبحة الصدرية، والتي تحدث أثناء بذل جهد بدني، أو بسبب التعرض لضغط عصبي شديد، خاصة في الأجواء الباردة، أو بعد تناول وجبة ثقيلة، إذ يبدأ القلب بالنبض المتسارع، طلباً لمزيد من الدم المحمل بالأوكسجين ليغذي عضلته لكي تحافظ على استمرارية النبض، فإذا كانت الشرايين الموصلة للدم إلى القلب ضيقة، فلن يصل الدم الكافي لنسيج العضلة، ما ينتج عنه نقص في كمية الأوكسجين المطلوبة، فيعبر القلب عن ذلك النقص بشكل آلام في الصدر .

يطلق الاختصاصيون على الساعة الأولى من الإصابة بالنوبة القلبية الساعة الذهبية، فإذا حصل المريض على المساعدة المناسبة خلال تلك الساعة، تتحسن كثيراً فرص الشفاء ويتجاوز الأزمة . بيد أن البعض يتردد في طلب المساعدة عند الشعور بأعراض الأزمة القلبية، خوفاً من الذهاب إلى المستشفى، ليكتشف هناك أنه لا يعاني سوى من بعض الأعراض البسيطة التي ليس لها علاقة بالقلب ولا بنوباته . لذا فمن المهم أن يتعرف الإنسان إلى الأعراض التي تسبق الأزمة القلبية ويمكن ملاحظتها قبل أيام، بل أسابيع من حدوثها . وتختلف بين الرجال والنساء، ولدى كبار السن . فإذا كانت لديك أي من عوامل الإصابة بأحد أمراض القلب، مثل ضغط الدم المرتفع، أو زيادة نسبة الكوليسترول، أو إذا كنت مدخناً، أو لدى عائلتك تاريخ مرضي، فيجب مراقبة تعرضك ل 10 أعراض من الممكن أن تكون وراء الأزمة القلبية:

1- عسر الهضم:

عسر الهضم وآلام المعدة من الأعراض التي كثيراً ما نغفلها، بالرغم من أنها قد تكون مؤشراً على احتمال الإصابة بأزمة قلبية، وربما تتفاوت هذه الآلام بدءاً بعسر الهضم المعتدل وانتهاء بالغثيان، والتشنج، والقيء . وتظهر هذه الأعراض بصورة أوضح في النساء، وفي المسنين من الرجال، ولا يدركون أنها مرتبطة باعتلال القلب .

ويقول الأطباء إن أغلبية حالات آلام المعدة والغثيان لا يكون السبب فيها بالضرورة اعتلال القلب، ولكن يجب مراقبة ظهور هذه الأعراض والانتباه إلى حدوث أي شيء لست معتاداً عليه، خاصة إذا كان بطريقة مفاجئة، ومن دون التعرض إلى الإنفلونزا، أو تناول طعام لم تألفه المعدة من قبل .

2- آلام الفك، والأذن، والرقبة، والكتف:

الآلام الحادة وتخدر الصدر، والكتفين، والذراع مؤشر لقرب التعرض لأزمة قلبية، وتظهر هذه الأعراض لدى كثيرين بصور مختلفة، فربما يشعرون بآلام في الرقبة، أو في منطقة الكتف، أو الفك، أو أعلى الأذن، أو بين راحتي الكتف، كما أوردت بعض السيدات اللاتي سبق وأصبن بالأزمة .

ويهمل الكثيرين هذا النوع من الألم لأنه غير مستمر، ما يعطينا إيحاء بأنه ألم عارض، إلا أنه ينتشر بعد ذلك وينتقل إلى الأذن، والفك .

فإذا تعرضت لآلام في الرقبة ثم تشعبت، أو انتقلت لمكان آخر، يجب أن تتوجه للطبيب فوراً .

3- العجز:

العجز من الأشياء الشائعة بين الرجال الذين يعانون من أمراض الشريان التاجي، إلا أن البعض يعاني من المشكلة ولا يتحتم أن يكون السبب فيها علة متعلقة بالقلب . وأظهرت دراسة مسحية أن رجلين من بين ثلاثة عانوا من العجز قبل تشخيص أمراض متعلقة بالقلب والأوعية الدموية لديهم .

4- الإرهاق:

استمرار الشعور بالتعب الشديد لعدة أيام يعد مؤشراً على أزمة قلبية وشيكة، بالرغم من أن أغلبيتنا يتجاهل هذا الشعور ويفسره كما يحلو له، والنساء على وجه الخصوص، عرضة للتعب والإرهاق الزائد قبل تعرضهن لأزمة قلبية، وأثبتت دراسة أجرتها المعاهد الوطنية للصحة بالولايات المتحدة في ،2010 أن 70% من النساء ذكرن تعرضهن للتعب قبل أسابيع و شهور من إصابتهن بأزمة قلبية .

5- ضيق التنفس والدوار:

عندما لا يحصل القلب على الدم الكافي، يحرم أيضاً من الأوكسجين، ما ينتج عنه صعوبة التنفس، ويشعر الإنسان كأنه في مكان مرتفع عن سطح البحر، إضافة إلى الشعور بالدوار، وعدم الاتزان، ودائماً ما يستبعد الكثيرون ارتباط هذه الأعراض بأمراض القلب، لاعتقادهم الخاطئ بأن التنفس مرتبط بالرئتين وليس بالقلب .

وفي الدراسة التي أجرتها المعاهد الوطنية للصحة بأمريكا، ذكر ما يزيد على 40% من السيدات إصابتهن بهذه الأعراض .

6- تورم القدمين:

عندما تفشل عضلة القلب في أداء وظيفتها بشكل مناسب، وتترك الفضلات في الأنسجة، يصاب الإنسان بحالة معروفة للكثيرين بالاستسقاء، أو تورم القدمين نتيجة احتباس السوائل . ويبدأ الاستسقاء عادة في القدمين، والكواحل، والساقين لبعدهم عن القلب حيث تضعف الدورة الدموية، وعندما لا تحصل الأنسجة على كميات كافية من الدم، يؤدي ذلك إلى آلام فقر الدم الموضعي .

7- الأرق:

ذكر ضحايا النوبات القلبية معاناتهم لحالات من القلق المفاجئ وعدم القدرة على النوم، بلا مبررات أو أسباب واضحة، قبل عدة أسابيع أو شهر من النوبة القلبية، ولكن يجب الإشارة إلى أن الأرق المتواصل ليس بالضرورة مؤشراً على الإصابة الوشيكة بنوبة قلبية، وفي تقرير لمعاهد الصحة الوطنية، أوردت سيدات أصبن بنوبات قلبية شعورهن كأن هناك كارثة وشيكة، فإذا كان نومك طبيعياً وشعرت فجأة بالأرق الحاد والقلق لأسباب غير معروفة، يجب التحدث إلى الطبيب .

8- أعراض الإنفلونزا:

يظن كثيرون أن تصبب العرق، ودوار الرأس، والتعب، والوهن العام، مؤشرات للإصابة بالإنفلونزا فقط، بينما يؤكد خبراء أنها أعراض تتشابه مع إلى احتمال الإصابة بنوبة قلبية، ويجب لفت الانتباه إلى أن عوارض الإنفلونزا ربما تشمل آلاماً أو ضغطاً في الصدر، وهما من أبرز أعراض النوبات القلبية . فإذا عانيت من أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا الشديدة، ولكن من دون ارتفاع في درجة الحرارة، فيجب التوجه إلى الطبيب على الفور .

ويقول اختصاصيون إنه يجب الانتباه إلى أن حدوث أزيز في الصدر أو سعال مزمن، يعد مؤشراً على قرب الإصابة بنوبة قلبية، ويعزو المرضى هذه الأعراض غالباً إلى الإصابة بالبرد أو الإنفلونزا، أو الربو، أو بمرض رئوي .

9- النبض السريع وتسارع ضربات القلب:

تسارع ضربات القلب الذي يعرف في الأوساط الطبية باسم تسارع القلب البطيني من الأعراض التي تسبق الإصابة بنوبة قلبية، خاصة إذا حدث بشكل فجائي، ويشعر المصاب بالدوار والوهن وبثقل في الصدر والقلب، كأنه يصعد مكاناً مرتفعاً، ولا تعد هذه الأعراض مؤشراً لنوبة قلبية إذا كانت نتيجة بذل مجهود شاق . ويخلط البعض بين هذه الأعراض وبين أعراض مشابهة يعاني منها عند القيام بمجهود عضلي غير معتاد .

10- الشعور بأنك لست كما كنت من قبل:

يعد هذا الشعور مؤشراً لنوبة قلبية وشيكة، بيد أنها يمكن أن تظهر لدى كبار السن (في الثمانينات أو مابعدها)، أو لدى المصابين بالخرف أو ممن يعانون من أمراض معينة، من دون أن ترتبط بالقلب . ويرى الخبراء أن هناك قاعدة جيدة يجب اتباعها دائماً، وهي ضرورة المراقبة الجيدة للأعراض التي تأتي فجأة، ولم تكن معتاداً عليها من قبل . فعلى سبيل المثال، عندما يعاني شخص نشيط ومتيقظ بطبعه بصورة مفاجئة، من تشوش الذهن، أو ضعف الذاكرة، أو التعب الشديد، والشعور بعدم الراحة، فلا يجب إهمال هذه الأعراض، وربما تنتج هذه الأعراض عن عدوى بسيطة، ولكن لا يمنع ذلك من إمكانية أن تكون مؤشراً لقرب التعرض لنوبة قلبية، فإذا شعرت بأنك تعاني من أشياء غير معتادة، أو أنك لست على ما يرام، فيجب ألا تتردد في الذهاب إلى الطبيب .

وإذا تولد لديك شك في تعرضك لنوبة قلبية حافظ على هدوئك، ولا تدع الذعر يسيطر عليك، فالخوف الزائد يتسبب في ضيق الأوعية الدموية، ما يصعب على الجسم التعامل مع الأزمة، وأثبتت الدلائل الطبية أن المصاب الذي يسيطر على مشاعره، ولا يسمح للخوف أن يتسلل إليه، تزيد فرصه للخروج سالماً من الأزمة .

وعليك التوقف عما تفعله، والجلوس أو الاستلقاء في وضعية مريحة، وإذا توفرت لديك اقراص النيتروجلسرين، تناول منها ثلاثاً أو أكثر، على فترات تفصل بينها خمس دقائق، فإذا استمر الألم، فلا بديل عن الاتصال بالطوارئ .

أما إذا لم يكن النيتروجلسرين متوفراً لديك، واستمرت الآلام المبرحة لدقيقتين أو أكثر، فعليك الاتصال بالطوارئ في الحال بعد تناول حبة أسبرين، إذا لم تكن لديك حساسية ضده . وإذا كانت حالتك تسمح بالحركة، فينصح بالتوجه إلى أقرب مستشفى فوراً، ولكن لا تقد السيارة بنفسك، وعند وصولك المستشفى لا تسمح لطاقم الطوارئ بتركك تنتظر، بل يجب عرضك فوراً على أحد الأطباء، فالانتظار لأكثر من خمس عشرة دقيقة، أملاً في ذهاب الألم، يمكن أن يكلفك حياتك، أو على الأقل يحدث تلفاً دائماً في القلب .

هذا بالنسبة لك كمصاب بنوبة قلبية، ولكن إذا تواجدت بجوار شخص شككت في أنه مصاب بنوبة قلبية، فلا تدعه يقنعك بأن ما يعاني منه ليس سوى شيء عارض لا قيمة له، فالخوف يجعل بعض الأشخاص يقللون من أهمية ما قد يتعرضون له من مشكلات صحية . عليك الاتصال فوراً بالطوارئ، فكلما أسرعت في نقل المصاب إلى المستشفى، زادت فرص الحفاظ على حياته .

وينصح الأطباء بإعطاء المصاب أوكسجين، إذا توفر لديك بالمكان، واحرص على أن يرقد في وضع مريح مع رفع الرأس قليلاً لأعلى، لحين وصول المساعدة، وإذا كنت مدرباً على إجراء الإنعاش القلبي الرئوي، فلا تتردد في القيام بذلك .

Leave A Reply

Your email address will not be published.

Verified by MonsterInsights