ليلة سقوط فتاة المرج… تخلصت من وليدها بعد اكتشاف وهم الحب وخداع المحبوب

0




كتب محمد شمروخ

لم تشك يوما فى وعده فهو قد وفى بأول خطوة وتقدم لخطبتها ووافقت الأسرة وبدت الدنيا فاردة ذراعيها تستقبل أيامها القادمة ضاحكة مبشرة بحياة سعيدة ستبرح عما قريب غيب الأحلام إلى قلب حقيقتها.

وراحا معا يرسمان معا الطريق نحو حياة زوجية سعيدة ولكنه بدأ يردد على مسامعها كلمات جديدة يرددها بكل ثقة وثبات ولا يبدو عليه سوى الإصرار على أن ما يقوله هو الحقيقة. ألا تعلمين أنه بمجرد موافقة أهلك على زواجنا وإعلان خطبتنا قد صرت زوجة لى وهذه الدبلة الذهبية فى أصبعك هى مهرك ولى عليك ولك على كل الحقوق والواجبات الشرعية؟!. ومع أن الخوف داهمها حتى الرعب من كلماته الجديدة، إلا أنها لم تشك لحظة فى إخلاصه، فلم تعرف سواه ولم تفتح أبواب قلبها إلا على وقع خطواته، كان أمامها مثالا للرجولة والوفاء بالوعد.

لم تتعود على مناقشته فى أى أمر وجعلته عينيها اللتين ترى بهما وعقلها الذى يدبر لها أمرها، ثم هو أكثر منها معرفة وفوق ذلك هو حبيب العمر فى الأمس واليوم والغد، ثم إنه لن يخلف وعده وهى لن تستطيع أن تغضبه.

ــ لا تخافى شيئا نحن لم نرتكب حراما أنت زوجتى على سنة الله ورسوله.. وما العقد إلا مجرد استكمال إجراءات وقد تحققت شروط الزواج بالإيجاب والقبول والإشهار.

لم تشك لحظة فى صدق كلامه طوال 12 شهرا بعد الخطوبة الرسمية ولا فى وعوده لها، حتى فترات انقطاعه التى بدأت تتقارب وتزيد، لم تهز يقينها بأنه لن يتخلى عنها ولكن عندما شعرت بأعراض تعرفها جيدا وأخبرته بها تغير وجهه وثار فى وجهها واتهمها بأنها أهملت فى اتخاذ الاحتياطات اللازمة حتى لا يقعا فى هذه الورطة!.

ــ ورطة؟!.. ألم تخبرنى أننا زوجان وما حدث كان حسب الشرع؟!.. فما المانع من إتمام الزواج إذن؟!.

لم يجبها سوى بالصمت القاتل ثم اختفي، بل لم يعد يرد على اتصالاتها، حتى التسويف والتعذر بظروفه المادية المتعثرة لم يعد يقدمه لها كمبررات للتأجيل ثم ما لبث أن اتخذ قرارا بفسخ الخطبة «وكل شيء قسمة ونصيب». كان يعلم جيدا أنها لن تجرؤ على البوح بأنها سلمت نفسها إليه ولن تستطيع فعل أى شيء، بل لو فعلت أى شيء سوف تكون الفضيحة من نصيبها هى ففى حى شعبى مثل حى المرج الذى تعيش فيه مع أسرتها، الفتاة فقط هى المسئولة عن خطيئتها وكأن الخطيئة ذات طرف واحد!. لم تدر ماذا تفعل بعد ارتدائها الملابس الواسعة وربط قطعة قماش على بطنها. ولكن كيف نجحت فى إخفاء أعراض الحمل تسعة أشهر؟!.

لولا أن حالات مشابهة سبقتها تمكنت فيها فتيات من إخفاء حملهن من الخطيئة لما صدق أحد أن فتاة المرج تلك استطاعت إخفاء حملها حتى داهمها المخاض فتسللت إلى أسفل العمارة التى تقيم أسرتها فى إحدى شققها وكتمت أوجاعها حتى لفظته طفلا ثم وضعته فى لفافة وتسللت به مرة أخرى إلى شقة أهلها فى غيبتهم ثم ألقت بالطفل فى منور العمارة ليسقط ميتا عقب ولادته بما لا يزيد على ساعات. ولم يمض من اليوم وقت طويل حتى شاع فى المنطقة أن طفلا حديث الولادة قد عثر عليه ميتا فى منور إحدى العمارات وبدأت اجهزة الامن بإشراف اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الامن العام تجرى تحرياتها للوصول إلى حل للغز، من خلال فريق البحث باشراف اللواء محمود أبو عمرة مدير مباحث الوزارة واللواء محمود السبيلى مساعد مدير الادارة العامة للمباحث الجنائية بقطاع الامن العام حيث كانت كل الدلائل تشير إلى أن والدة الطفل تسكن فى العمارة التى عثر على الطفل فى منورها أو عمارة ملاصقة لها وسرت شائعة بين الناس أن أجهزة الأمن ستطلب من أطباء الكشف على الفتيات فى المنطقة ولفرط سذاجة الفتاة صدقت الشائعة وأسرعت إلى أهلها لتكشف لهم عن القصة بكاملها. لكن أهلها لم يصبروا على المفاجأة فانهالوا عليها ضربا حتى لفت صراخها انتباه الجيران وكشفت عبارات سباب أهلها لها ما خشيت منه الفتاة وسرعان ما وصلت المعلومات بما حدث إلى مباحث المرج وما أن تمت مواجهتها حتى سردت تفاصيل كل ما حدث لتتحمل وحدها مسئولية خطيئتها بينما أفلت خطيبها السابق بفعلته، لأن الفتاة سلمت نفسها إليه بكامل إرادتها ولم يكن فى الأمر ما يمكن وصفه بالجريمة حسب نصوص القانون

Leave A Reply

Your email address will not be published.

Verified by MonsterInsights