سفير د. محمد نعمان جلال يكتب ل مصر المحروسة . نت:نظرة على دور الهيئة العامة للاستعلامات في خدمة سياسة الدولة ومصالحها.

0
منذ إنشاء الهيئة العامة للاستعلامات كذراع دعائي وإعلامي للدولة المصرية في الخارج اضطلعت بدور مهم عاصرته طوال حياتي الدبلوماسية منذ أن كنت ملحقا دبلوماسيا ثم مستشارا للسفارة في الهند،ثم سفيرا في الباكستان ثم في الصين،ومن قبلها مندوب مصر المناوب في الأمم المتحدة في نيويورك ثم مندوب مصر الدائم في الجامعة العربية،وهي الرحلة التي استغرقت أكثر من ثمانية وثلاثين عاما في العمل الدبلوماسي. ومن خلال تجربتي في تلك الدول لمست أهمية مندوب الهيئة أو رئيس المكتب الإعلامي،ففي نيويورك كان للمكتب الإعلامي دور بارز في نشر الأخبار الصحيحة عن سياسة مصر ،وكان على رأس المكتب في ذلك الوقت قيادة ذات مصداقية هي المرحوم عبد العليم الأبيض. وفي الباكستان،حيث كنت سفيرا،عمل معي الأستاذ رمضان الملحق الإعلامي ومن بعده المرحوم أحمد حسين،وقد قام بدور مهم جدا في متابعة وتحليل ما ينشر عن مصر في وسائل الإعلام المختلفة وكان بمثابة ذراع مهم للسفير لمصلحة مصر.كما كان المكتب الإعلامي في الصين خلال وجودي كسفير على درجة عالية من النشاط والتعاون وأتذكر المرحوم حامد  صقرالذي كان خير معين لي وللوفود الزائرة. ولأني أؤمن بدور الهيئة العامة للاستعلامات في الداخل والخارج فقد حرصت دائما على متابعة التطورات التي مرت بها ومراحل الصعود والهبوط التي تعرضت لها.كما تابعت بقلق الحملة التي تعرضت لها الهيئة قبل أكثر من عام والتي طالبت بتفكيكها وقالت أنها شاخت ولم يعد لها دور وحملتها مسئولية الصور المغلوطة التي نشرت عن مصر في الإعلام الغربي عقب ثورة الثلاثين من يونيو،على الرغم من أن غالبية مكاتب الهيئة كانت قد أغلقت لظروف اقتصادية كانت تمر بها البلاد. واستذكر الدور الإيجابي الذي كان يقوم به المكتب الإعلامي خلال رحلتي الدبلوماسية الطويلة،وحتى بعد انتهاء هذه الرحلة تذكرت مستشاريين إعلاميين أكفاء خلال عملي في دولة البحرين كمشرف علي برنامج الدراسات الاستراتيجية وحوار الحضارات بمركز البحرين للدراسات والبحوث وبخاصة الأستاذ جابر حيدروماله من نشاط وعلاقات متنوعة مع مختلف قطاعات المجتمع و كان على ارتباط دائم بالمركز وساهم بأكثر من بحث تم نشره بمعرفتي ،ومن قبله الأستاذ محمد أبو الحسن. لم أكن راضيا عن الحملة التي استهدفت الهيئة وطالبت بتفكيكها وإغلاق مكاتبها الخارجية لأنني أعرف إمكانيات الهيئة  وبعض منتجاتها المهمة خاصة في الزيارات الكبري لرئيس الدولة او المؤتمرات التي تعقد في مصر،ناهيك عن مجال البحوث أو الترجمة وغيرها. وعندما تم إسناد رئاسة الهيئة للدكتور ضياء رشوان تفاءلت خيرا،لمعرفتي بإمكانياته ودأبه كباحث وكإعلامي وتابعت تطورات الهيئة على مدار عام مضى،خاصة في مجال التعاون والرد على وسائل الإعلام الغربية ولمست النجاح الذي تحقق في هذا المجال وأدركت أن الهيئة قد عادت لدورها النشط في خدمة مصالح مصر. وقد تابعت الطريقة التي تبناها ضياء رشوان في اختيار المستشاريين الإعلاميين الذين سيتولون رئاسة المكاتب الاعلامية بالخارج وسلسلة الاختبارات التي يمرون بها حتى يتسنى اختيار أفضل العناصر. ومن خلال خبرتي،فإن نجاح رئيس المكتب الإعلامي في تأدية مهمته يرتبط بثلاثة أمور، أولها حسن اختيار الشخص الذي سيتولى هذه المهمة ، والامرالثاني المتابعة المستمرة والتواصل بين الهيئة وبين المكتب الاعلامي. والامرالثالث العلاقة  الطيبة بين المكتب الإعلامي وبين السفير الذي يعد ممثلا لرئيس الدولة، من حسن حظي  ان عمل معي شخصيات متميزةوكانت العلاقة بيننا طيبة وتلقيت كل تعاون من رؤساء المكتب الإعلامي الذين عملوا معي في الباكستان وفي الصين. وإنني إذ أهنيء الهيئة باختيار ضياء رشوان رئيسا لها وما يقوم به من تطويرلرفع مستوى الأفراد ووضع استرتيجية ناجحة لاختيار ممثلي الهيئة في الخارج،فإنني أتمنى له التوفيق . وفي النهاية أقول أن الدول المهمة،وفي مقدمتها مصر،لا يمكن أن تستغني عن مكتب إعلامي نشيط يعمل بالتكامل والتنسيق مع السفارة خاصة في الدول المهمة او الكبري. ولاشك إن حسن اختيار الافراد وتدريبهم وتعريفهم بمهام عملهم وبعلاقتهم بالسفارة ومكاتبها يجعل الجميع يعملون بروح الفريق للمصلحة المشتركة في تناغم ووئام. وما ينطبق على المكتب الإعلامي ينطبق على غيره من المكاتب الفنية الأخرى التي تلحق بالسفارات ،وقد كان من حسن حظي أن التناغم المطلوب قد تحقق مع جميع المكاتب الفنية في السفارات التي توليتها.
Leave A Reply

Your email address will not be published.

Verified by MonsterInsights