محمد العــزبى يتذكر  30 سنة من الشغل اللذيذ

كلما لاح في الأفق حبس صحفي أتحسس قلمي .. أخال " السن " انقصف ؛ وأخشي أن ترتعش يدي ؛ مع أنني لست معارضا أتجاوز حدودي أو مشاغبا تطيش كلماتي .. أو في قلبي هوي

0
  • لا أدافع عن مهنتي فأنا أول من يوجه اللوم.. ولا أكابر تبريرا لبعض ما يكتب   ويقال.. كما انني لا أباهي بأيام زمان. فلكل عصر أوان. 
يخطيء الإعلام بكثير مما يدعو له وهو غير مقتنع به. وليس السبق الصحفي هو تسليط الأضواء علي أشخاص وأفكار بالية لمجرد انها مشهورة أو موضة!  هناك دائما من يكره النور ويصرخ كلما انكشفت عورته: “الحق علي الاعلام” متجاهلين ان الصحف لا تصنع الأخبار والأخطاء وانما تنقلها وتسلط الضوء عليها.  اقرأوا الصحف فهي صوتكم إلا قليلا.. ولا تصدقوا الحكام الذين تصيبهم أمراض الكذب.  من الذي أفسد الصحافة وأرادها مسخا؟ ومن الذي يجعل من الحاكم بهلوانا؟.. منها لله سجون السلطان وعطاياه.. ولا غفر الله لمستشاريه ووزرائه. هل أصبحنا حقا خدم السلطان أيا كان؟.. وهل تعودنا ألا تعجب الصحف أولي الأمر والنهي علي كل لون.. خوفا من كشف المستور أو خجلا مما يفعلون أو حرصا علي السر في بير أو لله في الله؟
  •    سمعت ” فاطمة المعدول ” الكاتب الفنان ” يوسف ادريس ” يسإل مؤلفا محترماورجل طيب : مش انت كنت بتكتب تقارير .. رد الثاني بسرعة : أبدا أنا كنت بس بإصلح العربي

 30 سنة من الشغل اللذيذ

عشت في ” الجمهورية ” كل أيامي وسنين عمري ، عاشقا لمبناها القديم فلما انتقلت الي المبني الكبير علي شارع ” رمسيس ” لم أجد لي فيه مكانا لائقا فأرحت واسترحت وأصبحت أكتب بالفاكس وأتواصل بالتليفون وأنفعل بأخبارها عن بعد فالجريدة صورة من مصر صعودا وهبوطا ، قلقا وأملا ، تنحاز للبسطاء ولا تتغير مهما توافد عليها من رؤساء تحرير حتي ولو كانوا ليسوا منا أدين لها بالفضل وأغير عليها – أحبها مهما جري منها تعلمت فيها ومنها كل شيء فقد كانت – وأرجو أن تبقي – جامعة حرة تلتقي فيها كل الأجيال كنا أسرة واحدة يتنافس أبناؤها ولا يختلفون .. يجتمعون علي نصرة البسطاء والوقوف إلي جانب الشعب ، حتي ولو غضب الحكام تغيرت النظم وتبدل الرؤساء وبقيت ” الجمهورية مثلما بدأت وأختار مواقفها محرروها دون إتفاق يكاد يكون كل أدباء مصر ومفكريها قد مروا بها ورأوها منبرا وطنيا يتيح للجميع أن يبدعوا ويكاد معظم الصحفيين قد بدأوا عملهم في ” الجمهورية ” قبل أن ينطلقوا مغردين في بلاط صاحبة الجلالة لا أصدق أنها تعدت سن الستين ، وأري في عيون البعض وقلوبهم نوايا إحالتها – وباقي الصحف القومية – الي المعاش ، أو يتركوها تغرق في ديونها التي لا ذنب لأهل الدار فيها .. يزعمون أنهم يطلقون عليها رصاصة الرحمة لا أريد أن أفسد فرحة شباب ” الجمهورية ” في يوم عيدها ، فلا يقال أنه واحد من العواجيز لم يعد قادرا علي اطلاق الزغاريد .. ولكنني أخشي – لشدة حبي – أن تطفأ أنوار الشموع ليس هذا مجال الذكريات و الحواديت، أو دعوة للنصح والإرشاد ، أو الشكوي والإنتقاد ، إنما هي دعوة للمواجهة بالحب والإتحاد ، فنحن في زمن صعب ، أحسب أن هناك كثيرين يتربصون بنا ، أقصد بشعبنا ، وقد  كل سنة ونحن جميعا بخير وعقبال ميت سنة كما يقولون ، فيصبح أصغر محرر شيخا مثلي ، بل ليس مثلي ، أرجو أن يحتفظ بشبابه وحماسه وثوريته  احتفلنا بعيدها الستين ونحن جميعا نعرف أن ” جمال عبد الناصر ” هو الذي أنشأها لتكون صوت الثورة — ولكن زميلنا الصحفي المدقق بسنوات خبرته مراسلا لأخبار اليوم في المانيا ” محمد فهمي ” كشف سرا آخر سمعه من أصحابه الحقيقيين ، من عمه ” حسين فهمي ” أول نقيب للصحفيين بعد ثورة يوليو والذي ولدت جريدة ” الجمهورية ” علي يديه وقد أنفق عليها في البدايات الأولي من ماله الخاص كان ” حسين فهمي ” رئيسا لتحرير جريدة ” الزمان ” التي كان يملكها ” ادجار جلاد باشا ” أحد نجوم العصر الملكي ، وكان” جلال الحمامصي ” سكرتيرا للتحرير يساعده ” موسي صبري “ وكان ” حسين فهمي ” يعرف ” جمال عبد الناصر ” منذ سنة ١٩٣٥ عندما التحق عبد الناصر بكلية الحقوق وتطورت العلاقة بعد الثورة ؛ وكان يتردد علي منزل ” حسين فهمي ” بالجيزة في اجواء من الثقة والصراحة .. في احدي هذه الجلسات طرح عبد الناصر فكرة تطهير الصحافة والإطاحة بمن يهاجمون الثورة في جلساتهم الخاصة وأشار إلي اسم شاعر كبير يهاجم الثور ة كل ليلة من فندق ” هيلتون قال ” حسين فهمي ” : الحل إن الثورة تعمل صحافتها اشتري ” حسين فهمي ” المطبعة من ” ادجار جلاد ” وباع الأرض الزراعيةالتي ورثها عن والده وما استطاع بيعه من اراضي والدته ” أمينة هانم ابنة برهان باشا نور ” ودفع لادجار جلاد المبلغ الذي اتفق عليه تم الإتفاق علي تعيين ” أنور السادات ” مديرا عاما للجمهورية بشرط ألا يتدخل في التحرير ولكن السادات كتب مقالا بعنوان ” الصاغ الأحمر” هاجم فيه عضو مجلس قيادة الثورة ” خالد محي الدين ” ورفض” حسين فهمي” إرساله إلي المطبعة- واعترض السادات وقال : أنا مقالاتي تنزل من عندي للمطبعة، ما تروحش لرئيس التحرير وترك ” حسين فهمي” الجمهورية ؛ واقترح عليه جمال عبد الناصر تأسيس صحيفة أخري، فكانت جريدة ” الشعب” إلا أن نفس الأمر تكرر مع ” صلاح سالم” الذي كان قد عين مديرا عاما للجريدة بسبب مقال كتبه أثناء العدوان الثلاثي بعنوان” لماذا فشلنا في الدفاع عن السويس” وتكرر الصدام وقرر ” حسين فهمي” اعتزال الصحافة وظل بلا عمل سنوات إلي أن قرر عبد الناصر تعيينه رئيسا لتحرير جريدة ” الأخبار” سنة ١٩٦١
  • وهناك رواية أخري تقول بأن الاستاذ ” محمد صبيح ” هو من كان أول من رشح رئيسا لتحرير جريدة ” الجمهورىة ” عند انشائها .. كان ” عبد الناصر ” يعرفه قبل الثورة عندما التحق بحزب ” مصر الفتاة ” الذي كان ” صبيح ” سكرتيرا عاما للحزب .. وكان ” انور السادات ” يعرفه اذ لجأ اليه لمساعدته علي الاختفاء أثناءمطاردة البوليس السياسي للسادات قبل الثورة ؛ أخفاه ” صبيح ” في شقته الصغيرة بالعباسية ؛ ثم تزامل الاثنان في سجن الاجانب ومعتقل الزيتون وماقوسة في المنيا ومع ذلك رفض السادات اقتراح عبد الناصر اختيار صبيح رئيسا لجرىدة الثورة كذلك رفض ” صلاح سالم ” بعد ذلك ترشيح عبد الناصر لصبيح رئيسا للتحرير ؛ ولم ينفذ القرار .. تردد أن ” كامل الشناوي وحسين فهمي ” قالا لصلاح سالم سوف يتعبك !!
                    
Leave A Reply

Your email address will not be published.

Verified by MonsterInsights