في قلب أرض الأكراد بتركيا.. الغضب يغلي بسبب الحرب السورية

وردد المشاركون في الاحتجاج ”تحيا مقاومة عفرين“.

0
من دارين بتلر ديار بكر (تركيا) (رويترز) – حول عشرات الآلاف من أكراد تركيا احتفالا ثقافيا سنويا يوم الأربعاء إلى احتجاج سياسي جماهيري نادرا ما تشهد منطقتهم مثله على الحملة العسكرية التي تشنها الحكومة التركية منذ شهرين على جماعة كردية في سوريا. وفي تجمع جماهيري بمناسبة عيد النوروز احتفالا بمقدم الربيع بمدينة ديار بكر بجنوب البلاد، قال المتظاهرون إن أنقرة تجازف بإثارة العنف في الداخل إذا ما واصلت هجومها في سوريا. وكان هذا التجمع أول مظاهرة شعبية كبرى اعتراضا على الحملة العسكرية في سوريا التي يقاتل فيها الجيش التركي وحدات حماية الشعب الكردية. وتعتبر تركيا هذه الوحدات امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور. وجاء الاحتجاج بعد أيام فقط من اجتياح القوات التركية مدينة عفرين السورية. وفي مدينة لا تزال تحمل ندوب اشتباكات بين حزب العمال الكردستاني والقوات التركية، تشابكت أيدي الشابات والشباب ورقصوا معا على أنغام الموسيقى التقليدية الكردية تحت شمس الربيع الدافئة وهتفوا لعفرين ولزعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان.   وتخضع التجمعات الجماهيرية السياسية لقيود مشددة في ظل حالة الطوارئ السارية في تركيا في أعقاب الانقلاب الفاشل في 2016. وألقت السلطات القبض على المئات في تركيا قبل التجمع الحاشد في ديار بكر بتهمة تنظيم احتجاجات بالمخالفة للقوانين. ويوافق الاحتفال بعيد النوروز بداية السنة الفارسية الجديدة مع الاعتدال الربيعي ومنذ عهد بعيد يمثل مصدرا للفخر الوطني لدى الأكراد الذين يمثلون نحو خمس سكان تركيا ويتركزون في جنوب شرقها. وفي كثير من الأحيان كانت المظاهرات المصاحبة لهذا العيد تؤدي إلى أعمال عنف خلال حركة التمرد التي بدأها حزب العمال الكردستاني قبل نحو 40 عاما. وشهد جنوب شرق تركيا تصعيدا للعنف بعد انهيار وقف إطلاق النار بين الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني في عام 2015. وما زال جانب كبير من وسط ديار بكر التاريخي في حي سور الذي تحيط به أسوار ترجع للعصر الروماني عبارة عن أطلال. ورغم أن الاشتباكات في تركيا هدأت منذ ذلك الحين فقد أثارت حملة الجيش ضد وحدات حماية الشعب على الجانب الآخر من الحدود المشاعر بين أكراد تركيا. وقد تعهد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بتوسيع نطاق الهجوم على عفرين ليشمل مناطق أخرى تسيطر عليها وحدات حماية الشعب. وقال ضياء بير عضو البرلمان من حزب الشعوب الديمقراطي المعارض المؤيد للأكراد إنه إذا حدث ذلك ”فلن تحدث قطيعة عاطفية فقط بين تركيا والأكراد هنا بل سيزداد الأمر سوءا ولا يريد أي منا أن يشهد ذلك“. ويرتبط كثير من أكراد تركيا بعلاقات مع وحدات حماية الشعب والصراع الدائر على الجانب الآخر من الحدود. وقالت امرأة مشاركة في الاحتجاج إن ابنتها تركت الجامعة للانضمام إلى وحدات حماية الشعب بعد اعتقالها وتعذيبها في ديار بكر وإنها حاربت تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا حيث لقيت حتفها. وقالت الأم إن إحدى بنات عمها توجهت إلى عفرين أيضا ومازال مصيرها مجهولا. * ”حتى إذا متنا“ قالت المرأة لرويترز ”أبنائي الباقون على قيد الحياة وأنا سنواصل هذا الكفاح حتى إذا متنا“. وتقول حكومة إردوغان إن هجومها يستهدف مسلحين يمثلون خطرا مباشرا على الأمن التركي. وقال سردار بوداك الرئيس المحلي في ديار بكر لحزب العدالة والتنمية التركي الحاكم إن أعداء تركيا هم وحدات حماية الشعب لا الأكراد. وقال بير إنه لا يوجد ”مبرر ملموس“ لكي ترسل تركيا قواتها إلى شمال سوريا. وأضاف أن نزوح 200 ألف شخص في عفرين وأعمال النهب التي قام بها الجيش السوري الحر المعارض المدعوم من تركيا تبين أن ”ما فعلته تركيا خطأ ليس بالمعنى القانوني فحسب بل بالمعنى الإنساني أيضا“. وانتقد سياسي آخر من أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي غياب التدخل الدولي لمنع ما وصفه بالاحتلال التركي لعفرين. وردد كثيرون من المشاركين في الاحتجاج هذا المعنى ورفعوا أعلام حزب الشعوب الديمقراطي ذات اللونين الأرجواني والأخضر. وقال المزارع طارق دالكيران (52 عاما) ”عفرين تخص الأكراد. لكن تركيا احتلتها. وفر مئات الآلاف. ولم تفعل بريطانيا وفرنسا وأمريكا أو أي أحد شيئا. أنا فقدت الثقة بالغرب“. إعداد منير البويطي للنشرة العربية – تحرير محمد اليماني
Leave A Reply

Your email address will not be published.

Verified by MonsterInsights