محمد كعوش يكتب: رئیس قوي.. دولة قویة!!

0
عرف المرشح للرئاسة فلادمیر بوتین كیف یختار شعار حملتھ الانتخابیة لجذب الناخبین الروس الى صنادیق الاقتراع وتأییدھم لھ في المرحلة الحاسمة التاریخیة. خاض بوتن معركتھ تحت شعار « رئیس قوي.. روسیا قویة «، وھو الشعار الذي یلبي طموحات وآمال وتطلعات الشعب الروسي في مواجھة التحدیات الاقتصادیة والسیاسیة والعسكریة في المرحلة الراھنة. والحقیقة أن الانتخابات الروسیة كانت منظمة منضبطة، وتمت بسھولة لافتة، حتى قیل إن احد رواد الفضاء الروس ادلى بصوتھ وھو في محطتھ الفضائیة، وبھذه المناسبة لا نرید أن نقول إن ما حدث في روسیا ھو « عرس دیمقراطي»، فلنترك « الأعراس « لدول العالم الثالث،أما الدیموقراطیة فلنتركھا للدول الغربیة والمتشبھة بھا، لأنھا بضاعة أمیركیة كاسدة، تستخدم كسلاح ضد الدول والشعوب المناھضة للھیمنة الأمیركیة. ومن خلال قراءة واقعیة متأنیة لنتائج الانتخابات الرئاسیة في روسیا نجد ان المعركة بنتائجھا كانت فاصلة بین تاریخین، لأن نتائج الاقتراع لم تجدد لبوتن وتعیده الى الكرملین وتنصیبھ رئیسا لروسیا فحسب، بل تم تطویبھ زعیما لروسیا، فاصبح قیصرھا الأكبر الجدید، كما أن فوزه ّ كرس ولادة عالم متعدد الأقطاب، رغم كل حملة التشویش والشغب الغربیة التي بلغت الذروة عشیة الانتخابات، والتي وصلت الى حد التلویح والتحدي المعلن بتوجیھ ضربة صاروخیة لسوریا، وكذلك توجیھ اتھتامات لموسكو باستخدام الغاز لتسمیم الجاسوس المزدوج سكریبال. ھذه الاتھامات الاستفزازیة لم تتوقف عند حدود الموقف البریطاني بل تجاوزتھ نحو العمق الأوروبي، فسارعت فرنسا والمانیا الى اعلان موقفھما المؤید والداعم لحكومة تیریزا ماي، وكذلك الولایات المتحدة التي حاولت جر العالم نحو حافة الھاویة بھدف اضعاف موقف بوتین في معركتھ الرئاسیة. لكن بوتین ادرى بواقع بلاده الداخلي ویعرف تطلعات الشعب الروسي، الذي رد على الحراك الاستفزازي الغربي بمزید من الالتفاف حول قیادتھ فكان ھذا الفوز الكاسح لبوتین. وبھذه المناسبة من الضرورة التذكیر بدور وحصة الحزب الشیوعي الروسي، وكان من الممكن أن تكون حصتھ اكبر لولا وجود مرشحین شیوعیین اثنین في معركة واحدة، ولكن الثابت أن الوجود الشیوعي في الساحة الروسیة یشبھ الوجود الناصري في الشارع المصري، أي انھم یمثلون حضور الماضي الجمیل فحسب. وھنا نعترف بأن نتائج الانتخابات الروسیة استفزت واغضبت الغرب، فحدثت اتصالات مكثفة بین قادة عدد من الدول الآوروبیة، لدراسة كیفیة الاستمرار في خلق العراقیل والمتاعب في طریق «الزعیم الروسي»، وربما تصل للمطالبة بفرض عقوبات جدیدة ضد روسیا ومحاصرتھا اقتصادیا، ولكن یبدو أن قادة ھذه الدول المتحمسة والمندفعة في مواجھة موسكو، من الذین یریدون مداعبة النمر الروسي، ولا أقول الدب الروسي الذي اصابتھ الشیخوخة، ھؤلاء یعولون على الموقف الأمیركي، ولكنھم لا یعرفون الى این ستوصلھم ھذه الطریق.
Leave A Reply

Your email address will not be published.

Verified by MonsterInsights