قصر أيام السنة ال 366 "الشهير بجناكليس" من قصور البحيرة التى رحل عنها التاريخ

0
تقرير ..تامر مشالى
حتى ما يقرب من عامين او اكثر قد مضيا ..لم تكن هناك معلومة واضحة ومباشرة للعامة من الناس بأن هناك قصرا جمهوريا فى ريف او أحد ربوع البحيرة حتى هبت عاصمة هوائية محملة بالرياح العاصفة لتشتعل معها النيران فى بعض النباتات العشوائية والاحراش النامية فى حدائق القصر الجمهورى بمنطقة جناكليس بمركز ابو المطامير ..والتى انتقلت بدورها لتلتهم الكثير والكثير من اشجار الموالح والكروم المزروعة حول القصر الاثرى..لتهرع بعدها عربات الاطفاء من الدفاع المدنى بالمحافظة للسيطرة على الحريق قبل ان يقضى على ما تبقى من تاريخ يذكر لهذا القصر
القصر الجمهورى بجناكليس ..كان قد عهد ببنائه وتشييده الى الخواجة اليونانى نيكولاى لابياركوس  الشهير بجناكليس عام 1948 على غرار الطراز الايطالى..والذى استقدم خلال هذا العمل المعمارى المميز مجموعة من اشهر الفنانين الالمان..وتبلغ المساحة الكلية للقصر حوالى 30 فدانا ..
ويقع مبنى القصر فى وسطها على مساحة 5 افدنة والباقى مزارع موالح وكروم..
ويتكون هذا القصر من 6 ادوار ..موزعة على 366 حجرة قيل انها على عدد ايام السنة..وتبدل الامر بطبيعة الحال التاريخى والتحول السياسى الذى مرت به مصر بعد ثورة 1952.. حيث امر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر باسناد عملية الترميم والاصلاح بالقصر الى شركة مقاولات وذلك لانشاء مبنى لشئون الافراد ومبنى اخر للسكرتارية وجراج يسع لاكثر من 20 سيارة خاصة بالموكب الرئاسى وقتها..وكذا بناء محطة للكهرباء واخرى للبنزين لامداد السيارات بالوقد ومغسلة لملابس الخاصة بالضيوف..
وعندما جاء الرئيس انور السادات الى سدة الحكم امر هوالاخر باضافة مهبط للطائرات ..ومبنى للثكنات العسكرية..ومحطة لرفع  المياه من ترعة النوبارية التى تقع عليها مباشرة ..كما عقد بالقصر الجمهورى بجناكليس مؤتمرا صحفيا القى فيه السادات كلمة حال زيارته لمحافظة البحيرة عام 1977..كما تم استقبال العديد من الوفود العربية والاجنبية مثل الملك الراحل حسين ملك الاردن..والرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات وكذا السلطان العمالى الحالى قابوس من سعيد..وكذا وزير الدفاع الاسرائيلى الاسبق عيزرا وايزمان..
كما شهدت اروقة وجنات هذا القصر احداثا تاريخية هامة فى تاريخ وعمر مصر ..فقد كان هذا القصر مقرا لاقامة الوفد الاسرائيلى وقت التحضير لاحداث عملية السلام الدوليه كامب ديفيد..كما كان مقرا لاقامة الرئيس السودانى الاسبق جعفر نميرى وقت وقوع انقلاب عسكرى عليه فى الثمانيات من القرن الماضى ..حينما طلب من مصر اللجوء السياسى لديها..فمنحه النظام الاسبق هذا الحق مباشرة..
ولا يغيب عن الذاكرة التاريخية من رصد حى وواقعى لمثل هذه المبانى الاثرية الهامة..ان الحالة الامنية والخدمية للقصر كانت على اعلى درجة من الاستعدادات والكفاءة حتى عام 1995..وقد كان القصر الجمهورى لا يكلف الرئاسة اى شئ من الناحية المادية ..حيث ان جميع الموظفين والعاملين به كانوا منتدبين من مصالح وجهات حكومية مختلفة وكانوا يتقاضون رواتبهم من جهاتهم الاصلية ..الا ان قرارا مجهول المصدر والمعلومة قدر صدر عام 1996 بأحقية هذا القصر الاثرى الفريد الى الهيئة العامة للاستصلاح الزراعى..وعليه فقد تم تسريح جميع العاملين بالقصر وعودتهم الى وظائفهم الاولى من جديد..هذا غير العدوان الذى وقع على حرم القصر من تعدى على مساحته الزراعية ومن اهمال ونهب وسرقة لجميع محتوياته الثمينة..وليبقى بعدها القصر خاويا على عرشه وجدرانه..الا من الاشباح والاهمال..وكمحاولة لصد هذا العدوان الذى كان حاصلا من قبل قرر الدكتور ممدوح الدماطى وزير الدولة الاسبق للاثار وحفاظا على مثل هذه الاماكن الاثرية الهامة قرر تسجيل القصر طبقا للبند رقم 2 من المادة رقم 1 لقانون الاثار رقم 17 لعام 1983 والتى تتضمن ان يكون المبنى المسجل له قيمة اثرية وتاريخية وفنية باعتباره مظهرا من مظاهر الحضارة المصرية.
Leave A Reply

Your email address will not be published.

Verified by MonsterInsights