" مصر المحروسة . نت " فى صدارة اخبار الاحداث الصحفية والثقافية فى وكالات الانباء والمواقع الاخبارية .. يسرى السيد : موقعنا مستقل بعيدا عم اموال رجال اعمال وسطوة المؤسسة .. موقعنا شاملوساحة لجميع الاتجاهات الفكرية والثقافية والإبداعية فى مصر والعالم العربى"

"مصر المحروسة .نت "صوت كل المصريين والعرب ككل في كل مكان وهدفه رفع وعى ووجدان وإبداع أبناء هذه الأمة فى كل مكان وربطهم بقضايا أمتهم المصيرية".

0
توقف “جهة الشعر” يثير جدلًا حول مستقبل الصحافة الثقافية
أ ش أ
 بقدر ما أثار توقف موقع “جهة الشعر” على شبكة الإنترنت من شعور بالأسى لدى الكثير من المثقفين العرب فإنه يثير جدلا حول مستقبل الصحافة الثقافية سواء كانت ورقية أو الكترونية فيما يعيد للأذهان ارتباط الصحافة بالثقافة كما يتجلى في أسماء كبيرة في عالم الصحافة بمصر والعالم العربي ككل.
كان الشاعر البحريني الكبير قاسم حداد قد أعلن مؤخرا عن توقف الموقع الإنترنتي “جهة الشعر” الذي يعد أحد أعرق المواقع الشعرية العربية وأقدمها على الشبكة العنكبوتية، فيما أوضح هذا المثقف العربي الكبير الذي ولد عام 1948 أن توقف موقع “جهة الشعر” الذي انطلق عام 1996 جاء بسبب مشاكل تتعلق بالتمويل.
بقدر ما أثار الإعلان عن توقف “جهة الشعر” من شعور بالأسى بين المثقفين العرب فإنه لفت الأنظار أيضا إلى أن مايعرف بأزمة الصحافة الثقافية طالت الصحافة الإلكترونية بعد أن نالت من الصحافة الثقافية ذات الإصدارات الورقية.
بأسى ظاهر في كلماته قال الشاعر والناقد والأكاديمي اللبناني عقل العويط “في كل يوم يغلق منبر للشعر والأدب”، فيما أبدى معلقون آخرون تحسبهم من احتمال توقف المزيد من المواقع الثقافية على شبكة الإنترنت.
 

“موقع مصر المحروسة.نت

إذ ظهر موقع مصري جديد على شبكة الإنترنت بعنوان “موقع مصر المحروسة.نت” فإن رئيس تحرير هذا الموقع يسري السيد يوضح أنه لايمكن وصفه “بالموقع الثقافي” وإنما هو”منبر صحفى إلكتروني مصري جديد شامل ومستقل وساحة لجميع الاتجاهات الفكرية والثقافية والإبداعية فى مصر والعالم العربى”.
قال الكاتب الصحفي يسري السيد رئيس مجلس الإدارة ورئيس تحرير “مصر المحروسة.نت”، “إن هذا المنبر الصحفى الشامل الجديد على شبكة الإنترنت هو موقع مستقل ومتنوع ويسعى لأن يكون “صوت كل المصريين والعرب ككل في كل مكان وهدفه رفع وعى ووجدان وإبداع أبناء هذه الأمة فى كل مكان وربطهم بقضايا أمتهم المصيرية”.
مع تسليمه بوجود أزمة تواجه الصحافة الثقافية العربية وإشكالية التمويل، أوضح يسري السيد – الذي يعد من أصحاب التجارب المميزة في مجال الصحافة الثقافية والسياسية بجريدة الجمهورية – أن هذا الموقع الإلكتروني الجديد ينشر موضوعات تجمع ما بين الأدب والفنون والسياسة والاقتصاد والرياضة بنظرة ثقافية معمقة لتقديم وجه مصر الحقيقي والانتماء القومى والعروبى.
لاحظ الكاتب الصحفي المصري المتخصص في الشأن الثقافي سيد محمود أن موقع “جهة الشعر” ليس أول موقع ثقافي عربي يهتم بالشعر ويتوقف، معيدا للأذهان أن موقع “قصيدة النثر” للشاعر المصري عماد فؤاد توقف قبل ذلك بسنوات على شبكة الإنترنت.
اعتبر سيد محمود أن توقف موقع “جهة الشعر” للشاعر قاسم حداد يعني أن “الشعراء يخسرون أرضا جديدة”، غير أن معلقين آخرين رأوا أن توقف هذا الموقع الثقافي يوضح مجددا لأزمة شاملة تواجه الصحافة العربية مثلما تبدى في نهاية عام 2016 عندما توقفت صحيفة لبنانية كبيرة وشهيرة وهي صحيفة “السفير”.
رأى الكاتب طلال سلمان رئيس تحرير جريدة “السفير” أن الصحافة العربية تعيش محنة قاسية، معتبرا أن هذه المحنة “لاتفقدها دورها التنويري فحسب بل هي تتهددها في وجودها ذاته”، وأكد على أن الصحافة العربية “تحتضر”.
أشارت بعض الطروحات إلى أن توقف صحيفة السفير يأتي في زمن عربي تتراجع فيه الثقافة والصحافة فإن هذه الصحيفة ذات “النفس القومي العربي” نهضت بدور كبير في مواجهة حالة “الأنيميا الثقافية” التي نالت من رونق الكلمة ونضارة الصحافة وبدت تحوي جرعة ثقافية مكثفة ودالة على قدرات كتابها وإمكانية الكتابة الأفضل في سياقات العولمة دون أن يغفل لحظة عن هموم الوطن الصغير أو الوطن العربي الكبير من الماء للماء.
في سياق تناوله لهذه الأزمة وبعد أن استعرض أسماء شهيرة في عالم الصحافة اللبنانية والعربية مثل سعيد فريحة وغسان تويني ونبيل خوري ووليد أبو ظهر وملحم كرم، رأى الكاتب الصحفي سمير عطا الله الصحافة هي “مهنة الشغف لا الاحتراف”..كما لفت هذا الكاتب الصحفي الكبير إلى أن “كتاب الصحافة اللبنانية كانوا كبار شعراء وكتاب لبنان” مستشهدا بأسماء مثل “أمين نخلة والأخطل الصغير وسعيد عقل وفؤاد سليمان والياس ابو شبكة والشيخ عبد الله العلايلي وعمر فاخوري وحسين مروة وتقي الدين الصلح وفيليب تقلا”.
في عام 2012 توقفت مجلة “الآداب” البيروتية التي كانت تحظى كإصدار ثقافي ورقي بحضور كبير لدى المثقفين العرب منذ أن أسسها الدكتور سماح إدريس في عام 1953 وكذلك اضطربت دورية الصدور لمجلة “بدايات” الفصلية الثقافية اللبنانية التي أسسها في عام 2012 المؤرخ والمفكر فواز طرابلسي.
يعيد ذلك كله للأذهان أسماء مجلات ثقافية عربية توقفت على مدى سنوات طويلة ودخلت في ذمة تاريخ الصحافة لكنها مازالت حتى الآن تثير شجن عشاق الكلمة بل وتباع مجموعاتها القديمة بأسعار عالية بقدر ماهي دالة على قيمتها. الشاعر البحريني
إذا كانت مجلة الرسالة التي أسسها الكاتب أحمد حسن الزيات صدرت يوم 15 يناير 1933 كانت منبرا لأقلام كتاب وأدباء ومفكرين مثل عباس محمود العقاد ومحمد فريد أبو حديد ومصطفى صادق الرافعي وأحمد أمين والدكتور أحمد زكي ومحمود حسن إسماعيل قد توقفت في 15 فبراير 1953 فإن مجلات ثقافية أخرى قد توقفت بعد ذلك بسنوات مثل مجلات “أبولو والكاتب والجديد وسطور ووجهات نظر”.الصحافة الثقافية المصرية ارتبطت بأسماء لمفكرين وأدباء وكتاب كبار مثل عباس محمود العقاد وطه حسين وحسين مؤنس وحسين فوزي وأحمد حسن
                                                                                                                                الشاعر البحريني الكبير قاسم حداد
الزيات ويوسف إدريس ولويس عوض ووديع فلسطين والدكتورة سهير القلماوي وأحمد عباس صالح وصالح جودت وصلاح عبد الصبور وكمال النجمي ورجاء النقاش وجمال الغيطاني أول رئيس تحرير لجريدة أخبار الأدب التي صدرت عام 1993 عن مؤسسة أخبار اليوم.
تعد مجلة الهلال أطول المجلات الثقافية المصرية والعربية عمرا وهي التي تصدر في مطلع كل شهر بلا انقطاع منذ أكثر من قرن وربع القرن حيث صدر أول عدد منها في الأول من سبتمبر عام 1892 لتنهض بدور رائد في تحديث الفكر العربي ودعم ثقافة التطور مع الحفاظ على الأصالة.
أسس الكاتب والمؤرخ جرجي زيدان هذه المجلة الثقافية المصرية العريقة من قلب القاهرة في إشارة دالة على الدور الثقافي والصحفي الذي لعبه المثقفون من أبناء الشام في مصر التي احتضنتهم وأتاحت لهم البيئة الثقافية الملائمة للنجاح، فيما اعتبر جرجي زيدان في فاتحة العدد الأول من “الهلال” أن قيمة العمل الصحفي في الوصول للقاريء وإرضاء ذوقه وإشباع حاجاته العلمية والثقافية.
المجلات الثقافية المصرية العتيدة ومن بينها المقتطف التي توقفت منذ سنوات بعيدة عن الصدور كانت تشكل منبرا مفتوحا لكافة الآراء واهتمت بقضايا كبرى مثل تحديد هوية مصر والتركيبة النفسية والعقلانية والذوقية للمصريين ليدلي مثقفون كبار مثل طه حسين وعباس محمود العقاد وتوفيق الحكيم وزكي مبارك وإبراهيم عبد القادر المازني بدلوهم في تلك القضايا الهامة.
واقع الحال أن علاقة مثقف مصري مثل وديع فلسطين مع “شاعر القطرين” خليل مطران كانت تعبر عن تفاعل ثقافي عربي خلاق حيث ارتبط هذا المثقف المصري أيضا بعلاقات وثيقة مع مثقفين من لبنان أو من كانوا يوصفون “بالأدباء الشوام” مثل فؤاد صروف وفارس نمر ونيقولا الحداد وخليل ثابت وابنه كريم ثابت وانطون الجميل ونجيب كنعان وقد أسهموا بإيجابية في إثراء الصحافة والثقافة في مصر.
إذ عرفت مجلة الهلال كتاباته الثقافية المشوقة يقول وديع فلسطين عن هؤلاء المثقفين الشوام إن أغلبهم كان يقيم في حي “الفجالة” أو “الظاهر” و”السكاكيني” دون أن يغفل ذكر الأديبة الكبيرة مي زيادة وصالونها الثقافي الشهير في قاهرة بنجوم ذاك الزمان مثل احمد لطفي السيد وعباس العقاد.
من المفارقات فى مسيرة الراحل العظيم محمد حسنين هيكل الصحفية – الثقافية المديدة أن منصب رئاسة تحرير مجلة الهلال الثقافية العريقة عرض عليه وهو مازال فى شرخ شبابه لم يتجاوز العشرين عاما إلا بسنوات قليلة، فيما كان نقيب الصحفيين الراحل والكاتب الكبير كامل زهيرى الذي قضى في 24 نوفمبر عام 2008 قد باح يوما ما بأنه يعتبر أن أكبر أخطائه تركه رئاسة تحرير مجلة الهلال بمتعتها الثقافية حتى وأن كان قد ان

تقل لمواقع قيادية أعلى فى الصحافة المصرية.
أما محمد حسنين هيكل الذي قضى في 17 فبراير 2016 فقد ظل يحلق بين الصحافة والسياسة بزاد ثقافى أصيل وقدم نموذجا رفيعا لاهتمام الصحافة بالثقافة خلال سنوات رئاسته لجريدة الأهرام.
يقول الناقد والأكاديمي ووزير الثقافة الأسبق الدكتور جابر عصفور “عرفت هيكل مثقفا رفيع القدر نادر الوجود وهو صانع جريدة الأهرام في تجليها الحديث”، موضحا أنه “أضاف إلى ميراثها القديم ميراثا جديدا مما جعلها منارة وقلعة للاستنارة بحق”.
أشار عصفور إلى أن هيكل كان يرى المعرفة قوة ليس فقط للجريدة التي يرأس تحريرها بل قوة للأمة كلها معيدا للأذهان أن محمد حسنين هيكل “كان يتردد على الطابق السادس بجريدة الأهرام ويلتقي بعمالقة الأدب مثل نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ولويس عوض وبنت الشاطيء ولطفي الخولي ويوسف إدريس”.
ولئن كانت مجلة وجهات نظر قد توقفت في السنوات الأخيرة عن الصدور فإن محمد حسنين هيكل أسهم بدور كبير فى المرحلة التأسيسية لمجلة “وجهات نظر” الثقافية المصرية التي ظهرت في العام الأخير من القرن العشرين وكان قراؤه ينتظرون الإصدار الشهرى لهذه المجلة من أجل متعة قراءة هيكل وهو “يتمشى ويتجول” فى أروقة الماضى والحاضر ويبحر كعادته بين الصحافة والسياسة بقدرات ثقافية فذة.
محمد حسنين هيكل صاحب الكتاب الشهير عن “أزمة المثقفين” الذي صدر عام 1961 كمحصلة لمناقشات استمرت 3 أشهر مع لفيف من المثقفين المصريين كان يحفظ عن ظهر قلب مئات أن لم يكن آلاف الأبيات من عيون الشعر العربى وهو الذى ارتبط بصداقة وثيقة للغاية مع الكاتب الراحل توفيق الحكيم وكذلك مع الأديب النوبلي نجيب محفوظ.
إذا كان الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس الذي قضى في مطلع عام 1990 نموذجا للتوهج في الصحافة والأدب معا فالكاتب أحمد بهاء الدين الذي قضى عام 1996 بدأ مسيرته الصحفية في “مجلة الفصول” الثقافية وكان صاحب ذوق رفيع في تقييم الأعمال الثقافية والفنية وهو الذي تولى رئاسة تحرير مجلة “صباح الخير” قبل أن يبلغ الثلاثين من عمره فنجح بثقافته ومواهبه أن يجعلها مجلة ناجحة وقادرة على الوصول “لأصحاب القلوب الشابة والعقول المتحررة” وتولى رئاسة تحرير واحدة من أهم المجلات الثقافية العربية وهي “مجلة العربي” الكويتية.
رغم هذا التراث المضيء للصحافة الثقافية العربية فالشواهد والتعليقات تؤكد الآن على أن تلك الصحافة الثقافية في محنة قد تكون جزءا مما يوصف بأزمة الصحافة وتحديات الإعلام في العصر الرقمي.
وضمن رصده للتحديات التي تواجه الإعلام العربي يقول الدكتور سامي عبد العزيز أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة إن هناك تحديات مجتمعية تتمثل فيما نسميه “بالأمية التعليمية والأمية الثقافية” أو “المستوى التعليمي والثقافي للمجتمع”، فضلا عن المسائل المتصلة “بجودة المحتوى”.
في وقت يشكو فيه بعض النقاد الثقافيين والمعلقين في الصحف ووسائل الإعلام من ظواهر في قضايا الكتابة الإبداعية مثل رداءة السرد وفقر الخيال والعجز عن الابتكار والافتقار للتشويق لاريب أن الصحافة الثقافية معنية قبل غيرها بقضايا مثل جماليات الكتابة وطرق التعبير الفني وطرح الجديد على مستوى الرؤى والقوالب أو الأشكال.
يبدو أن تحديات العصر الرقمي بحاجة لاستجابات إبداعية في مجال الصحافة الثقافية لإنتاج محتوى مشوق ويحظى بجاذبية بقدر ما ينتصر للوطن والحق والخير والجمال.
Leave A Reply

Your email address will not be published.

Verified by MonsterInsights